لبيد وبنيت واثقان من بقاء «الإسلامية» في الحكومة

لبيد وبنيت واثقان من بقاء «الإسلامية» في الحكومة
TT

لبيد وبنيت واثقان من بقاء «الإسلامية» في الحكومة

لبيد وبنيت واثقان من بقاء «الإسلامية» في الحكومة

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، ورئيس الوزراء البديل وزير الخارجية، يائير لبيد، أمس (الأربعاء)، أن هناك حواراً إيجابياً مع رئيس «القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية»، النائب منصور عباس، لتسوية الخلافات، وأنهما واثقان من أن الحكومة الحالية ستستمر لفترة طويلة «أكثر بكثير مما تتوقعون».
وقال بنيت إن «النائب عباس دخل إلى الائتلاف الحكومي عن وعي وإدراك بأنه وحزبه يصنعان معنا تاريخاً، وإن هناك مكاناً محترماً للمواطنين العرب في الائتلاف الحكومي مباشرة لأول مرة منذ 74 عاماً (وجود إسرائيل). وكل المشكلات التي تنشأ على الطريق يمكن التفاهم حولها».
وقال لبيد إن الأسابيع القليلة المقبلة ستبدد التوتر القائم في المنطقة، وتمهّد لعودة المياه إلى مجاريها في العلاقات بين كل أطراف الائتلاف، وبينها «القائمة الموحدة».
وكانت الممارسات الإسرائيلية في الحرم القدسي الشريف قد تسببت في صدع داخل الحركة الإسلامية، حيث بدا قادتها في حرج أمام جمهورها. فالقوات الإسرائيلية اقتحمت الأقصى، وبطشت بالمصلين، واعتقلت المئات منهم، فراح عدد من كبار قادة «الحركة الإسلامية» يطالبونها بالانسحاب من الائتلاف على الفور، حتى لو سقطت الحكومة وحل محلها اليمين المتطرف. وهدد الدكتور إياد عمار، أحد قيادات هذه الحركة باستبدال حكومة نفتالي بنيت، والتفاوض مع المعارضة برئاسة بنيامين نتنياهو. وقال عمار في مقابلة مع «إذاعة الجيش الإسرائيلي»، الاثنين، إن حكومات نتنياهو لم تسمح لأي إسرائيلي بإدخال القرابين إلى المسجد الأقصى المبارك، وتم منع عضو «الكنيست» المتطرف، إيتمار بن جبير، من القيام ببعض الاستفزازات. ولذلك ففي حال سقوط الحكومة، فإن «الحركة الإسلامية الجنوبية» ستدرس هذه الفروقات بين حكومة نتنياهو وحكومة بنيت، وتتخذ قراراتها.
وعلى أثر ذلك، عقد «مجلس الشورى القطري للحركة الإسلامية»، جلسة، قرر في ختامها تعليق عضوية نوّاب «القائمة العربية الموحّدة» في الائتلاف الحكومي وعضويتهم في «الكنيست». والتقى لبيد وعباس للتداول في تبعات القرار، واتفقا على تهدئة الأوضاع حالياً، والانتظار بضعة أسابيع لاتخاذ قرارات مناسبة. واجتمع نواب «الموحدة» وقرروا طرح مطالب على الحكومة، من بينها الحفاظ على الوضع الراهن بخصوص المسجد الأقصى، ومنع اليهود من الصلاة في ساحات المسجد. كما طالبوا بوضع خطة عملية متفق عليها لتنفيذ الخطة الخمسية الاقتصادية في غضون عام، وتسريع الاعتراف بالقرى وتنظيمها في النقب، وتوسيع برنامج القضاء على الجريمة والعنف في المجتمع العربي.
وتوقع مصدر مقرب من لبيد أن يكون قرار الحكومة منع صلاة اليهود في الأقصى حتى ما بعد عيد الفطر، ومنع النائب المتطرف إيتمار بن غفير من دخول البلدة القديمة، مقدمة لتراجع «الإسلامية» عن قرار تجميد عضويتها في الائتلاف. وأكد أن «مطالب (الحركة الإسلامية) واقعية وقابلة للتنفيذ». وقال بنيت من جهته إنه يرى نفسه باقياً كرئيس حكومة في عيد الفصح المقبل، والائتلاف مستمر حتى أربع سنوات، بفضل المسؤولية التي يتحلى بها نواب الائتلاف جميعاً.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.