روسيا تتهم أوكرانيا بـ«تغيير النهج» خلال محادثات السلام

المتحدثة باسم الخارجية تقول إن موسكو فقدت الثقة في الجانب الأوكراني

رجل إنقاذ يعمل في مبنى سكني تضرر خلال النزاع الأوكراني الروسي في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية بأوكرانيا (رويترز)
رجل إنقاذ يعمل في مبنى سكني تضرر خلال النزاع الأوكراني الروسي في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية بأوكرانيا (رويترز)
TT

روسيا تتهم أوكرانيا بـ«تغيير النهج» خلال محادثات السلام

رجل إنقاذ يعمل في مبنى سكني تضرر خلال النزاع الأوكراني الروسي في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية بأوكرانيا (رويترز)
رجل إنقاذ يعمل في مبنى سكني تضرر خلال النزاع الأوكراني الروسي في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية بأوكرانيا (رويترز)

اتهم الكرملين اليوم (الأربعاء) أوكرانيا بالتراجع عن التزامات قطعتها خلال محادثات السلام وقال إن ذلك له تبعات سلبية على المفاوضات.
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن وتيرة المحادثات لم تعد جيدة بما يكفي وإن الكرة في ملعب كييف بعد أن سلمت روسيا وثيقة للجانب الأوكراني. وأضاف أن موسكو تنتظر رداً.
وقال كبير المفاوضين الأوكرانيين أمس (الثلاثاء) إن من الصعب التنبؤ بموعد استئناف محادثات السلام.

وفي السياق، صرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن روسيا «فقدت الثقة» في الجانب الأوكراني المفاوض، معتبرة أن واشنطن وحلف شمال الأطلسي (ناتو) هما من يديران العمليات في أوكرانيا وليس رئيسها فولوديمير زيلينسكي.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن زاخاروفا القول: «فقدنا الثقة تجاههم منذ فترة طويلة... من جانب مكتب رجل يسمي نفسه رئيس أوكرانيا ويتمتع بالسلطات المناسبة، تم تقديم طلب إلينا لإجراء مفاوضات، ولم ترفض روسيا هذا الطلب. ثم، كما هو الحال دائماً، بدأ السيرك، حرفياً ومجازياً، من جانب نظام كييف: أولاً يأتون، ثم لا يأتون، وأحياناً يشاركون، وأحياناً لا يشاركون». وقالت المتحدثة إن الناتو وواشنطن هم من يديرون العمليات في أوكرانيا وليس زيلينسكي.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1513638020750082048
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه روسيا غزوها العسكري على أوكرانيا، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم (الأربعاء) أن القوات الروسية قصفت 1053 منشأة عسكرية أوكرانية خلال الليل ودمرت 106 مواقع إطلاق نار.
وأمس (الثلاثاء)، سيطرت القوات الروسية على مدينة أوكرانية على خط المواجهة اليوم الثلاثاء بعد ساعات من بدء هجوم كان متوقعا منذ فترة في شرق أوكرانيا وتصفه حكومة كييف بمعركة دونباس، مما دفع دولاً غربية إلى التعهد بدعم حكومة كييف بمزيد من الأسلحة والأموال.

وتقدم الآلاف من الجنود على امتداد الجبهة الشرقية بأكملها تقريباً حيث بدأ الهجوم الروسي بقصف مدفعي وصاروخي مكثف. وقال مسؤولون أوكرانيون إن جنودهم سيصمدون أمام الهجوم.
وفي مدينة ماريوبول الساحلية المدمَّرة في جنوب شرقي البلاد، التي تصمد في مواجهة الحصار منذ ما يقرب من ثمانية أسابيع، أعطت روسيا آخر المدافعين الأوكرانيين المتحصنين في منطقة مصنع الصلب إنذاراً نهائياً للاستسلام بحلول الظهر (0900 بتوقيت غرينتش) أو الموت.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».