اندلاع أعمال شغب بمنطقة الأعظمية في بغداد وإحراق منازل ومقتل أربعة أشخاص

السلطات العراقية اتخذت إجراءات سريعة للحؤول دون توسعها

اندلاع أعمال شغب بمنطقة الأعظمية في بغداد وإحراق منازل ومقتل أربعة أشخاص
TT

اندلاع أعمال شغب بمنطقة الأعظمية في بغداد وإحراق منازل ومقتل أربعة أشخاص

اندلاع أعمال شغب بمنطقة الأعظمية في بغداد وإحراق منازل ومقتل أربعة أشخاص

اندلعت أعمال عنف وشغب في منطقة الاعظمية ذات الغالبية السنية في شمال بغداد، فجر اليوم (الخميس)، أثناء عبور زوار شيعة يحيون ذكرى وفاة الإمام الكاظم، ما أدى الى مقتل اربعة أشخاص، بحسب ما أفادت الشرطة.
وشملت أعمال العنف احراق منازل والاعتداء على مبنى تابع للوقف السني في الاعظمية التي يعبرها الزوار في طريقهم الى منطقة الكاظمية، لزيارة ضريح موسى الكاظم إحياء لذكرى وفاته التي تختتم مراسمها اليوم.
واتهم مسؤولون عراقيون، بينهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، "مندسين" بين الزوار بالتسبب بهذه الأعمال.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية "قام مندسون من الزوار المتجهين الى مرقد الامام الكاظم، بالهجوم على مبنى تابع لهيئة استثمار أموال الوقف السني في منطقة الاعظمية، وحرقوا 17 منزلا على الاقل باستخدام مواد سريعة الاشتعال".
وأوضح الضابط ان اعمال الشغب اندلعت بعيد الساعة الثانية فجر الخميس (23:00 ليل الاربعاء بتوقيت غرينتش)، بعدما سرت "شائعات" بين الزوار المتوافدين الى الكاظمية، عن وجود انتحاري يعتزم تفجير نفسه. وأضاف ان الفوضى التي حصلت إثر ذلك، تطلبت من الشرطة إطلاق النار في الهواء لتهدئة الحشود، ما دفع بعض الزوار للاعتقاد ان سكانا في الاعظمية هم من يطلقون النار باتجاههم.
وأدت أعمال الشغب الى مقتل أربعة اشخاص على الاقل واصابة اكثر من عشرين، بحسب الضابط في الشرطة ومصدر طبي.
إلا ان الروايات عن اسباب وفاة هؤلاء تباينت بحسب المصادر؛ ففي حين قالت الشرطة ان هؤلاء قتلوا جراء حرق المنازل، قال المصدر الطبي ان القتلى الذين نقلوا الى مستشفيات بغداد مصابون بطلقات نارية.
واتخذت السلطات العراقية إجراءات سريعة للحؤول دون تدهور الاوضاع.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي بيانا فجر اليوم، اعلن فيه ان الأخير، وهو القائد العام للقوات المسلحة، أمر القوات الامنية "بتطويق الفتنة وملاحقة مثيريها".
واعتبر العبادي أن ما جرى سببه "اندساس إرهابيين بين الزوار"، مؤكدا "التعامل بكل حزم مع أية محاولة لزعزعة العمل والعمل على الحفاظ على أمن المواطنين وممتلكاتهم".
وزار العبادي صباح اليوم منطقتي الكاظمية والاعظمية "بعد تطويق الفتنة التي حاول عدد من المندسين احداثها"، بحسب مكتبه الاعلامي.
وتتخذ القوات الأمنية منذ أيام إجراءات مشددة في مجمل العاصمة بغداد لتأمين الزيارة، بمشاركة 75 ألف عنصر من الجيش والشرطة، بما يشمل إقفال العديد من الشوارع، وتعطيل الادارات الرسمية يومي الاربعاء والخميس.
وبدأت حشود من الزوار منذ ايام بالتوافد نحو الكاظمية، حيث مرقد الامام موسى الكاظم، سابع الائمة المعصومين لدى الشيعة، لإحياء ذكرى مقتله في العام ـ799 هـ.
واستهدف الزوار خلال الاسبوع الماضي بهجمات تبناها تنظيم "داعش" المتطرف؛ الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق منذ يونيو (حزيران) الماضي. وقتل ستة اشخاص في هجوم انتحاري وسط العاصمة وسقوط قذائف في شمال الثلاثاء، بعد ايام من مقتل سبعة أشخاص في تفجير سيارة مفخخة سط العاصمة كذلك.
يذكر ان حادثة سابقة جرت على جسر الأئمة بين منطقتي الأعظمية والكاظمية في بغداد في 31 أغسطس (آب) 2005 خلال إحياء ذكرى الكاظم، حيث يذهب الملايين منهم مشياً على الأقدام لزيارة الضريح، وقد أشاع البعض بين أوساط الزوار على جسر الائمة حينها أن هناك شخصا انتحاريا بينهم، ما أدى إلى حدوث تدافع شديد بينهم وسقط الآلاف منهم في نهر دجلة، الأمر الذي أدى إلى موت حوالى ألف منهم غرقا.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.