400 شاب وشابة يجولون على تقاطعات طرق الرياض قبل إفطار رمضان

لتوزيع الوجبات بإشراف من إمارة المنطقة

يحاول المتطوعون تسليم أكبر عدد من الوجبات  قبل الأذان (تصوير بشير صالح)
يحاول المتطوعون تسليم أكبر عدد من الوجبات قبل الأذان (تصوير بشير صالح)
TT

400 شاب وشابة يجولون على تقاطعات طرق الرياض قبل إفطار رمضان

يحاول المتطوعون تسليم أكبر عدد من الوجبات  قبل الأذان (تصوير بشير صالح)
يحاول المتطوعون تسليم أكبر عدد من الوجبات قبل الأذان (تصوير بشير صالح)

قبل غروب الشمس وفي آخر ساعة من الصيام، وقبل أن تصدح المآذن بالأذان لتعلن عن وقت الإفطار، يتجول أكثر من 400 شاب وشابة في طرقات الرياض ومحافظاتها لتسليم المارة القادمين من أعمالهم ومشاغلهم التي قد تؤخرهم على الجلوس مع أهاليهم على مائدة الإفطار، لكي يستطيعوا أن ينعموا بوجبة خفيفة قبل الوصول إلى المنزل بلا عجل.
ويتميز شهر رمضان بكثرة أعمال الخير فيه، ويستطيع كل فرد في المجتمع المشاركة في تقديم الخدمات كل حسب قدرته واستطاعته، وتنظم الجمعيات الخيرية والتطوعية في شهر رمضان فرقاً من المتطوعين الذين يوزعون وجبات الإفطار على السائقين في الشوارع والتقاطعات وقت أذان المغرب؛ حيث يرسمون صورة رائعة للعمل الإنساني؛ إذ يشارك المتطوعون من مختلف الأعمار والفئات في توزيع الوجبات بلا كلل.
وفي بادرة تعكس التكاتف الاجتماعي وتعزيزاً للعمل الخيري، وبجهود المتطوعين تسعى أكثر من 22 جهة لتوزيع 300 ألف وجبة خلال الشهر المبارك تحت إشراف من إمارة الرياض ضمن مبادرات «خيرات الرياض» والمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي.
ويشارك 400 متطوع يومياً بمعدل 1600 ساعة تطوعية في 22 محافظة بالمنطقة على توزيع الوجبات للمارة والمحتاجين قبل أذان صلاة المغرب، بسعادة بالغة نظراً للأثر الإيجابي الذين يتركونه على المارة المتأخرين على الإفطار أو المحتاجين.
وقال المدير التنفيذي لجمعية ريف المنفذة لمبادرة توزيع الوجبات أسامة آل زعير لـ«الشرق الأوسط» إن الوجبات المقدمة تشمل الماء والتمر والكعك، ويتم تجهيزها من قبل المتطوعين قبل انطلاق الحملة بعناية تامة ووسط إجراءات احترازية تهدف إلى سلامة الوجبات.
وأكمل آل زعير أن رسالة الحملة هي رمضان بلا هدر وتهدف إلى نشر ثقافة التطوع والعمل الخيري بين المجتمع، وأن تكون هناك مساهمة مجتمعية مع الشركات التي توفر لنا الوجبات، كما أن أحد أهم أهداف الحملة هو الحرص على عدم تهور قائدي المركبات للحاق على وجبة الإفطار والاكتفاء بهذه الوجبة حتى يصل إلى المنزل بسلام.
وأشاد آل زعير بالمتطوعين حيث ذكر أنهم هم أساس هذه الحملات الخيرية وتوجد وفرة كبيرة من الراغبين بالمساعدة فالمجتمع السعودي يحب العطاء وأن يسهم في العمل الخيري حيث إننا لم نجد أية صعوبات في استقطابهم لمساعدتنا في الحملة.
ويتحرك المتطوعون كالخلية الواحدة، حيث يأخذون الوجبات ويتوجهون لإشارات المرور ليلقوا التحية على قائدي المركبات ويقدموا لهم الوجبة وابتسامة، تقابلها دعواتهم التي هي المقابل الذي يتقاضاه المتطوعون نظير جهودهم الإنسانية.
ويقول المتطوع فيصل 37 عاماً إن الابتسامات التي يراها على وجوه المارة والأجر والثواب عندما يقدم الوجبات هي ما جعلته يتطوع لمدة خمس سنوات متتالية في هذه الحملات الخيرية كونها تؤثر بشكل كبير في خلق تكاتف مجتمعي وتجعل الجميع يرغب أن يسهم في العمل الخيري بكافة السبل والوسائل.
وعبر فهد البالغ من العمر 13 عاماً، عن سعادته في المشاركة بالعمل الخيري وأن الابتسامات والدعاء الذي يتلقاه من الناس هي ما يحفزه على الاستمرار في التطوع حيث إن هذا هو عامه الثاني في المشاركة التطوعية، ويطمح بأن يستمر للأعوام القادمة في نشر ثقافة التطوع للمجتمع بالكامل.
وجاءت مبادرات «خيرات الرياض» التي أطلقتها الإمارة لتخفيف الأضرار الناتجة عن منع التجول وتعليق الأعمال بسبب تفشي انتشار وباء كورونا، لتستمر بعدها في دعم المبادرات الخيرية والتنموية بالمنطقة وتسهيل مهامها، وتشجيع وتحفيز الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال للمساهمة فيها بالإضافة إلى تقديم الدعم لإيصال وتوزيع المواد الغذائية والأساسية لمن يحتاج من الأسر المتضررة والعمالة.
ويهدف المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي إلى تنظيم دور منظمات القطاع غير الربحي وتفعيله، وتوسيعه في المجالات التنموية، والعمل على تكامل الجهود الحكومية في تقديم خدمات الترخيص لتلك المنظمات، والإشراف المالي والإداري والفني على القطاع، وزيادة التنسيق والدعم.
وتأسس المركز في سياق تنمية القطاع غير الربحي، الذي يعد هدفاً استراتيجياً ضمن خطة رؤية 2030 الهادفة إلى تمكين القطاع، وتحقيق أثر أعظم له على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، حيث يُعد المركز إحدى مبادرات برنامج التحول الوطني لتنمية القطاع غير الربحي.
ويتولى المركز مهام متعددة ستمكن القطاع من النماء، وتفعل دوره في تحقيق التنمية المستدامة، حيث سيعمل المركز مع كافة شركائه من الجهات الحكومية، والمنظمات غير الربحية، والشركات، والأفراد، وفق حوكمة شمولية تحقق انسياباً عملياً، يوفر للجميع إمكانية المساهمة وفقاً لأدوارهم ضمن منظومة القطاع غير الربحي.



أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.