أوكراني يتتبع القوات الروسية عبر سماعتي أذن نُهبتا من منزله

سماعتا أذن (آير بودز) من صنع شركة «آبل» (رويترز)
سماعتا أذن (آير بودز) من صنع شركة «آبل» (رويترز)
TT
20

أوكراني يتتبع القوات الروسية عبر سماعتي أذن نُهبتا من منزله

سماعتا أذن (آير بودز) من صنع شركة «آبل» (رويترز)
سماعتا أذن (آير بودز) من صنع شركة «آبل» (رويترز)

تمكن رجل أوكراني من تتبع إعادة انتشار القوات الروسية عبر سماعات الأذن اللاسلكية (أيربودز) التي نهبها الجنود من منزله، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل».
ونُهبت سماعات «آبل أيربودز» التي يملكها فيتالي سيمينيتس من منزله في هوستوميل، بالقرب من كييف، بعد وقت قصير من بدء الحرب عندما حاولت روسيا الاستيلاء على العاصمة الأوكرانية.
منذ ذلك الحين، كان يستخدم خدمة «فايند - ماي»، وهي ميزة لتتبع الموقع متوفرة على جميع منتجات شركة «آبل»، لمراقبة تحركات القوات في انسحابهم الذي يمتد لمسافة 550 ميلاً في جميع أنحاء البلاد.
مع انسحاب الجنود الروس من كييف هذا الشهر، راقب سيمينيتس موقع سماعات أذنه على الخرائط عبر الإنترنت، حيث تم نقلها عبر الحدود إلى بيلاروسيا، وانتهى بها الأمر بالقرب من مدينة غوميل.
في الأسبوع الماضي، وصل الجهاز - الذي تبلغ تكلفته 200 جنيه إسترليني - إلى بيلغورود، وهي مدينة في روسيا، حيث يقوم الرئيس فلاديمير بوتين بتجميع القوات لشن هجوم على منطقة دونباس الشرقية في أوكرانيا.

كان سيمينيتس ينشر تحديثات حول رحلة «الأيربودز» الخاصة به عبر «إنستغرام».
يمكن لتطبيق «فايند ماي» من «آبل» تتبع الأجهزة المفقودة عبر البلوتوث، أو إذا كانت متصلة بالإنترنت.
كانت هناك تقارير واسعة النطاق عن قيام الجنود الروس بعمليات نهب واسعة في أوكرانيا.
كتب سيمينيتس على «إنستغرام»: «بفضل التكنولوجيا، أعرف مكان سماعتي الأذن (أيربودز)... نهبهما الروس من منزلي في هوستوميل».

ووجد السكان العائدون إلى قرية نوفي بيكيف، وهي قرية تبعد 60 ميلاً عن كييف، بعد شهر من الاحتلال، أن منازلهم تعرضت للنهب، حيث سُرق منها الكثير من الممتلكات الشخصية، بما في ذلك العطور والمجوهرات وغيرها.
ونُهبت المدرسة المحلية أيضاً من معظم أجهزة الكومبيوتر وأجهزة العرض وغيرها من المعدات الإلكترونية.

في وقت سابق من هذا الشهر، أظهرت الفيديوهات التي تم تسريبها قيام بعض الجنود الروس بإرسال الغسالات وأجهزة الكومبيوتر والدراجات الإلكترونية إلى بلادهم، مع ما مجموعه طنين من البضائع التي تم شحنها بواسطة 16 جندياً.
في مكالمة تم اعتراضها من قبل أجهزة الأمن الأوكرانية، سُمع جندي روسي يتلقى قوائم تسوق من قبل أقاربه، بما في ذلك جهاز كومبيوتر وملابس.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي: أوكرانيا «ملتزمة تماماً» بالحوار البناء مع أميركا

العالم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب) play-circle

زيلينسكي: أوكرانيا «ملتزمة تماماً» بالحوار البناء مع أميركا

قال الرئيس الأوكراني، السبت، إن أوكرانيا «ملتزمة تماماً» بالحوار البناء مع ممثلي الولايات المتحدة خلال المحادثات التي ستستضيفها السعودية بعد أيام.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس (أ.ف.ب)

وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي: بوتين لا يبدي «أي اهتمام» بالسلام في أوكرانيا

رأت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، اليوم السبت، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يبدي «أي اهتمام» بإحلال السلام في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ ترمب خلال خطابه أمام الكونغرس في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

عصر ترمب «الذهبي» يعزز الانقسامات الأميركية

سلّط خطاب دونالد ترمب أمام الكونغرس الضوء على الانقسامات الكبيرة في المجلس التشريعي وخارجه.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا  وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (رويترز)

روبيو يؤكد لنظيره الأوكراني إصرار ترمب على إنهاء الحرب

قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأوكراني أندريه سيبيا، وأبلغه بأن الرئيس دونالد ترمب، عاقد العزم على إنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا زيلينسكي يدعو إلى هدنة جوية بعد هجوم روسي «مكثف»

زيلينسكي يدعو إلى هدنة جوية بعد هجوم روسي «مكثف»

كرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، دعوته إلى هدنة في الجو والبحر في أوكرانيا، بعد ليلة من القصف الروسي المكثف لمنشآت طاقة عبر البلاد. وكتب زيلينسكي…


مصطفى الرزاز يستحضر الذكريات والفولكلور المصري عبر «رزق البحر»

جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
TT
20

مصطفى الرزاز يستحضر الذكريات والفولكلور المصري عبر «رزق البحر»

جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)

استحضر الفنان المصري مصطفى الرزاز عناصر ورموزاً من الأساطير والفولكلور الشعبي المصري، واستدعى مَشاهد وذكريات مرَّ بها لسنوات طويلة، ثم مزج ذلك كله بفرشاته وخطوطه وخاماته المختلفة على مسطح أعماله؛ ليقدم مجموعة جديدة من اللوحات، والمنحوتات تنبض بالحياة، وتدعو إلى الاستمتاع بها.

في معرضه «رزق البحر» المُقام في «قاعة الزمالك للفن»، يترك الرزاز للمتلقي الفرصة للانغماس مع عالمه الذي جسَّده في أعماله، متنقلاً ما بين البحر والصيد والمرأة والأسماك؛ وخلال ذلك تتشبَّع عين الزائر بجماليات أعماله، ويتزوَّد وجدانه بدفء حكاياته.

الصياد وشِباك السمك (إدارة الغاليري)
الصياد وشِباك السمك (إدارة الغاليري)

يضمّ المعرض نحو 60 لوحة كبيرة، و64 لوحة صغيرة، فضلاً عن 45 قطعة نحتية، تتميّز بأنَّ «البطولة المطلقة» فيها للأسماك في المقام الأول؛ فهي ليست مجرّد عنصر رمزي، أو مفردة من البيئة تزدان بها الأعمال، لكنها ذات حضور طاغٍ، فتلتقيها على مسطّح اللوحات محمولة بعناية بين الأيدي، أو عروس للبحر، أو في صورة فرس البحر الذي يبدو صديقاً حميماً للإنسان، ورمزاً لحمايته، كما جاء في الحضارة المصرية القديمة، وغير ذلك من مَشاهد تُعزّز مكانتها.

عمل نحتي برونزي يُبرز احتفاء الإنسان بالسمك (إدارة الغاليري)
عمل نحتي برونزي يُبرز احتفاء الإنسان بالسمك (إدارة الغاليري)

اللافت أنَّ الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بعناصر العصفورة والهدهد والنبات في أعماله؛ في رمز للسلام والنماء، والتماهي مع البيئة المصرية. وبدا واضحاً أنّ لإقامته طويلاً في حي المنيل المطلّ على النيل بالقاهرة بالغ الأثر في أعماله بالمعرض؛ فقد قدَّم مَشاهد حياتية يومية عن قرب لمناظر الصيد والمراكب. يقول الفنان لـ«الشرق الأوسط»: «عندما تُشرق الشمس في صباح كل يوم، أحبُّ النظر إلى نهر النيل حيث جمال المنظر والحضارة والتاريخ».

ومن أكثر المَشاهد التي استوقفته في الصباح الباكر، حركة المراكب والاستعداد للصيد. لذلك استخدم «النظارة المُعظمة» ليتأمّلها عن قرب، فإذا به يكتشف أنَّ مَن يقُمن بالصيد في هذه المنطقة نساء.

لوحة المرأة الفلسطينية ترمز إلى نضال غزة (إدارة الغاليري)
لوحة المرأة الفلسطينية ترمز إلى نضال غزة (إدارة الغاليري)

يواصل الفنان المصري حديثه: «وجدتُ أنهن قبل الصيد يُحضّرن الفطور، ويتناولنه مع أطفالهن وجاراتهن بشكل جماعي يومياً قبل التوجه إلى العمل».

أثار ذلك اهتمام الرزاز، فتوجَّه إلى نقطة تجمعهن، والتقى معهن، ومن خلال حديثه معهن، اكتشف أنّ الرجال لا يشاركونهن الصيد في هذا المكان؛ فيقتصر الأمر عليهن لانشغال أزواجهن بالعمل في مجالات أخرى.

كما اكتشف الفنان أنّ المراكب التي يخرجن للصيد بها هي بيوتهن الدائمة؛ حيث يقمن بها، ولا مكان آخر يؤوي هذه الأسر.

«عروس البحر»... حلم قد يراود الصياد (إدارة الغاليري)
«عروس البحر»... حلم قد يراود الصياد (إدارة الغاليري)

استهوته هذه الحكايات الإنسانية، وفجَّرت داخله الرغبة في تجسيد هذا العالم بفرشاته. يقول: «كانت تجربة غنية ومفيدة جداً بالنسبة إليّ؛ مثلت منبعاً للإلهام. من هنا جاء اهتمامي بتناول البحر والأسماك والصيد في عدد من معارضي؛ منها هذا المعرض الجديد، ولا أعني هنا البحر والصيد فيه وحده، إنما نهر النيل كذلك؛ إذ إنَّ كلمة البحر في اللغة المصرية الدارجة تشير إليهما معاً».

واتخذ الرزاز قراراً بتخصيص المعرض كله للصيد، من دون الاقتصار على تجربة الصيادات الإنسانية؛ فثمة قصص أخرى للصيد في الوجه القبلي، وفي المناطق الساحلية حيث يقتصر الصيد على الرجال.

من أعمال الفنان في المعرض (إدارة الغاليري)
من أعمال الفنان في المعرض (إدارة الغاليري)

ويتابع: «سافرت إلى الإسكندرية (شمال مصر) وشاركتهم رحلة للصيد، وتأثّرت جداً بعملهم، فتشرَّبت تفاصيل حياتهم، وطريقة عملهم، وصوَّرتهم فوتوغرافياً، إلا أنني تركتها جانباً، ورسمت التكوينات من خيالي، حتى تختلف عن الرؤية المباشرة أو التسجيل».

لقطة من معرض «رزق البحر» (إدارة الغاليري)
لقطة من معرض «رزق البحر» (إدارة الغاليري)

ويرى الرزاز أنه عندما يرسم الفنان الواقع كما هو، يُفقده جمالياته وحرّيته في التعبير. لكن لماذا يمثّل البحر والصيد كل هذا الاهتمام من جانب الدكتور مصطفى الرزاز؟ يجيب: «البحر بالمفهوم الذي أشرت إليه هو نصف الدنيا، وهو مختلف تماماً عن اليابسة، وأكثر غموضاً، وسحراً، بالإضافة إلى اختلاف الكائنات التي تعيش فيه عن الأرض».

ويؤكد الفنان المصري أنّ «لمهنة الصيد خصوصيتها؛ ونموذج حقيقي لسعي الإنسان؛ فالصياد يتوجَّه إلى البحر على وجه الكريم، من دون أن يحظى براتب، ولا يمكن أن يعرف حجم أرباحه التي سيجنيها، ويرمي نفسه في البحر طوال النهار، وربما لأيام، وقد يعود بما يرضيه، وقد لا يرجع بشيء على الإطلاق».

علاقة الإنسان بالبحر تشغل الفنان (إدارة الغاليري)
علاقة الإنسان بالبحر تشغل الفنان (إدارة الغاليري)

ومن هنا، فإن حلم الصياد أن يجني سمكة ضخمة، أو سمكة تُكلّمه، أو تكون في صورة امرأة جميلة، أو داخلها «خاتم سليمان) يحقّق له كل ما يتمناه. لذلك أيضاً، كان للسمك نصيب كبير في الأساطير والحكايات الشعبية؛ فكانت هناك «أم الشعور»، و«عروسة البحر»، وغيرهما مما يُعدّ فانتازيا علاقة الإنسان بالسمك، وفق الرزاز الذي يرى أن هذه العلاقة هي مصدر إلهام للفنان، ومنبع حكايات تحفّز أي شخص على الانطلاق والسعي في الحياة.

الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بالمرأة والعصفورة رمزاً للجمال والسلام (إدارة الغاليري)
الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بالمرأة والعصفورة رمزاً للجمال والسلام (إدارة الغاليري)

وربما لم تُنافس الأسماك في أعمال المعرض -المستمر حتى 15 مارس (آذار) الحالي- سوى المرأة الجميلة بعيونها الواسعة وملابسها المزدانة بالموتيفات والنقوش الشعبية؛ انعكاساً لاهتمام الفنان بمكانتها والفولكلور المصري في أعماله من جهة، ومن جهة أخرى تعبيراً عن قوة الوطن.

فتأتي على سبيل المثال لوحة المرأة الفلسطينية التي تطلّ علينا بزيها التقليدي، حاملة صينية الأسماك الطازجة فوق رأسها، كأنها جاءت للتوّ من رحلة للصيد، تضامناً مع أهل غزة. يقول الرزاز: «يرمز هذا العمل إلى أنّ أهل القطاع المعروفين بالصيد سيستمرّون في مهنتهم، وسيبقون في مدينتهم، ولن يستطع أحد أن يغيّر شيئاً من هذا الواقع».