إسرائيل تنفذ عمليات استباقية في الضفة تشمل اعتقالات وهدماً

أشتية يطالب بـ«إجراءات» لا «إدانات» لوقف العدوان على الأقصى

جيش الاحتلال الإسرائيلي يغلق باب الزاوية وسط الخليل لتأمين اقتحام المستوطنين (وفا)
جيش الاحتلال الإسرائيلي يغلق باب الزاوية وسط الخليل لتأمين اقتحام المستوطنين (وفا)
TT

إسرائيل تنفذ عمليات استباقية في الضفة تشمل اعتقالات وهدماً

جيش الاحتلال الإسرائيلي يغلق باب الزاوية وسط الخليل لتأمين اقتحام المستوطنين (وفا)
جيش الاحتلال الإسرائيلي يغلق باب الزاوية وسط الخليل لتأمين اقتحام المستوطنين (وفا)

أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، تنفيذ «عمليات استباقية ووقائية في عدد من المواقع في الضفة الغربية، أسفرت عن اعتقال 11 مشتبهاً بهم لتورطهم في عمليات عدائية».
وقال البيان، إن القوات عملت (ليلة الأحد وفجر الاثنين) في بلدة حوسان القريبة من بيت لحم جنوب الضفة، وفي بلدة اليامون القريبة من جنين شمال الضفة، ثم نقلت المعتقلين من أجل مزيد من التحقيقات.
الاعتقالات الإسرائيلية في الضفة الغربية، جزء من حملة إسرائيلية واسعة أطلقت عليها تل أبيب، الأسبوع الماضي، اسم «كاسر الأمواج» استهدفت قتل واعتقال نشطاء ومطلوبين فلسطينيين من مناطق مختلفة في الضفة الغربية، رداً على سلسلة عمليات في إسرائيل أدت إلى مقتل 14 إسرائيلياً في غضون 3 أسابيع. لكن حدة العمليات الإسرائيلية، تراجعت إلى حد كبير، نهاية الأسبوع الماضي، بعد تدخل وسطاء من أجل نزع فتيل الأزمة في القدس والضفة، ومنع دخول قطاع غزة على الخط.
ومثل معظم حملات الاعتقالات السابقة، تفجرت مواجهات بين قوات الجيش ومتظاهرين فلسطينيين كان بعضها مسلحاً. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابة شابين بجروح وصفت بين الخطيرة والحرجة برصاص قوات الاحتلال التي اقتحمت بلدة اليامون قضاء جنين. وقالت مصادر فلسطينية إن تبادلاً لإطلاق النار وقع في اليامون. وأفاد بيان صادر عن الوزارة بوجود إصابة حرجة بالرصاص الحي في الرأس والرقبة، وأخرى خطيرة بالرصاص الحي في الظهر، وصلتا المستشفى.
وقال الجيش الإسرائيلي، إنه «خلال العملية، هاجم عشرات المتظاهرين الفلسطينيين الجنود بالعنف، وألقى المتظاهرون الحجارة والعبوات الناسفة، وأطلقوا النار على الجنود، مما عرض سلامتهم للخطر، اضطرت القوات للرد بالذخيرة الحية».
في السياق، وقع قائد قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، الميجر جنرال يهودا فوكس، أمراً يقضي بهدم منزل ضياء حمارشة في قرية يعبد بمنطقة جنين، الذي نفذ عملية «بني براك» قبل قرابة ثلاثة أسابيع، ما أدى إلى مقتل خمسة إسرائيليين. وفي قطاع غزة، قرر الجيش الإسرائيلي تعزيز منظومة القبة الحديدية على حدود قطاع غزة. وقالت قناة «كان» العبرية، إن الجيش الإسرائيلي قرر تعزيز منظومة القبة الحديدية، خشية إطلاق صواريخ من قطاع غزة. وجاء ذلك رغم تلقي إسرائيل رسائل واضحة من قبل حركة «حماس» بأنها ليست معنية بتصعيد من قطاع غزة.
واقتحمت القوات الإسرائيلية ومستوطنون، المسجد الأقصى، لليوم الثاني على التوالي، أمس الاثنين، وحاولت مجدداً إخراج المصلين من المسجد، وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إن العدوان الإسرائيلي على الأقصى والمصلين فيه، «عمل وحشي يرتقي إلى مستوى الجريمة».
وكان أشتية يتحدث في مستهل جلسة الحكومة الفلسطينية، أمس، التي قال فيها إن «هذا العدوان بهمجيته ضد الركع السجود من كبار السن والأطفال والنساء، أصبح متكرراً، ويجب أن يتوقف حفاظاً على قدسية المكان، فالمكان للمسلمين وحدهم فقط». وطالب الدول التي أدانت الاقتحامات الإسرائيلية للأقصى، بإجراءات جدية ضد دولة الاحتلال لوقف هذه الاعتداءات والانتهاكات، لأن «إسرائيل لا تكترث للإدانات اللفظية والمكتوبة بلغة المبني للمجهول».
وتصاعدت التوترات في الأقصى وفي البلدة القديمة منذ الصباح الباكر، عشية إقامة مراسم الصلوات اليهودية التقليدية المعروفة باسم «بركة الكهنة» في حائط البراق.
وعملت الشرطة الإسرائيلية على نشر أكثر من 2500 شرطي لتأمين المنطقة قبل أن تقتحم الأقصى وتشتبك مع المصلين هناك.
واستخدمت القوات الإسرائيلية مجدداً القوة المفرطة ضد المعتكفين في الأقصى، بما في ذلك الرصاص المطاطي، قبل أن تسمح للمتطرفين اليهود بالوصول إلى ساحات الأقصى وتأدية طقوس هناك.
وحذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من «مخاطر تفريغ المسجد الأقصى المبارك وفرض التقسيم الزماني عليه بقوة الاحتلال».
واعتبرت الخارجية، في بيان، أن الاعتداءات الوحشية المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال والشرطة ضد المسجد الأقصى المبارك والمصلين والمعتكفين، بما في ذلك استمرار الاقتحامات وعمليات القمع والتنكيل والمطاردة والتضييق التي تتم ضد المصلين، سياسة هدفها عزل المسجد الأقصى المبارك وتفريغه لتكريس التقسيم الزماني للمسجد، ومحاولة فرضه بالقوة كأمر واقع يجب التسليم به.
وأكدت الخارجية أنها تنظر بخطورة بالغة لعمليات طرد المصلين والمعتكفين وتفريغ المسجد، وتؤكد أن هذا التطور الخطير في العدوان يستدعي تحركاً جماعياً عربياً وإسلامياً، وبشكل يترافق مع حراك على المستوى الأممي لمنع إسرائيل من تطبيق إجراءاتها وتدابيرها في المسجد.
وجاء اقتحام الاثنين رغم مواجهات عنيفة اندلعت الأحد، وهددت صمود التهدئة الهشة في الأراضي الفلسطينية.
إضافة إلى الأقصى، أغلقت إسرائيل الحرم الإبراهيمي في الخليل أمام المصلين، لتمكين اليهود من الاحتفال فيه.
وذكرت مديرية أوقاف الخليل أن قوات الاحتلال أغلقت الحرم الإبراهيمي لمدة يومين.
وقالت إن ذلك يمثل «تعدياً سافراً على حرمة الحرم، واعتداءً استفزازياً على حق المسلمين بالوصول إلى أماكن العبادة الخاصة بهم».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.