جنبلاط: الانتخابات مواجهة مع «المحور السوري»

هاجم عون وباسيل وتمنى أن تؤدي عودة سفراء الخليج إلى «حركة توازن»

لافتة تدعو إلى الاقتراع ضد «حزب الله» الذي احتل بيروت في 7 (أيار) مايو 2008 (أ.ف.ب)
لافتة تدعو إلى الاقتراع ضد «حزب الله» الذي احتل بيروت في 7 (أيار) مايو 2008 (أ.ف.ب)
TT

جنبلاط: الانتخابات مواجهة مع «المحور السوري»

لافتة تدعو إلى الاقتراع ضد «حزب الله» الذي احتل بيروت في 7 (أيار) مايو 2008 (أ.ف.ب)
لافتة تدعو إلى الاقتراع ضد «حزب الله» الذي احتل بيروت في 7 (أيار) مايو 2008 (أ.ف.ب)

اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أن الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان هي «مواجهة بين المحور السوري وما تبقى من قرار وطني مستقل»، آملاً أن تؤدي عودة سفراء الخليج للعمل في بيروت إلى قيام حركة توازن «كي لا نبقى تحت سيطرة الإيراني والسوري». كما شن جنبلاط هجوماً على رئيس الجمهورية ميشال عون، وصهره النائب جبران باسيل، قائلاً إنهما سيفعلان كل ما يرضي الأميركيين والإسرائيليين في قضية ترسيم الحدود جنوب لبنان.
وجاءت مواقف جنبلاط في لقاء مع مغتربين لبنانيين عبر الإنترنت، حيث عبر عن اعتقاده بأن «الانتخابات هي مواجهة بين المحور السوري - الإيراني ضد ما تبقى من قرار وطني مستقل في المختارة (مقر جنبلاط في الشوف) وغيرها». وتابع أن «اللقاء الديمقراطي» الذي يقوده الحزب الاشتراكي «مستهدف بكامله، وهذه ليست معركة النائب تيمور جنبلاط (أي نجله) بل معركة القرار الوطني العربي السيادي المستقل».
وتحدث الزعيم الدرزي عن وراثة ابنه للقيادة في الحزب الاشتراكي، قائلاً: «من لا يتذكر الماضي ويضحي فيه لا مستقبل له. مستقبلي انتهى فيما تيمور بدأ وشق طريقه، وبعد الانتخابات سيكون كل شيء بتصرفه وأنا مستعد لمساعدته من الخلف».
وشدد جنبلاط على أن «تصويت المغتربين مهم في منع ‎تفوق بعض الأحزاب كالتيار الوطني الحر، وصوت الاغتراب قد يؤثر أو يؤخر» في هذا المجال. وأوضح: «في حال حصلنا على الأكثرية في مجلس النواب يمكن أن نفرض كلمتنا، فهل سيقتلوننا؟ (حزب الله) لا يؤمن بالحوار، ولاحظنا (هذا) الموضوع منذ (أيام) رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري إلى (المعارض الشيعي) لقمان سليم. لكن علينا أن نتعاطى ببرودة أعصاب ونواجه».
وبالنسبة لعودة السفراء الخليجيين إلى مقار أعمالهم في لبنان، اعتبر جنبلاط أن «بعد الغيوم التي طرأت نتيجة التصريحات الهمجية لجماعة (حزب الله) و(التيار الوطني الحر)، والتي كانت لتدمر علاقتنا مع الخليج، نأمل من عودة السفراء عودة الخليج (أيضاً)، والقيام بحركة التوازن كي لا نبقى تحت سيطرة الإيراني والسوري».
وتحدث جنبلاط عن قضية سلاح «حزب الله»، قائلاً: «لم نتخل عن طرح نزع سلاح (حزب الله)، وقد قلنا سابقاً إن من غير الممكن الاستدامة بهذا السلاح خارج إطار الدولة، لكن لن أسير في نظريات نزع السلاح بالقوة، لأن هذا مستحيل ويورطنا في حرب أهلية، وهذا السلاح إيراني».
وميز جنبلاط بين «حزب الله» وحليفه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، قائلاً: «بري لا يوافق دائماً (حزب الله)، لكن تذكروا الضغوط التي يتعرض لها بري من إيران وسوريا، علماً بأنه لم يذهب إلى سوريا منذ انطلاق الحرب هناك» عام 2011.
وحذر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي من أن «جبران باسيل سيحاول من خلال وزارة الخارجية تعطيل سهولة الانتخابات، وثمة فريق عمل يخصه سيتوجه إلى الاغتراب لتسلم مفاصل أساسية ومنها الولايات المتحدة وكندا وأستراليا».
ورداً على سؤال عن الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال: «لا جبران باسيل ولا سليمان فرنجية. (سايرنا) الحريري في المرة الأخيرة طلعت برأسنا ورأسه»، في إشارة إلى رفضه وصول باسيل أو فرنجية للرئاسة، وإلى «مسايرته» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، في الصفقة التي أدت إلى وصول الجنرال ميشال عون للرئاسة، قبل أن يدب الخلاف بين رئيسي الجمهورية والحكومة، ويخرج الأخير من السلطة.
كما رأى جنبلاط أن «كل ما يقوم به باسيل ورئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون هدفه رفع العقوبات (الأميركية) عن جبران. وبالنسبة لترسيم الحدود، أصروا على الخط 29 واليوم غيروا رأيهم، وسيفعلون كل شيء يرضي الأميركيين والإسرائيليين».
وعن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي والأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان، شدد جنبلاط على ضرورة «القيام بالإصلاح بالتعاون مع صندوق النقد حتى إذا اضطر الأمر إلى وضع بعض القطاعات المنتجة تحت إدارته، والمصارف وصلت إلى الإفلاس تقريباً، لكن لا قانون يلزم بعودة أموال المتمولين من الخارج».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.