مقتل مدير جمعية تركمانية بانفجار سيارة في شمال سوريا

قصف من «قسد» على ريف حلب

دخان يتصاعد في ريف حلب بعد قصف من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أمس (أخبار حلب)
دخان يتصاعد في ريف حلب بعد قصف من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أمس (أخبار حلب)
TT

مقتل مدير جمعية تركمانية بانفجار سيارة في شمال سوريا

دخان يتصاعد في ريف حلب بعد قصف من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أمس (أخبار حلب)
دخان يتصاعد في ريف حلب بعد قصف من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أمس (أخبار حلب)

قُتل رئيس جمعية تركمانية في انفجار سيارة مفخخة شمال حلب، كما أصيب مدنيون وعناصر من الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) بجروح، في قصف مدفعي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) على ريف حلب الشمالي، وترافق ذلك مع استنفار لقوات الأمن والشرطة في محافظة إدلب لضبط الأمن.
وقال نشطاء في ريف حلب، شمال سوريا، إن «عبوة ناسفة انفجرت بسيارة كان يستقلها رئيس جمعية أحفاد القره كاجي، التركمانية في مدينة قباسين في ريف حلب الشرقي، وأدى الانفجار إلى مقتله على الفور، واحتراق سيارته، وعملت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، على إطفاء الحريق وانتشال الجثة من السيارة، وترافق ذلك مع انتشار كثيف لقوى الأمن والشرطة في مكان الانفجار، وتمكنت أجهزة الأمن من خلال مراجعة كاميرات المراقبة في مكان الانفجار من الوصول إلى الفاعل، وهو أحد أقرباء رئيس الجمعية الخيرية من العشيرة التركمانية في منطقة قباسين بريف حلب».
من جهته، قال مسؤول في فرقة الهندسة التابعة للشرطة في شمال حلب، إنه «جرى تفكيك نحو 27 عبوة ناسفة زرعها مجهولون في سيارات وأخرى في دراجات نارية، منذ مطلع شهر أبريل (نيسان) وحتى الآن. وأدى انفجار عبوات ناسفة وسيارات مفخخة منذ مطلع العام الجاري حتى الآن إلى مقتل وجرح 42 شخصاً، غالبيتهم من العسكريين، في صفوف الجيش الوطني السوري (المدعوم من تركيا) في مناطق عفرين وجرابلس والراعي والباب وإعزاز في ريف حلب الشمالي».
وفي سياق آخر، أصيب مدنيون وآخرون من الدفاع المدني السوري بجروح متفاوتة جراء قصف مدفعي عنيف لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، على مناطق النفوذ التركي وقوات الجيش الوطني السوري في شمال سوريا.
وقال حسام البكري، وهو ناشط معارض في ريف حلب، إن «المزارع المحيطة بمدينة جرابلس شمال حلب، شهدت صباح الأحد 18 أبريل، قصفاً مدفعياً مكثفاً من قبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ما أسفر عن إصابة شخصين بجروح خطيرة، وفقدان ثالث (ما زال مصيره مجهولاً)، جميعهم من عائلة واحدة، في وقت واصلت فيه قوات (قسد) قصفها بقذائف المدفعية لحظة وصول فرق الإسعاف والدفاع المدني السوري إلى المكان، ما أدى إلى إصابة 3 عناصر من كوادر الأخيرة، وأضرار مادية لحقت بسيارة إسعاف جراء القصف».
ولفت البكري إلى أن «مناطق العمليات العسكرية التركية والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا (درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام) شمال حلب، شهدت في الفترة الماضية عمليات إرهابية عدة، عن طريق تفجير عبوات ناسفة وسيارات ودراجات نارية مفخخة، استهدفت بشكل مباشر مناطق تجمع المدنيين في الأسواق والأفران والأبنية المدنية والأمنية والعسكرية للفصائل، تُتهم فيها بشكل رئيسي قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إلى جانب فلول تنظيم داعش وعملاء مرتبطين بنظام الأسد، في محاولة لخلق حالة من الفوضى في تلك المناطق وضرب الاستقرار».
وفي إدلب، شمال غربي سوريا، استنفرت قوى الأمن والشرطة، وكثفت من دورياتها في المدن والأسواق، لحفظ الأمن وسلامة الأهالي خلال شهر رمضان، تزامناً مع تكثيف فرق الرقابة التموينية في «حكومة الإنقاذ» دورياتها في الأسواق لمراقبة أسعار السلع الغذائية واللحوم والخضار، بعد أن شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في أسعارها خلال الفترة الأخيرة.
وقال مسؤول في شرطة إدلب إنه «مع اقتراب عيد الفطر السعيد لهذا العام، وجهت قيادة الشرطة في إدلب إلى عناصرها تعليمات برفع حالة الاستنفار القصوى، ونشرت دوريات لقوى الأمن وشرطة المرور في مداخل الأسواق وعلى مداخل مدينة إدلب ومدن جسر الشغور وأريحا وسرمدا وحارم والدانا، إضافة إلى دوريات على الطرق الرئيسية والعامة على مدار الساعة، لضبط الأمن والمحافظة على سلامة الأهالي، ومنعاً للازدحام في الأسواق، وتقديم كل التسهيلات للأهالي».
من جهته، قال المدير العام للتجارة والتموين في إدلب إنه «مع حلول شهر رمضان هذا العام، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل ملحوظ، وتحديداً الخضراوات واللحوم، ويعود السبب في ذلك إلى زيادة الطلب عليها في شهر رمضان، إضافة إلى موجة الغلاء والأزمات الاقتصادية العالمية التي تأثرت بها المنطقة بشكل كبير، حيث إن غالبية السلع الموجودة في الأسواق مستوردة، والمنتجات المحلية لم تطرح في الأسواق حتى الآن. وبناء على ذلك جرى تكثيف دوريات الرقابة التموينية على الأسواق والمحال التجارية ومراقبة الأسعار وتدقيق الفواتير، كما جرى إلزام أصحاب المؤسسات التجارية للمواد الغذائية بالإعلان عن الأسعار». وأضاف أن المديرية «تتلقى شكاوى الأهالي، وتجري متابعتها بشكل فوري ومباشر، ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».