أميركا تسعى لتعزيز «العدالة والمساءلة» في اليمن بمليوني دولار

TT

أميركا تسعى لتعزيز «العدالة والمساءلة» في اليمن بمليوني دولار

أعلنت الخارجية الأميركية عن برامج لتعزيز مبادئ المساءلة والعدالة واستقلال وسائل الإعلام في اليمن، وذلك بفتح الباب أمام مؤسسات المجتمع المدني اليمني للمشاركة وتقديم المشاريع، حُدِّد لها مليونا دولار، وهي تأتي ضمن أهداف إدارة جو بايدن في تعزيز مبدأ الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ولطالما أكدت إدارة الرئيس جو بايدن على مبدأ الدفاع عن حقوق الإنسان، وتعزيز الديمقراطية في سياستها الخارجية، وتعاملاتها مع المجتمع الدولي، وفي الإعلان الخاص بالحالة اليمنية، أوضحت أن أهداف دائرة الديمقراطية وحقوق الإنسان تتمثل في تعزيز الجهود التي يقودها المجتمع المدني، من أجل توثيق وإنشاء سجل لانتهاكات حقوق الإنسان، وذلك لإثراء جهود تقصي الحقائق والمساءلة المستقبلية عبر وسائل الإعلام.
وأفاد إعلان وزارة الخارجية ممثلة بمكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، بأن البرامج المعلنة تستهدف بشكل خاص وسائل الإعلام المستقلة والصحافيين، وذلك لضمان وصول اليمنيين إلى محتوى إعلامي عالي الجودة، وقائم على الحقائق ومناسب محلياً ويمكن تضخيمه ونشره دولياً، كما اشترطت في المنافسة أن تسعى أنشطة البرنامج إلى توفير مساحة موسعة للكيانات الإعلامية المستقلة للإبلاغ بأمان، والتأكد من أن الصحافيين قادرون على العمل والإبلاغ عن الموضوعات الحساسة بأمان واستقلالية، رغم وجود الصراع في البلاد.
وبينت أن السقف الأعلى لدعم هذه المشاريع يجب ألا يتجاوز مليوني دولار، مع ضمان وصول هذه البرامج إلى الناجين والضحايا، وأن هذه الشبكات تغذي الآليات الدولية الأكبر التي تسعى إلى محاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، ويجب أن تعزز الأنشطة مشاركة المجتمع المدني، في مجموعة من الجهود لتعزيز الحقيقة والعدالة والمساءلة، حاثة على عمل وثائق شاملة وعالية الجودة من جميع أنحاء اليمن حول انتهاكات حقوق الإنسان، والانتهاكات المرتكبة أثناء النزاع، وإنشاء شبكات إحالة وتعزيز وصول الخدمات إلى الضحايا الناجين من العنف الجنسي وغيره، وكذلك الإبلاغ عن أوضاع المعتقلين.
وأضافت: «ندرك صعوبة الوضع الأمني المتغير باستمرار في اليمن ومنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بشكل أوسع، ومع وضع ذلك في الاعتبار، يتعين على المتقدمين تقديم خطة طوارئ مفصلة وتقييم المخاطر من أجل إظهار الوعي بالموقف والاستعداد للطوارئ، ويجب أن تتناول وثائق تقييم المخاطر وخطة الطوارئ السلامة والطوارئ، وعمليات تلقي الأموال وصرفها، فضلاً عن وسائل تأمين البرامج أو الاتصالات عبر الإنترنت».
يأتي ذلك بعد أن أعلنت الولايات المتحدة دعمها وتأييدها للمجلس الانتقالي الرئاسي في اليمن، والتي اعتبرته «إصلاحاً حكومياً» يشمل تنوعاً سياسياً، داعية أن تتبع هذه الخطوة جهود عملية لتحقيق السلام، كما أكدت التزامها بالمساعدة في تقديم حل دائم وشامل للصراع في اليمن.
وفي بيان وزير الخارجية الأسبوعين الماضيين، بعد الاعتراف بالمجلس الانتقالي، قال إن «اليمنيين يستحقون حكومة تحمي الحقوق والحريات مع تعزيز العدالة، والمساءلة والمصالحة، ويجب أن تتاح الفرصة لليمنيين لتحديد مستقبل بلدهم»، مشيراً إلى الالتزام وحث الأطراف بأحكام الأمم المتحدة والهدنة التفاوضية، والتعاون بإيجاد حل شامل بقيادة الأمم المتحدة لإنهاء الصراع، واختيار طريق السلام والحوار.
وكان متحدث لوزارة الخارجية الأميركية أكد لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، أن اليمن لديه فرصة حقيقية للسلام، «ونأمل أن نرى المزيد من التقدم في القريب العاجل، بيد أنه اعتبر أن ما يجري له عواقب إنسانية مدمرة على أيدي جماعة الحوثي»، مجدداً مطالبته بالإفراج عن كل المعتقلين، ووقف اعتداءات حقوق الإنسان على الشعب اليمني.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.