مضر يقتحم تاريخ «اليد السعودية» بالبطولة الـ15

البرتقالي بلغ المونديال للمرة الثالثة بعد فوزه بـ{الدوري السعودي}

مضر توج بلقب الدوري السعودي للمرة الرابعة في تاريخه (تصوير: عيسى الدبيسي)
مضر توج بلقب الدوري السعودي للمرة الرابعة في تاريخه (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT
20

مضر يقتحم تاريخ «اليد السعودية» بالبطولة الـ15

مضر توج بلقب الدوري السعودي للمرة الرابعة في تاريخه (تصوير: عيسى الدبيسي)
مضر توج بلقب الدوري السعودي للمرة الرابعة في تاريخه (تصوير: عيسى الدبيسي)

في ليلة كان عريسها ونجمها الأول «جمهور صالة القطيف»، تأهل فريق نادي مضر لبطولة العالم لكرة اليد بعد أن توج ببطولة الدوري السعودي الممتاز للمرة الرابعة في تاريخه إثر الفوز الذي حققه على الخليج في المباراة الفاصلة التي جمعت الفريقين مساء السبت، حيث توجه بالكأس وكيل وزارة الرياضة عبد العزيز المسعد.
وانفرد مضر بعدد مرات التأهل لبطولة العالم، حيث جاء تأهله للمرة الثالثة في تاريخه مقابل تأهلين للوحدة وواحد للنور.
كما تأهل مضر إلى البطولة الآسيوية عدا تأهله لبطولة السوبر السعودي.
وإضافة إلى هذه المكاسب الكبيرة فقد رفع مضر رصيده من البطولات إلى «15» بطولة، مضافاً إليها بطولة شاطئية معتمدة من الاتحاد السعودي، ليؤكد بذلك أنه أفضل الفرق السعودية في العقد الأخير على الأقل من حيث المنجزات في لعبة كرة اليد التي تحظى بشعبية جارفة في المنطقة الشرقية قد تضاهي أو تتجاوز شعبية كرة القدم.
وكانت المباراة الفاصلة قد شهدت حضوراً جماهيرياً هو الأكبر منذ سنوات حيث نجح «5» آلاف مشجع، وهو الحد الأقصى، من دخول صالة مدينة الأمير نايف بن عبد العزيز الرياضية بالقطيف، فيما بقي أكثر من هذا العدد بالخارج بحسب الصور التي تم تداولها على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعكس حالة الشغف الجماهيري الكبير بهذه اللعبة.
وكان جمهور الخليج المتلهف بشدة للعودة إلى البطولات قد افترش الساحات المحيطة بالصالة الرياضية وتناول وجبة الإفطار بعد يوم رمضاني طويل على أنصار الدانة الذين تواجدوا بالمدرجات المخصصة قبل قرابة ساعتين من صافرة البداية فيما لم تكن جماهير مضر أقل حرصاً على الوجود الكثيف مما شكل لوحة فنية رائعة من جماهير الناديين.

لاعبو مضر يواسون أحد لاعبي الخليج (تصوير: عيسى الدبيسي)

وشهدت المباراة إثارة كبيرة طوال شوطي المباراة حيث أنهى الخليج الشوط الأول بنتيجة «14 - 13» إلا أن مضر بخبرته نجح في قلب الطاولة بفضل نجومه المخضرمين يتقدمهم حسن الجنبي وبقيادة المدرب المقدوني دانيلو الذي سير المباراة كما ينبغي وحجم عناصر القوة في فريق الخليج الذي كان أوفر ترشيحا للفوز في المباراة.
وكانت خسارة الخليج أثرت بشكل كبير على أنصاره خصوصا أن الفريق غائب عن التتويج منذ «20 عاماً» حيث كانت فرصته كبيرة لاستعادة أمجاده التي بناها والتي جعلته من أبرز أندية المملكة والوطن العربي بشكل عام في لعبة كرة اليد.
وبالعودة إلى فريق مضر فقد أكد الدكتور سعيد الجارودي أن الفوز الذي تحقق على الخليج كان نتيجة جهود كبيرة من اللاعبين والجهازين الفني والإداري والدعم الجماهيري الفعال، مشيراً إلى أن المباراة كانت صعبة ومثيرة، مهنئاً أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف ونائبه الأمير أحمد بن فهد بن سلمان على ما تحقق لفريقه في ظل وجود نهائي يليق بالرياضة السعودية بشكل عام والمنطقة الشرقية بشكل خاص.
وأكد الجارودي أن فريقه استحق الفوز وسيبذل كل الجهود من أجل أن يكون على قدر التطلعات في المناسبات المقبلة التي تنتظره ومن بينها بطولة العالم وكذلك البطولة الآسيوية، متمنياً للخليج التوفيق في البطولات المقبلة، مشيرا إلى أن عودة الفريق بقوة للمنافسة أسعدت الجميع.
من جانبه، عبر المهندس علاء الهمل عن أسفه لخساره فريقه المباراة النهائية لدوري كرة اليد ومباركا لمضر هذا الفوز، إلا أنه عبّر عن سعادته بما تحقق للفريق هذا الموسم حيث نجح في تصدر الدوري بعد غياب عقدين من الزمن مقدما شكره للاعبين والجهازين الإداري والفني ومؤكدا الفخر بهم والثقة بقدرتهم على مواصلة المنافسة في البطولات المقبلة بداية من بطولة الكأس التي تنطلق قبل نهاية الأسبوع الحالي. وعبر عن شكره الجزيل للجماهير الكبيرة التي حضرت وآزرت الفريق وكانت في الموعد، متمنياً أن تكون هذه بداية العودة ليد الخليج إلى منصات التتويج.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.