فوز غير مطمئن للأهلي «حامل اللقب» يشعل الصراع مع الرجاء إياباً في المغرب

الوداد المغربي يتغلب على النقص العددي وينتزع انتصاراً ثميناً في معقل بلوزداد الجزائري في ذهاب ربع نهائي أبطال أفريقيا

الزنيتي حارس الرجاء يتصدى لركلة جزاء السولية لاعب الاهلي ليبقي على آمال فريقه في المنافسة (رويترز)
الزنيتي حارس الرجاء يتصدى لركلة جزاء السولية لاعب الاهلي ليبقي على آمال فريقه في المنافسة (رويترز)
TT

فوز غير مطمئن للأهلي «حامل اللقب» يشعل الصراع مع الرجاء إياباً في المغرب

الزنيتي حارس الرجاء يتصدى لركلة جزاء السولية لاعب الاهلي ليبقي على آمال فريقه في المنافسة (رويترز)
الزنيتي حارس الرجاء يتصدى لركلة جزاء السولية لاعب الاهلي ليبقي على آمال فريقه في المنافسة (رويترز)

حقّق الاهلي المصري حامل اللقب فوزاً حذراً وغير مطمئن على ضيفه الرجاء المغربي 2 - 1 على ملعب «السلام» في القاهرة، ضمن ذهاب الدور ربع النهائي لدوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، فيما تفوق الوداد المغربي المنقوص عددياً على مضيفه شباب بلوزداد الجزائري بهدف.
ومُني ماميلودي صنداونز الجنوب أفريقي بأول خسارة قارية هذا الموسم أمام مضيفه بترو أتلتيكو الأنغولي 1 - 2.
وعلى ملعبه، فرط الأهلي «نادي القرن» في تحقيق نتيجة مريحة ضد الرجاء برغم تفوقه العددي في نصف الساعة الأخير من اللقاء، وأهدر كثيراً من الفرص بما فيها ركلة جزاء، ليكون الحسم الجمعة المقبل في ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء.
وضرب الأهلي بقوة في أول نصف ساعة من اللقاء، إذ افتتح التسجيل بالدقيقة 12 عندما احتسب الحكم الكونغولي الديمقراطي جان جاك ندالا ركلة جزاء بعد مراجعة تقنية حكم الفيديو المساعد (في إيه آر)، لوجود لمسة يد على عبد الإله مدكور، انبرى لها عمرو السولية وسددها إلى يمين الحارس المغربي أنس الزنيتي، ثم أضاف حسين الشحات الثاني إثر عرضية من الجنوب أفريقي بيرسي تاو في الدقيقة 23. وعلى عكس سير اللقاء الذي تسيده الأهلي تماماً وأهدر فيه فرصة كانت كفيلة بخروجه من الشوط الأول بخماسية خطف محمد زريدة هدف تقليص النتيجة في الوقت بدل الضائع (45+1). وفي الشوط الثاني، حافظ الفريق المصري على أفضليته واحتسب الحكم له ركلة جزاء ثانية للأهلي في الدقيقة 60 بعدما أبعد مروان الهدهودي تسديدة الشحات بيده من على خط المرمى فنال البطاقة الحمراء مباشرة، وسدد السولية الركلة إلا أن الزنيتي صدها ببراعة ليبقي على آمال فريقه في المنافسة.
وأكد الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، المدير الفني للأهلي ثقته الكاملة في قدرات الفريق على حسم الصعود في جولة الإياب. وقال: «كان بإمكاننا أن نحسم التأهل من هنا في القاهرة. لا أستطيع أن أتحكم في إهدار الفرص ولست ساحراً لأتوقع من سيهدر ضربة جزاء، ولكن ما أستطيع أن أقوم به هو كيفية وصول الفريق إلى مرمى المنافس وخلق فرص وهو ما قمنا به». وأوضح: «أنا المسؤول في كل وقت ولا أحمل أي لاعب المسؤولية. هدفنا الأول في المغرب عدم استقبال أهداف ثم الوصول إلى مرمى الرجاء والتسجيل، أثق في فريقي وقدرته على حسم الصعود من المغرب».
ومن جانبه، أكد سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة بالنادي الأهلي، أن فريقه يملك الفرصة الكبيرة للتأهل، مشيراً إلى أن الجهاز الفني أغلق ملف مباراة الذهاب وبدأ التركيز في المباراة المقبلة. وقال: «المباريات الكبيرة تحسمها الشخصية القوية، وفي الأهلي نملك هذه الشخصية، ونعلم جيداً أن مباراة العودة سوف تكون صعبة في حضور جمهور كبير متحفز لدعم فريقه، ولكننا سوف نستعد بشكل قوي ونلعب من أجل الفوز والتأهل».
في المقابل، اعترف رشيد الطاوسي مدرب الرجاء أن فريقه عانى كثيراً في مواجهة القاهرة، وقال: «الأهلي اعتمد على الضغط المكثف، ولكن قرار الحكم باحتساب ركلة الجزاء الأولى كان ظالماً». واعتبر أن هدف زريدة بمثابة «الكنز».
وسيلتقي المتأهل بين الأهلي والرجاء مع الفائز في مواجهة الترجي التونسي ووفاق سطيف الجزائري، بعدما انتهى لقاء الذهاب بتعادل سلبي في الجزائر، الجمعة.
وعلى ملعب «5 جويلية»، عاد الوداد البيضاوي بانتصار ثمين بعدما أسقط مضيفه شباب بلوزداد الجزائري 1 - صفر في ديربي مغاربي. ولم تكد تمضي خمس دقائق حتى تعرض الوداد لحالة طرد بعدما أشهر الحكم البوروندي باسيفيك ندابيهاوينيمانا البطاقة الحمراء بعد مراجعة تقنية الفيديو في وجه لاعب الوسط جلال الداودي، بسبب تدخله العنيف على ساق اللاعب الجزائري محمد إسلام بلخير.
وكان من الطبيعي أن يفرض الفريق الجزائري سيطرته المطلقة مع تراجع كل لاعبي الوداد للدفاع، لكن مرتدات الوداد الخطيرة أسفرت عن هدف ثمين بعد 30 ثانية من بداية الشوط الثاني عبر مبينزا برأسيه.
وألحق بترو أتلتيكو الأنغولي الخسارة القارية الأولى هذا الموسم بضيفه ماميلودي صنداونز الجنوب أفريقي 2 - 1 على ملعب «11 نوفمبر» في لواندا. وكان صنداونز الطامح إلى لقبه الثاني بعد 2016، قد حقق السجل الأفضل في دور المجموعات بخمسة انتصارات وتعادل، في مجموعة ضمت الأهلي المصري حامل اللقب، والمريخ والهلال السودانيين، فيما جاء بترو أتلتيكو وصيفاً في المجموعة الرابعة خلف الوداد المغربي وأمام الزمالك المصري.
وافتتح الفريق الضيف التسجيل مبكراً بعد 6 دقائق عبر لاعبه البرازيلي لايل لاكاي من ركلة حرة مباشرة ارتطمت بالجدار الدفاعي وتحولت في الشباك. واستعاد الفريق المضيف زمام المبادرة وتمكن من إدراك التعادل عبر الهداف البرازيلي تياغو أزولاو في الدقيقة 16. وقبل انقضاء الشوط الأول، منح يانو التقدم لبترو أتلتيكو بمتابعته كرة مرتدة من حارس صنداونز الأوغندي دينيس أونيانغو .
ويواجه المتأهل من ربع النهائي هذا، الفائز من مواجهة الوداد وشباب بلوزداد في نصف النهائي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».