فوز غير مطمئن للأهلي «حامل اللقب» يشعل الصراع مع الرجاء إياباً في المغرب

الوداد المغربي يتغلب على النقص العددي وينتزع انتصاراً ثميناً في معقل بلوزداد الجزائري في ذهاب ربع نهائي أبطال أفريقيا

الزنيتي حارس الرجاء يتصدى لركلة جزاء السولية لاعب الاهلي ليبقي على آمال فريقه في المنافسة (رويترز)
الزنيتي حارس الرجاء يتصدى لركلة جزاء السولية لاعب الاهلي ليبقي على آمال فريقه في المنافسة (رويترز)
TT
20

فوز غير مطمئن للأهلي «حامل اللقب» يشعل الصراع مع الرجاء إياباً في المغرب

الزنيتي حارس الرجاء يتصدى لركلة جزاء السولية لاعب الاهلي ليبقي على آمال فريقه في المنافسة (رويترز)
الزنيتي حارس الرجاء يتصدى لركلة جزاء السولية لاعب الاهلي ليبقي على آمال فريقه في المنافسة (رويترز)

حقّق الاهلي المصري حامل اللقب فوزاً حذراً وغير مطمئن على ضيفه الرجاء المغربي 2 - 1 على ملعب «السلام» في القاهرة، ضمن ذهاب الدور ربع النهائي لدوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، فيما تفوق الوداد المغربي المنقوص عددياً على مضيفه شباب بلوزداد الجزائري بهدف.
ومُني ماميلودي صنداونز الجنوب أفريقي بأول خسارة قارية هذا الموسم أمام مضيفه بترو أتلتيكو الأنغولي 1 - 2.
وعلى ملعبه، فرط الأهلي «نادي القرن» في تحقيق نتيجة مريحة ضد الرجاء برغم تفوقه العددي في نصف الساعة الأخير من اللقاء، وأهدر كثيراً من الفرص بما فيها ركلة جزاء، ليكون الحسم الجمعة المقبل في ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء.
وضرب الأهلي بقوة في أول نصف ساعة من اللقاء، إذ افتتح التسجيل بالدقيقة 12 عندما احتسب الحكم الكونغولي الديمقراطي جان جاك ندالا ركلة جزاء بعد مراجعة تقنية حكم الفيديو المساعد (في إيه آر)، لوجود لمسة يد على عبد الإله مدكور، انبرى لها عمرو السولية وسددها إلى يمين الحارس المغربي أنس الزنيتي، ثم أضاف حسين الشحات الثاني إثر عرضية من الجنوب أفريقي بيرسي تاو في الدقيقة 23. وعلى عكس سير اللقاء الذي تسيده الأهلي تماماً وأهدر فيه فرصة كانت كفيلة بخروجه من الشوط الأول بخماسية خطف محمد زريدة هدف تقليص النتيجة في الوقت بدل الضائع (45+1). وفي الشوط الثاني، حافظ الفريق المصري على أفضليته واحتسب الحكم له ركلة جزاء ثانية للأهلي في الدقيقة 60 بعدما أبعد مروان الهدهودي تسديدة الشحات بيده من على خط المرمى فنال البطاقة الحمراء مباشرة، وسدد السولية الركلة إلا أن الزنيتي صدها ببراعة ليبقي على آمال فريقه في المنافسة.
وأكد الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، المدير الفني للأهلي ثقته الكاملة في قدرات الفريق على حسم الصعود في جولة الإياب. وقال: «كان بإمكاننا أن نحسم التأهل من هنا في القاهرة. لا أستطيع أن أتحكم في إهدار الفرص ولست ساحراً لأتوقع من سيهدر ضربة جزاء، ولكن ما أستطيع أن أقوم به هو كيفية وصول الفريق إلى مرمى المنافس وخلق فرص وهو ما قمنا به». وأوضح: «أنا المسؤول في كل وقت ولا أحمل أي لاعب المسؤولية. هدفنا الأول في المغرب عدم استقبال أهداف ثم الوصول إلى مرمى الرجاء والتسجيل، أثق في فريقي وقدرته على حسم الصعود من المغرب».
ومن جانبه، أكد سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة بالنادي الأهلي، أن فريقه يملك الفرصة الكبيرة للتأهل، مشيراً إلى أن الجهاز الفني أغلق ملف مباراة الذهاب وبدأ التركيز في المباراة المقبلة. وقال: «المباريات الكبيرة تحسمها الشخصية القوية، وفي الأهلي نملك هذه الشخصية، ونعلم جيداً أن مباراة العودة سوف تكون صعبة في حضور جمهور كبير متحفز لدعم فريقه، ولكننا سوف نستعد بشكل قوي ونلعب من أجل الفوز والتأهل».
في المقابل، اعترف رشيد الطاوسي مدرب الرجاء أن فريقه عانى كثيراً في مواجهة القاهرة، وقال: «الأهلي اعتمد على الضغط المكثف، ولكن قرار الحكم باحتساب ركلة الجزاء الأولى كان ظالماً». واعتبر أن هدف زريدة بمثابة «الكنز».
وسيلتقي المتأهل بين الأهلي والرجاء مع الفائز في مواجهة الترجي التونسي ووفاق سطيف الجزائري، بعدما انتهى لقاء الذهاب بتعادل سلبي في الجزائر، الجمعة.
وعلى ملعب «5 جويلية»، عاد الوداد البيضاوي بانتصار ثمين بعدما أسقط مضيفه شباب بلوزداد الجزائري 1 - صفر في ديربي مغاربي. ولم تكد تمضي خمس دقائق حتى تعرض الوداد لحالة طرد بعدما أشهر الحكم البوروندي باسيفيك ندابيهاوينيمانا البطاقة الحمراء بعد مراجعة تقنية الفيديو في وجه لاعب الوسط جلال الداودي، بسبب تدخله العنيف على ساق اللاعب الجزائري محمد إسلام بلخير.
وكان من الطبيعي أن يفرض الفريق الجزائري سيطرته المطلقة مع تراجع كل لاعبي الوداد للدفاع، لكن مرتدات الوداد الخطيرة أسفرت عن هدف ثمين بعد 30 ثانية من بداية الشوط الثاني عبر مبينزا برأسيه.
وألحق بترو أتلتيكو الأنغولي الخسارة القارية الأولى هذا الموسم بضيفه ماميلودي صنداونز الجنوب أفريقي 2 - 1 على ملعب «11 نوفمبر» في لواندا. وكان صنداونز الطامح إلى لقبه الثاني بعد 2016، قد حقق السجل الأفضل في دور المجموعات بخمسة انتصارات وتعادل، في مجموعة ضمت الأهلي المصري حامل اللقب، والمريخ والهلال السودانيين، فيما جاء بترو أتلتيكو وصيفاً في المجموعة الرابعة خلف الوداد المغربي وأمام الزمالك المصري.
وافتتح الفريق الضيف التسجيل مبكراً بعد 6 دقائق عبر لاعبه البرازيلي لايل لاكاي من ركلة حرة مباشرة ارتطمت بالجدار الدفاعي وتحولت في الشباك. واستعاد الفريق المضيف زمام المبادرة وتمكن من إدراك التعادل عبر الهداف البرازيلي تياغو أزولاو في الدقيقة 16. وقبل انقضاء الشوط الأول، منح يانو التقدم لبترو أتلتيكو بمتابعته كرة مرتدة من حارس صنداونز الأوغندي دينيس أونيانغو .
ويواجه المتأهل من ربع النهائي هذا، الفائز من مواجهة الوداد وشباب بلوزداد في نصف النهائي.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.