انقلابيو اليمن يشنون حملات لقمع التجار ومضاعفة أموال الزكاة

TT

انقلابيو اليمن يشنون حملات لقمع التجار ومضاعفة أموال الزكاة

تجوب سيارات الدفع الرباعي التابعة لما تسمى هيئة الزكاة التي شكلتها الميليشيات الحوثية كل مساء شوارع المدن وعلى متنها مجاميع من العناصر الأمنيين مسلحين بالبنادق أو بالهراوات الغليظة حيث يداهمون المحلات التجارية والشركات على حد سواء، لإلزام التجار بإرسال مندوبيهم لدفع مبالغ الزكاة التي يتم فرضها عليهم، كما تتولى دوريات أخرى مراقبة كبار التجار والميسورين حتى لا يقوموا بتوزيع الصدقات النقدية أو العينية على الفقراء، إذ يتم منعهم بالقوة.
في هذا السياق، افتتح مندوب الميليشيات الحوثية في محافظة إب (193 كم جنوب صنعاء) تحصيل أموال الزكاة بسجن أحد التجار ثلاثة أيام لاعتراض الأخير على مضاعفة مبلغ الزكاة المطلوب منه بزيادة أربع مرات عما دفعه في العام السابق، ولم يطلق سراحه إلا بعد أن دفع المبلغ المقرر، وبعد أن أوسعه المندوب الحوثي شتماً إلى جانب الإهانة التي تلقاها من عسكر ما تسمى هيئة الزكاة التي استحدثتها الميليشيات الحوثية وهي وقائع تذكر بتلك التي كان نظام حكم الإمامة (قبل 1962) يتبعها في فرض وتحصيل الزكاة من السكان حيث يضطر بعضهم إلى بيع أرضه لتغطية المبلغ الذي فرض عليه لأنه لا يمكنه التظلم.
يقول التاجر إبراهيم الفهد والذي يمتلك محلاً لبيع الذهب وسط مدينة إب إنه ذهب لسداد ما عليه من زكاة إلى مكتب الواجبات وأراد تسديد ما عليه وطلب من مندوب الميليشيات الحوثية ويدعى ماجد التينة بأن يدفع نفس المبلغ الذي دفعه العام الماضي وزاد على ذلك بأن قدم شرحاً للمندوب عن قصة مرضه وسفره إلى الخارج للعلاج، لكنه صعق بالرد الذي تلقاه إذ فرض عليه المندوب دفع نصف مليون ريال وقام بشتمه، ثم أمر العسكر بإيداع التاجر السجن الخاص به لمدة ثلاثة أيام ورفض إخراجه إلا بعد دفع كامل المبلغ الذي فرضه مع أنه دفع العام الماضي مائة ألف ريال فقط، (الدولار نحو 600 ريال في مناطق سيطرة الميليشيات).
الحادثة أثارت حالة من السخط الشعبي في المدينة لأن المندوب ومنذ تعيينه يتعامل بدونية مع سكان المحافظة ونكل بالتجار بصورة غير معهودة منذ أكثر من ستين عاماً، وقال الناشط ماجد ياسين إن التاجر الفهد هو أول ضحايا مكتب الزكاة في إب مشيراً إلى أنه يمتلك متجراً للذهب كل بضاعته دين من تجار، وهذا العام تدهور دخل المحل بسبب سفره للعلاج في الخارج ولا يوجد داخل محله نصف كيلو جرام من الذهب ومع هذا أرغمه القيادي الحوثي التينة على دفع نصف مليون ريال.
وزاد من غضب السكان تولي أحد أتباع المندوب الحوثي شتم الصحافيين والإعلاميين في محافظة إب ووصفهم بالمرتزقة الذين يريدون من نقدهم الحصول على مبالغ مالية من المندوب، حيث ذكر ناشطون أن الاقتراب من كل سلوك سيئ للمندوب الحوثي، هو أشبه بمجازفة قد تجعل المرء هدفاً لسهام الذين ينفق عليهم القيادي الحوثي.
وأوضح الناشطون أن الممارسات الحوثية تعيد إلى الأذهان ما كان الآباء يتحدثون عنه من فرض مندوبي الإمامة قبل الإطاحة بها مبالغ مضاعفة على الفلاحين والصناع وإذا لم يستطيعوا دفعها يتم بيع جزء من أرضهم أو محلهم التجاري كي يتم إطلاق سراحهم من السجون.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.