واشنطن: الطراد الروسي «موسكفا» أُغرق بصاروخين أوكرانيين

أرشيفية للطراد الروسي «موسكفا» راسياً في ميناء سيفاستوبول (رويترز)
أرشيفية للطراد الروسي «موسكفا» راسياً في ميناء سيفاستوبول (رويترز)
TT

واشنطن: الطراد الروسي «موسكفا» أُغرق بصاروخين أوكرانيين

أرشيفية للطراد الروسي «موسكفا» راسياً في ميناء سيفاستوبول (رويترز)
أرشيفية للطراد الروسي «موسكفا» راسياً في ميناء سيفاستوبول (رويترز)

قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، اليوم الجمعة، إن الطراد الروسي «موسكفا» أغرق بصاروخين أوكرانيين مؤكدا أنها «ضربة قاسية» لروسياـ بحسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه لمجموعة من الصحافيين: «نعتقد أنهم ضربوه بصاروخَي «نبتون»، نافياً بالتالي رواية موسكو التي تؤكد أن سفينتها الرئيسية في أسطول البحر الأسود «تضررت بشدة» بسبب حريق وغرقت في عاصفة بحرية خلال عملية قطرها بعد إجلاء طاقمها.
لكن المسؤول الأميركي لم يؤكد صحة معلومات أشارت إلى أن الجيش الأوكراني أربك دفاعات «موسكفا» بطائرة مسيّرة من جهة فيما ضربها من الأخرى بصواريخ «نبتون». وقال: «نعتقد أن هناك ضحايا سقطوا، لكن من الصعب معرفة عددهم»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة رصدت ناجين انتشلتهم سفن روسية أخرى.
وأكد أن غرق الطراد «ضربة قاسية لها رمزيتها»، معتبرا أن خسارة روسيا أحد طراداتها الثلاثة من طراز «سلافا» يسبب «فراغا على صعيد القدرات العسكرية» في جنوب أوكرانيا التي قرّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعلها محور العمليات العسكرية المقبلة.
وأوضح أن تركيا بموجب اتفاقية مونترو «تمنع السفن الحربية من دخول البحر الأسود، ولن يكون بمقدورهم (الروس) أن يستبدلوا البارجة بأخرى من طراز «سلافا».

بطارية أوكرانية تطلق صاروخاً من طراز «نبتون» في تدريب عسكري (وزارة الدفاع الأوكرانية)

في سياق متصل، أكدت مسؤولة عسكرية أوكرانية أن إنقاذ طاقم «موسكفا» الذي غرق في البحر الأسود أمس الخميس لم يكن ممكنا، قائلة إن موسكو لن «تغفر» لكييف إغراقها هذه السفينة التي تعتبر «:رمزا لطموحاتها الإمبريالية».
وقالت الناطقة باسم القيادة العسكرية للمنطقة الجنوبية من أوكرانيا ناتاليا غومنيوك في إفادة صحافية: «نحن ندرك تماما أنه لن يُغفر لنا» الهجوم على «موسكفا».
واضافت أن صواريخ «نبتون» التي ضربت «موسكفا» لم تصب السفينة فحسب «بل أصابت الطموحات الإمبريالية للعدو». وتابعت «رصدنا سفنا تحاول مساعدتها، لكن حتى قوى الطبيعة كانت إلى جانب أوكرانيا» لأن «عاصفة حالت دون إنقاذ السفينة وإجلاء أفراد الطاقم».
لكنها أشارت إلى أنها لا تستطيع إعطاء تفاصيل في الوقت الحالي عن مصير الطاقم «لعدم وجود بيانات موثوقة».

نصب خاص بالطراد «موسكفا» في سيباستوبول (رويترز)

وقالت وزارة الدفاع الروسية الخميس إن الطاقم المؤلف من أكثر من 500 شخص «أجلي إلى سفن أخرى تابعة لأسطول البحر الأسود راسية في مكان مجاور» من دون إعطاء تفاصيل إضافية.
ولم تؤكد موسكو تعرض السفينة لهجوم صاروخي وقالت إن حريقا اندلع على متن هذا الطراد الذي يبلغ طوله 186 مترا، متسببا بتفجير ذخيرة. وقد غرق الطراد بعد ذلك أثناء محاولة جره إلى أقرب ميناء.
وأكدت غومنيوك أن أوكرانيا تتوقع الآن عمليات انتقامية من موسكو التي هددت بتكثيف هجماتها على كييف وقصفت خلال ليل الخميس الجمعة مصنع أسلحة في جنوب غرب كييف كان يصنع صواريخ «نبتون» التي استخدمت وفق الأوكرانيين لاستهداف «موسكفا». وأضافت «نحن ندرك أن الهجمات ضدنا ستتكثف وأن العدو سينتقم وستكون هناك هجمات صاروخية وقصف مدفعي. نحن جاهزون ونواجهه».


مقالات ذات صلة

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا جنود أوكرانيون يستعدون لتحميل قذيفة في مدفع هاوتزر ذاتي الحركة عيار 122 ملم في دونيتسك أول من أمس (إ.ب.أ)

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية منشأة للبنية التحتية لتخزين الوقود في منطقة أوريول بوسط روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يدعو إلى  تحرك غربي ضد روسيا بعد الهجمات الأخيرة

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب إلى التحرك في أعقاب هجوم صاروخي جديد وهجوم بالمسيرات شنتهما روسيا على بلاده

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».