تونس تقرر رابع زيادة في أسعار المحروقات منذ بداية السنة

أعلنت تونس رفع اسعار المحروقات للمرة الرابعة منذ بداية العام (رويترز)
أعلنت تونس رفع اسعار المحروقات للمرة الرابعة منذ بداية العام (رويترز)
TT

تونس تقرر رابع زيادة في أسعار المحروقات منذ بداية السنة

أعلنت تونس رفع اسعار المحروقات للمرة الرابعة منذ بداية العام (رويترز)
أعلنت تونس رفع اسعار المحروقات للمرة الرابعة منذ بداية العام (رويترز)

أعلنت وزارة الصناعة التونسية عن رفع جديد لأسعار المحروقات في السوق المحلية، وهو رابع رفع منذ بداية السنة في ظل تواصل الأزمة العالمية الحالية، وما تشهده أسواق الطاقة من اضطرابات ومخاطر تتعلق بتقليص الإمدادات وارتفاع كلفة المواد البترولية.
وشملت الزيادات التي دخلت حيز التنفيذ، يوم أمس، تطبيق أسعار جديدة للمحروقات من بينها البنزين الرفيع الخالي من الرصاص الذي عرف زيادة 110 ملاليم (الدينار التونسي يساوي ألف مليم) وبات في حدود 2.33 دينار تونسي للتر الواحد، والغازوال (الديزل) دون كبريت (العادي) 2.01 دينار للتر بزيادة 95 مليماً، والغازوال العادي 1.79 دينار للتر (زيادة 85 مليماً)، وارتفعت أسعار البنزين الخالي من الرصاص (الممتاز) 240 مليماً، وبات سعر اللتر الواحد 2.6 دينار، أما أسعار الغازوال دون كبريت (الممتاز) فأصبحت 2.31 دينار بزيادة 210 ملاليم.
ومحافظة على الفئات الهشة والفقيرة، أكدت وزارة الصناعة التونسية أن أسعار مواد غاز البترول المسيل وبترول الإنارة الموجهة للاستهلاك المنزلي لم يطرأ عليها أي تغيير. وتزامنت هذه الزيادة في أسعار المحروقات مع إعلان الجامعة العامة للنفط والمواد الكيميائية (هيكل نقابي) تنفيذ إضراب عن العمل في أربع شركات خاصة لتوزيع المحروقات، وذلك يومي 15 و16 أبريل (نيسان) الحالي للمطالبة بزيادة أجور العاملين في قطاع توزيع المحروقات، وهو ما جعل طوابير السيارات تمتد في معظم المدن التونسية لمئات الأمتار أمام محطات التزود بالمحروقات.
يذكر أن تونس من بين البلدان التي تدعم أسعار المحروقات بكلفة تتجاوز نصف الميزانية المخصصة لنفقات الاستثمار، وقد اعتمدت خلال ميزانية السنة الحالية سعراً مرجعياً في حدود 75 دولاراً للبرميل الواحد من النفط، وهو سعر تجاوزته الأرقام المسجلة خلال الآونة الأخيرة، وتؤكد أن كل زيادة بدولار واحد على مستوى أسعار النفط تنعكس بحاجة للتمويل الإضافي في حدود 140 مليون دينار (نحو 49 مليون دولار).
وفي السياق ذاته، قدرت الحكومة حاجيات التمويل الضرورية لمنظومة المحروقات والكهرباء والغاز خلال هذه السنة بنحو 5.1 مليار دينار، وذلك بالاعتماد على عدة مؤشرات؛ من بينها سعر النفط ومعدل صرف الدينار مقابل الدولار.
وتخطط الحكومة التونسية خلال السنة الحالية، للاستمرار في دعم قطاعات المحروقات والمواد الأساسية والنقل بمبلغ إجمالي يناهز 7.2 مليار دينار، وهو ما يشكل نسبة 15.4 في المائة من نفقات الميزانية، وما لا يقل عن 5.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. في غضون ذلك، أعلن مرسوم رئاسي عن حصول تونس على قرض من البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير بقيمة 700 مليون دولار، أي ما يقارب 2.1 مليار دينار. وورد في المرسوم أنه تمت المصادقة على مداولة البنك المركزي التونسي المتعلقة بالموافقة على إبرام قرض بمبلغ 700 مليون دولار مع البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد. وجاء في المرسوم أن القرض لفائدة الدولة ولحسابها. ومن شأن هذا القرض أن يخفض بعض الضغوط المسلطة على ميزانية البلاد، في انتظار أن تسجل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي تقدماً للحصول على قرض مالي في حدود 4 مليارات دولار لدعم ميزانية الدولة.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.