عباس في تونس ليومين لبحث ملفات عالقة

تصفية مقتنيات ووثائق مسجلة باسم الرئيس الراحل عرفات وتسليمها للسلطة

عباس في تونس ليومين لبحث ملفات عالقة
TT

عباس في تونس ليومين لبحث ملفات عالقة

عباس في تونس ليومين لبحث ملفات عالقة

قام الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، بزيارة إلى تونس، بدأت أمس، وتستمر يومين، كما جاء في بيان للرئاسة التونسية.
وكان كريم شحادة، المبعوث الخاص للرئيس الفلسطيني إلى تونس، التقى في 5 مايو (أيار) الحالي، الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، ونقل إليه رسالة خاصة حول تطورات الأوضاع الفلسطينية وسبل تدعيم العلاقات بين البلدين، والإعداد لزيارة أبو مازن.
ووفق مصادر دبلوماسية تونسية تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، فإن البحث بين الجانبين، سوف يتناول ملفات لم تزل عالقة، يعود بعضها إلى الفترة التي احتضنت فيها تونس مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، بعد مغادرتها لبنان صيف 1982، بالإضافة إلى مشكلات مالية بين السلطات التونسية وسهى عرفات أرملة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
وكانت الحكومة التونسية طلبت من رئاسة السلطة الفلسطينية في رام الله، في مناسبات عدة، إرسال وفد رسمي للتباحث معه في شأن الملف المالي المتعلق بالرئيس الراحل ياسر عرفات وبزوجته، بهدف إنهاء الخلافات المالية العالقة بين الطرفين.
ووفق المصادر ذاتها، تسعى تونس إلى إغلاق ملفين مهمين عالقين في العلاقة التونسية الفلسطينية. يتعلق الملف الأول، بمقتنيات ووثائق وأموال محدودة كانت مسجلة باسم الرئيس الراحل عرفات في تونس. أما الملف الثاني، فيتعلق بأملاك وحقوق تقول سهى إنها من حقها، فيما تستعد الحكومة التونسية لتصفيتها وتسليمها إلى السلطة. كما تعمل تونس بالتنسيق مع الطرف الفلسطيني، على إغلاق المكتب الشخصي الذي يعود للرئيس الراحل ياسر عرفات، وتسليم وثائق وملفات وأوراق ومقتنيات المكتب بصفة رسمية، وحسم الجدل حول الجهة الفلسطينية المعنية بتسلم الملفات الشخصية والوثائق التابعة لعرفات، والتي يقال إنها تحتوي على عدد كبير من الأسرار وتؤرخ لمحطات مهمة في تاريخ القضية الفلسطينية.
وكانت إحدى المحاكم التونسية، أصدرت حكما عاجلا، يقضي بانتزاع قصر السعادة من أرملة الرئيس الراحل، من دون علمها بالحكم، بدعوى قلة الصيانة وعدم توفر الإحاطة الضرورية بالقصر.
ومنحت الحكومة التونسية هذا القصر إلى سهى عرفات بعد وفاة زوجها (أبو عمار)، قبل أن تعود وتسحب منها القصر تماما كما سحبت منها الجنسية التونسية، على خلفية خلافات مالية حادة طرأت بين سهى عرفات وليلى الطرابلسي، زوجة الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.