العراق يحض إيران على حل القضايا الأمنية عبر الدبلوماسية

فؤاد حسين يتحدث إلى عبد اللهيان في مؤتمر صحافي بطهران أمس (إ.ب.أ)
فؤاد حسين يتحدث إلى عبد اللهيان في مؤتمر صحافي بطهران أمس (إ.ب.أ)
TT

العراق يحض إيران على حل القضايا الأمنية عبر الدبلوماسية

فؤاد حسين يتحدث إلى عبد اللهيان في مؤتمر صحافي بطهران أمس (إ.ب.أ)
فؤاد حسين يتحدث إلى عبد اللهيان في مؤتمر صحافي بطهران أمس (إ.ب.أ)

حض وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في طهران على «حل المشكلات الأمنية التي تحدث بين البلدين» عبر الحوار.
وقال فؤاد حسين في مؤتمر صحافي إلى جانب عبداللهيان، إنه «أجرى محادثات «مهمة» و«صريحة»، مشدداً على أن «أمن البلدين مرتبط بأمن المنطقة».
وصرح حسين «حينما تكون هناك مشكلة أمنية فالحوار هو طريق الحل»، داعياً إلى «معالجة هذه المسائل عبر الطرق الدبلوماسية والحوار». أشار إلى أن «طرق للحوار مفتوحة في بغداد، ونأمل أن تكون كذلك في طهران، وأن نتحاور بشأن هذه القضية». وتابع «من الواضح أن الإخوة الإيرانيين لديهم شكاوى بشأن بعض القضايا الأمنية ووجهات نظر، يجب أن نتحدث حولها بصراحة، وأن تُحل عبر السبل الدبلوماسية ويمكننا حلها».
وهذا أول لقاء جمع حسين وعبداللهيان بعدما قصف «الحرس الثوري» في 13 مارس (آذار) الماضي، موقعاً في ضواحي أربيل عاصمة إقليم كردستان، بإطلاق صواريخ باليستية من طراز «فاتح 110»، على ما وصفه بأنه «مراكز استراتيجية إسرائيلية». وضربت أكثر من عشرة صواريخ من إيران ما وصفته حكومة كردستان بأنه مناطق سكنية.
وبدورها، أفادت وكالة الأنباء العراقية عن حسين قوله «تطرقنا إلى العلاقات الإقليمية والحوار الإيراني - السعودي»، موضحاً أن «الحوار الإيراني السعودي مستمر وما زال في إطار الممثلين الدوليين»، مؤكداً «الدور العراقي في تقريب الرؤى بين الجانبين الإيراني والسعودي».
ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن حسين قوله، إنه يأمل في «استئناف الحوار بين إيران والسعودية قريباً».
من جهته، أعلن عبداللهيان عن «التوصل» إلى اتفاق بشأن إطلاق أصول إيران المجمدة في أحد البنوك الخارجية.
وقال عبداللهيان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي، فؤاد حسين، إن «وفداً من إحدى الدول زار طهران الثلاثاء لمتابعة هذا الاتفاق»، مشيراً إلى أن الوفد «أجرى مشاورات مع البنك المركزي ووزارة الاقتصاد ووزارة الخارجية». وأضاف «توصلنا إلى اتفاق مبدئي بشأن كيفية وتوقيت إطلاق الأصول المجمدة».
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، قد تراجع الاثنين عن نفي تقرير نشرته وكالة «أرنا» الرسمية بشأن قرب إطلاق 7 مليارات دولار. وقال في بيان نُشر بعد ساعة من مؤتمره الصحافي، إن «جزءاً من أصول إيران المجمدة «سيتم إطلاقه قريباً»، وأشار إلى «تحديد الإطار المطلوب لرفع الحجز عن جزء لافت من الأصول المجمدة».
وكانت وكالة «أرنا» الرسمية قد أعلنت عن زيارة «مسؤول إقليمي رفيع الثلاثاء»؛ لوضع اللمسات الأخيرة على إطلاق أصول إيران المجمدة. وبدورها، رجحت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، أن الأصول الإيرانية «من المحتمل أن تحول إلى حساب (فرع) البنك المركزي الإيراني في عمان».
ومن هنا، تحدث بعض المواقع الإيرانية عن احتمال زيارة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إلى طهران.
والخميس الماضي، ذكرت صحيفة «فرهيختغان» التابعة لمكتب علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني في الشؤون الدولية، أن مفاوضات جرت لإطلاق سبعة مليارات مقابل ثلاثة من السجناء الأميركيين من أصل إيراني، وهم سيامك نمازي ووالده محمد باقر نمازي، والخبير البيئي مراد طاهباز.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.