الرئيس التونسي يتعهد إنهاء الفترة الاستثنائية... لكن بشروط

تونسيون يشاركون في مظاهرة للمطالبة بعودة البرلمان وسط العاصمة الأحد الماضي (أ.ب)
تونسيون يشاركون في مظاهرة للمطالبة بعودة البرلمان وسط العاصمة الأحد الماضي (أ.ب)
TT
20

الرئيس التونسي يتعهد إنهاء الفترة الاستثنائية... لكن بشروط

تونسيون يشاركون في مظاهرة للمطالبة بعودة البرلمان وسط العاصمة الأحد الماضي (أ.ب)
تونسيون يشاركون في مظاهرة للمطالبة بعودة البرلمان وسط العاصمة الأحد الماضي (أ.ب)

قال الرئيس التونسي قيس سعيد، إنه حريص على انتهاء الفترة الاستثنائية؛ لكنه ربط ذلك بتنفيذ الخطوات التي تم إعلانها، في إشارة إلى خريطة الطريق التي عرضها.
وجاء تصريح سعيد خلال لقائه مساء أول من أمس، بقصر قرطاج، وفداً من البرلمان الأوروبي الذي يزور تونس للاطلاع على الإصلاحات السياسية، ومناقشة الدعم الاقتصادي. وخلال اللقاء استعرض الرئيس سعيد الأسباب التي دفعته لاتخاذ مجموعة التدابير والإجراءات المعلن عنها منذ 25 من يوليو (تموز) 2021، وعبر عن حرصه على إنهاء هذه الفترة الاستثنائية عبر تنفيذ الخطوات التي تم الإعلان عنها؛ مؤكداً أن الحوار الوطني «انطلق فعلاً، وسيكون على قاعدة نتائج الاستشارة الإلكترونية»، من أجل الإعداد لتنظيم الاستفتاء في 25 من يوليو المقبل، وإجراء انتخابات تشريعية حرة ونزيهة في 17 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، تحت إشراف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
كما أشار الرئيس التونسي إلى تمسّكه بالحفاظ على وحدة الدولة واستمرارها، وضمان سيادتها واستقلالية قرارها الوطني، والتصدي لكل محاولات ضربها من الداخل، أو الالتفاف على إرادة الشعب التونسي، على حد تعبيره.
من جهته، عبر الوفد البرلماني الأوروبي عن وقوفه ومساندته لتونس في مسارها الإصلاحي من أجل تدعيم الديمقراطية، وشدد على ضرورة احترام مبادئ التشاركية والتعددية والتمثيلية في بقية مراحل خريطة الطريق. كما أكد على أهمية إنجاح التجربة التونسية، واستعداده لوضع خبرته وتجربته لمساعدة تونس في إتمام استحقاقاتها السياسية في أفضل الظروف.
ويرى مراقبون أن أعضاء الوفد البرلماني الأوروبي لن يدلوا بمواقفهم النهائية مما يحدث في تونس خلال الأيام الثلاثة لهذه الزيارة، وأن الصورة حول الوضع السياسي في تونس لن تكتمل بالنسبة إليهم إلا بعد الالتقاء بممثلي الأحزاب السياسية؛ خصوصاً تلك الرافضة للتدابير الاستثنائية، ومنظمات المجتمع المدني المطالبة بعودة المؤسسات الدستورية، وأنهم سيكتفون بالحديث عن كيفية مواصلة الاتحاد الأوروبي دعم تونس في «عملية الإصلاحات السياسية».
وكانت نجلاء بودن، رئيسة الحكومة التونسية، قد استقبلت بدورها في قصر الحكومة الوفد الأوروبي، بحضور وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، وسفير الاتحاد الأوروبي لدى تونس ماركوس كورنارو. وخلال اللقاء استعرضت بودن الاستحقاقات السياسية المقبلة، من أجل استكمال مسار البناء الديمقراطي في تونس، عبر الاستفتاء على الدستور، وإجراء انتخابات تشريعية، مؤكدة النهج التشاركي الذي اعتُمد منذ الإعلان عن خريطة الطريق التي انطلقت بالاستشارة الوطنية، واللقاءات مع المنظمات الوطنية، ليشمل لاحقاً كل ممثلي المجتمع المدني على حد تعبيرها.
وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي قد أوضحت في وقت سابق، أن أعضاء البرلمان الأوروبي يسعون إلى إعادة تأكيد الحاجة إلى حوار سياسي شامل، واحترام سيادة القانون والحريات المدنية، وحقوق الإنسان، فضلاً عن الحاجة إلى وجود نظام سياسي يقوم على المبادئ الديمقراطية، لا سيما منها مبدأ الفصل بين السلطات الذي يتم ضمانه من خلال الضوابط والموازين المؤسسية.
على صعيد آخر، استقبلت رئيسة الحكومة التونسية جيل كيبال، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي، وتناول اللقاء الذي تم بحضور سفير فرنسا لدى تونس أندري باران، تعزيز التعاون الثنائي في مجال حماية الشباب من التطرف العنيف.
ووصل المبعوث الفرنسي تونس إثر تكليفه من قبل الرئيس الفرنسي منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، بمهمة إعداد تقارير حول مدى تأثير التغييرات التي يشهدها الحوض الجنوبي والشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وكذلك منطقة الساحل والصحراء بأفريقيا على المجتمع الفرنسي؛ خصوصاً في علاقته بالديانة الإسلامية في فرنسا.
وخلال اللقاء أكد جيل كيبال أهمية تبادل التجارب والرؤى بين بلدان ضفتي المتوسط، وخصوصاً تونس وفرنسا وإيطاليا، لمعرفة أسباب ظاهرة التطرف العنيف في مجتمعاتنا وسبل معالجتها.



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».