الحوثيون يصعّدون من جرائمهم بحق السكان في 5 مدن يمنية

TT

الحوثيون يصعّدون من جرائمهم بحق السكان في 5 مدن يمنية

صعدت الميليشيات الحوثية أخيراً من جرائم البطش والاعتداء والاختطاف بحق المواطنين والسكان في عدد من المناطق والمدن الواقعة تحت سيطرتها، في سياق أسلوبها القمعي لإخضاع المعارضين وجمع الإتاوات وإذلال المجتمعات المحلية.
وفي هذا السياق، ذكرت مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن العاصمة المحتلة صنعاء وريفها ومدن عمران وإب وذمار وغيرها شهدت في غضون 10 أيام ماضية جرائم اعتداء واختطاف حوثية كان ضحاياها مدنيين بينهم فتيات وشبان من مختلف الأعمار.
وأوضحت المصادر أن آخر تلك الممارسات تمثلت باختطاف الجماعة خمسة مواطنين بينهم رجل مسن يدعى حزام عبد الله القشيري (62 عاماً) في مديرية قفلة عذر بمحافظة عمران (شمال صنعاء) على خلفية رفضهم نصب شاشات داخل المساجد وتحويلها إلى تجمعات للمقيل والسمر واستماع الخطب والمحاضرات التعبوية.
من جهته أفاد مصدر محلي في عمران بأن مسلحين حوثيين حاولوا قبل يومين وضع شاشات تلفزيونية بأحد المساجد في المنطقة لعرض برامج تحريضية ونقل خطابات زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي، غير أن جموع المواطنين رفضوا تحويل المساجد إلى أماكن للتحريض والتعبئة الفكرية والطائفية.
وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن الجماعة أقدمت عقب ذلك الرفض المجتمعي على اقتحام مسجدين في نفس المنطقة والاعتداء على المواطنين الرافضين لتنفيذ أوامرها واختطاف البعض الآخر منهم واقتيادهم إلى سجونها.
وسبق تلك الحادثة بأيام قليلة في صنعاء - وفق تأكيدات مصادر محلية وقبلية - إقدام الجماعة على اختطاف فتاة تنتمي لقبيلة خولان بريف صنعاء لحظة تسوقها بإحدى أسواق المدينة تحت مبرر حوزتها للعملة الوطنية ذات الطبعة الجديدة واقتيادها على متن دورية إلى قسم شرطة تابع لها (جنوب صنعاء).
وكرد رد فعل غاضب من قبل رجال قبائل خولان الطيال حيال تلك الجريمة، ذكرت المصادر أن أبناء القبيلة شنوا هجوماً مباغتاً على قسم شرطة «دار سلم» الذي توجد فيه الفتاة المخطوفة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين أسفرت عن مقتل 2 من عناصر الجماعة وإصابة 3 آخرين.
وفي حادثة أخرى مشابهة شهدتها العاصمة، أوضحت المصادر أن الميليشيات اقتحمت قبل أيام شقة الأكاديمي بدر الأغبري في سكنه بجامعة صنعاء واختطفت أحد أبنائه، وتسببت بمقتل والدة زوجته (65 عاماً) عقب انهيارها من هول وفزع ذلك الاقتحام.
وتزامن وقوع تلك الجريمة - وفق المصادر - مع دهم الجماعة رفقة أمنها النسائي (الزينبيات) منزل أكاديمي آخر في ذات السكن الجامعي، حيث قامت باختطاف اثنين من أبنائه وطرد باقي أفراد أسرته إلى الشارع.
وتأتي هذه التصرفات الحوثية في سياق ما تمارسه الجماعة من عمليات طرد واسعة للأكاديميين وأسرهم من السكن الجامعي المخصص لهم بجامعة صنعاء وإحلال عائلات عناصر موالين لها.
وكانت تقارير محلية قد كشفت عن جريمة اقتحام نفذتها عناصر مسلحة حوثية في التاسع من الشهر الجاري لمطعم إثيوبي في العاصمة صنعاء، حيث أفادت تقارير محلية بأن الميليشيات اعتدت على عدد من الأفارقة المسيحيين واختطفت مالك المطعم والعاملين فيه واقتادتهم إلى سجونها بتهمة الإفطار في نهار رمضان.
وفي محافظة إب (193 كلم جنوب صنعاء)، أقدمت الجماعة قبل يومين على اختطاف زعيم قبلي واثنين من مرافقيه من أحد شوارع المدينة وإيداعهم السجن على خلفية تداول أبناء قريته منشورات مناوئة للجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكر مصدر محلي في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن إدارة أمن المحافظة الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية وجهت عناصرها بملاحقة الشيخ القبلي محمد السالمي المنحدر من قرية العريشة بني سيف بمديرية القفر (شمال إب) واختطافه بعد تلقيها بلاغات بوجود أنشطة ضد سياسات وفساد الجماعة.
وأكد المصدر، الذي اشترط عدم نشر اسمه، أن مساعي الميليشيات من وراء اختطاف الشيخ القبلي هي ممارسة ضغوطها عليه لمنع أبناء منطقته من مهاجمتها في مواقع التواصل الاجتماعي.
وتوالياً لجرائم الميليشيات بحق المدنيين بعموم مدن سيطرتها، كشفت مصادر محلية في محافظة ذمار (100 كلم جنوب صنعاء) عن مواصلة الجماعة منذ أسابيع ارتكاب جملة من التعسفات يرافقها شن حملات ملاحقة واعتداء واعتقال بحق سكان المحافظة.
وتمثل آخر تلك التعسفات - بحسب المصادر - قيام الميليشيات بشن خمس حملات استهدفت 33 مدنياً من مختلف الأعمار في مدينة ذمار والبعض من مديرياتها بذريعة ظهور شعارات جديدة على جدران عشرات المنازل ومقرات المؤسسات الحكومية مناهضة للجماعة الانقلابية.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».