أشتية: إسرائيل تطبق سياسة «أطلق النار لتقتل» وتكثف الاستيطان

رصاصة متفجرة تنهي أحلام فتى في جنين

جندي إسرائيلي بلباس مدني يعتقل شاباً فلسطينياً خلال اشتباكات في القدس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحملون جثمان محمد زكارنة خلال جنازته بمدينة جنين بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
جندي إسرائيلي بلباس مدني يعتقل شاباً فلسطينياً خلال اشتباكات في القدس (أ.ف.ب) فلسطينيون يحملون جثمان محمد زكارنة خلال جنازته بمدينة جنين بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
TT

أشتية: إسرائيل تطبق سياسة «أطلق النار لتقتل» وتكثف الاستيطان

جندي إسرائيلي بلباس مدني يعتقل شاباً فلسطينياً خلال اشتباكات في القدس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحملون جثمان محمد زكارنة خلال جنازته بمدينة جنين بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
جندي إسرائيلي بلباس مدني يعتقل شاباً فلسطينياً خلال اشتباكات في القدس (أ.ف.ب) فلسطينيون يحملون جثمان محمد زكارنة خلال جنازته بمدينة جنين بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

طالب رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، اليوم (الاثنين)، بتدخل دولي عاجل من أجل لجم العدوان الإسرائيلي ووقف التصعيد المستمر منذ نحو أسبوعين، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الإسرائيلي أن قواته تشن لليوم الثالث على التوالي عمليات عسكرية في مدينة جنين بشمال الضفة الغربية المحتلة.
ويأتي التصعيد بعد سلسلة هجمات نفذها فلسطينيون ومن «عرب الداخل» ضد أهداف إسرائيلية أدت منذ 22 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 14 شخصاً في مناطق متفرقة داخل إسرائيل، بينما قتل في الفترة ذاتها في حوادث منفصلة 14 شخصاً على الأقل في الجانب الفلسطيني؛ بعضهم منفذو هجمات.
وارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية برصاص الجيش الإسرائيلي إلى 4؛ بينهم سيدتان.
وأفاد الجيش الإسرائيلي، اليوم (الاثنين)، بأن جنوده «نشطوا في مواقع عدة في الضفة الغربية واعتقلوا 13 ناشطاً مشتبهاً بهم».
وقال أشتية، في الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء بمدينة رام الله، إن «عدوان إسرائيل على شعبنا من جنين إلى الخليل، وفي القدس خاصة، واقتحامات الأقصى المتكررة، واعتداءات المستوطنين ودعوات المسؤولين الإسرائيليين جمهورهم للتسلح، تأجيج للتصعيد ودعوة للقتل».
واتهم إسرائيل بأنها «تمارس سياسة (أطلق النار لتقتل)، وهذه السياسة وما يرافقها من تكثيف للاستيطان واستكمال بناء الجدار، تستخدمها الأحزاب الإسرائيلية للحفاظ على ذاتها، وأساساً لحملاتها الانتخابية من جهة؛ والحفاظ على ائتلافاتها من جهة أخرى». وأضاف أن «هذا الأمر وما يرافقه من انسداد في الأفق السياسي وغضب الفلسطينيين من ازدواجية المعايير الدولية إنما نذير جدي بأن الأمور إلى تصعيد، وعليه؛ فمطلوب من المجتمع الدولي لجم العدوان الإسرائيلي ووقف سياسة القتل».
وحض المجتمع الدولي على إيجاد أفق سياسي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف «العدوان على شعبنا، وتوفير حماية له، ووقف الكيل بمكيالين». وشدد على أن الحل «يكمن في إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من السيادة على أرضه وإقامة دولته على حدوده المعترف بها دولياً، وعاصمتها القدس».
وكان أبو معاذ، المتحدث باسم «كتيبة جنين» التابعة لـ«سرايا القدس» الجناح العسكري لـ«حركة الجهاد الإسلامي»، أعلن في بيان مساء أمس (الأحد) «رفع حالة التأهب» في المخيم و«النفير العام» في صفوف المقاتلين من أجل «التصدي لأي عملية اقتحام».
وأفاد أحد السكان بأن المساجد المحلية دعت الناس إلى البقاء في بيوتهم وتجنب السير في شوارع المخيم المكتظ وعدم التقاط صور للمقاتلين.
وكانت القوات الإسرائيلية استهدفت أمس (الأحد) أفراداً من عائلة رعد حازم منفذ الهجوم الأخير في تل أبيب والذي أدى إلى مقتل 3 إسرائيليين قبل أن يقضي برصاص قوات إسرائيلية بعد مطاردة استمرت ساعات عدة. وقال شقيقه في تسجيل مصور إن الجيش اعترض المركبة التي كان يقودها برفقة والدته وشقيقه الصغير وأطلقت النار نحوهم قبل أن يتمكن من الفرار. وأكدت مصادر فلسطينية أن الجيش أعطى والد رعد مهلة ساعتين لتسليم نفسه.
وأصيب في الحادث الذي وقع في المنطقة الصناعية بمدينة جنين محمد زكارنة (17 عاماً) قبل أن تعلن وزارة الصحة الفلسطينية صباح اليوم (الاثنين) وفاته متأثراً بجروحه.
وقُتل مساء أمس أيضاً شاب فلسطيني برصاص جنود إسرائيليين قرب بيت لحم، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية التي عرفت عنه بأنه محمد غنيم (21 عاماً). وقتلت قوات الأمن الإسرائيلية مساء أمس فلسطينية طعنت شرطياً وسط مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أفاد به متحدث باسم الشرطة. وسبق ذلك مقتل فلسطينية قرب بيت لحم برصاص قوات إسرائيلية، لكن الجيش الإسرائيلي أكد أنه أطلق النار على «مشتبه بها».
وأعلن الحداد العام في بيت لحم (جنوب) وجنين اليوم (الاثنين) خلال تشييع جثماني شابين بحضور الآلاف الذين حملوا الإعلام الفلسطينية والأسلحة الرشاشة.
من جهتها؛ أعلنت خدمة إسعاف «جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني» تعامل طواقمها ليل الأحد - الاثنين مع 24 إصابة في نابلس؛ بينها 4 لدى أطفال.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».