تفجير سيارة و«حرب فصائل» في «المنطقة التركية» بريف حلب

مقاتلان معارضان في ريف حلب شمال سوريا في 5 الشهر الجاري ( أ ب أ)
مقاتلان معارضان في ريف حلب شمال سوريا في 5 الشهر الجاري ( أ ب أ)
TT

تفجير سيارة و«حرب فصائل» في «المنطقة التركية» بريف حلب

مقاتلان معارضان في ريف حلب شمال سوريا في 5 الشهر الجاري ( أ ب أ)
مقاتلان معارضان في ريف حلب شمال سوريا في 5 الشهر الجاري ( أ ب أ)

أفادت مصادر سورية أمس (الأحد)، بإصابة عدة أشخاص بجروح جراء انفجار سيارة عند مدخل مدينة الباب بريف حلب الشرقي بالتزامن مع حرب بين فصائل معارضة، في المنطقة الخاضعة لسيطرة فصائل سورية معارضة موالية لتركيا.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن مصادر قولها إن عبوة ناسفة تم زرعها بسيارة انفجرت قرب أحد الحواجز على مدخل مدينة الباب في الريف الشمالي الشرقي، ما أسفر عن إصابة عدة أشخاص ووقوع أضرار مادية بالممتلكات.
بدوره، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى انفجار سيارة مفخخة قرب حاجز الراعي التابع للفصائل الموالية للحكومة التركية، الأمر الذي أدى لحدوث خسائر بشرية. وتخضع منطقة الباب في سوريا، شمال شرقي حلب، لسيطرة فصائل موالية إلى تركيا منذ عام 2016 عندما استولت على بلدات على طول الحدود السورية من وحدات حماية الشعب الكردية السورية، وهي جماعة مسلحة صنّفتها الحكومة التركية كمنظمة إرهابية على صلة بالمتمردين الأكراد داخل تركيا.
من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن «مسلحين مجهولين حاولوا اغتيال قيادي ضمن فصيل جيش الشرقية التابع للجيش الوطني الموالي لتركيا، وذلك عبر استهدافه بالرصاص على طريق عفرين – ترندة شمال غربي حلب».
وكان «المرصد السوري» قد أشار في 7 الشهر الجاري إلى إصابة مواطنين اثنين أحدهما بحالة خطيرة، بالإضافة إلى امرأة، جميعهم من أهالي ناحية بلبل بريف عفرين، «جراء اندلاع اشتباكات بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة، بين فصيل فيلق الشام المقرب من الاستخبارات التركية من جهة وفرقة الحمزة من جهة أخرى، وسط شتائم طالت بعضهم والذات الإلهية، واستقدام الطرفين تعزيزات عسكرية باتجاه ناحية بلبل».
وفي الخامس من الشهر الجاري، أُفيد بـ«إصابة عدد من عناصر فصيل فيلق الشام جراء اندلاع اشتباكات عنيفة بين مجموعتين من فصيل فيلق الشام، ضمن الأحياء السكنية في قرية ميدانكي التابعة لناحية شران بريف عفرين».
وفقاً لـ«المرصد السوري»، فإن «اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة وقذائف الهاون اندلعت قبيل الإفطار بين مجموعتين من فصيل فيلق الشام، داخل قرية ميدانكي بناحية شران، وسط مناشدات من الأهالي لتدخل فصائل «الجيش الوطني» والشرطة العسكرية لفض الاشتباكات وحماية الأهالي». وأشار إلى سقوط قذائف الهاون بين منازل المدنيين، ووقوع إصابات بين الأطراف المتقاتلة، تزامناً مع حصار لبعض المقرات الأخرى المنتشرة ضمن الأحياء السكنية ومطالبتهم بتسليم أنفسهم.
على صعيد آخر، تحدثت مصادر أن 3 عناصر من لواء «شهداء البدر» أُصيبوا بجراح متفاوتة فيما أُصيب عنصران من فصيل «شهداء الحسكة» خلال اشتباكات اندلعت بين الفصيلين منذ ليلة السبت - الأحد في قرى بريف مدينة رأس العين (سري كانيه) ضمن مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني» ضمن ما تُعرف بـ«منطقة نبع السلام».
وجاء الاقتتال الجديد على خلفية خلاف على طرق التهريب وتقاسم واردات حواجز التهريب، وامتداداً للخلافات المستمرة منذ أيام بين فصائل «الجيش الوطني» ضمن مدينة رأس العين وريفها، حسب «المرصد».
وواصل الفصيلان حشد قواتهما مع تدخل فصيل «الفرقة 20» لمؤازرة فصيل «شهداء بدر» خلال الصراع الدائر بين الفصيلين على طرق التهريب إلى تركيا وتقاسم الواردات.
وأشار «المرصد السوري» إلى أن «مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل (الجيش الوطني) بأرياف الحسكة والرقة شهدت خلال الأيام المنصرمة خلافات عدة بين مختلف الفصائل في إطار الصراع على النفوذ وعلى تقاسم واردات (تهريب البشر) من وإلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وإلى تركيا».
وكان «المرصد» قد أشار إلى «اشتباكات بالأسلحة الرشاشة، بين فرقتي الملك شاه والحمزة الموالين لتركيا، في قرية تل حلف بريف رأس العين (سري كانيه) ضمن مناطق «نبع السلام» في ريف الحسكة، حيث جرت الاشتباكات نتيجة خلافات على تهريب البشر إلى تركيا».



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.