«أصداء الاختيار٣»: مرسي هدد بـ«حرائق» إذا تغيرت نتائج «رئاسية 2012»

المسلسل وثق طلب «الإخوان» من طنطاوي إلغاء حكم حل البرلمان

«أصداء الاختيار٣»: مرسي هدد بـ«حرائق» إذا تغيرت نتائج «رئاسية 2012»
TT

«أصداء الاختيار٣»: مرسي هدد بـ«حرائق» إذا تغيرت نتائج «رئاسية 2012»

«أصداء الاختيار٣»: مرسي هدد بـ«حرائق» إذا تغيرت نتائج «رئاسية 2012»

عززت المقاطع الوثائقية المصورة لرموز تنظيم «الإخوان» الذي تصنفه السلطات المصرية «إرهابياً» عبر مسلسل «الاختيار 3» من المتابعة الواسعة لأحداثه، خصوصاً بعد حلقة، أمس، التي وُصفت من قبل منتجيه بأنها تحمل «مفاجأة مدوية»، مثلها فيديو للرئيس الراحل المنتمي للإخوان، محمد مرسي، بينما كان يُهدِّد بـ«موجة نيران» حال تغيير نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2012، وكان ذلك قبل إعلانها رسمياً.
وكانت مسألة إعلان الفائز في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المصرية التي أعقبت «ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011» محل ترقب كبير، إذ سارع «تنظيم الإخوان» لإعلان فوز مرشحه محمد مرسي وخسارة منافسه آنذاك أحمد شفيق، اعتماداً على إفادات مندوبيه في اللجان وقبل الإعلان الرسمي، وتمسك «تنظيم الإخوان» بالتأكيد والإلحاح على فوز مرشحه مرسي.
وبحسب ما أظهرت الحلقة الثامنة من «مسلسل الاختيار» الذي تنقل شارة مقدمته أنه أنتج بالتعاون مع إدارة الشؤون المعنوية لوزارة الدفاع المصرية، فإن مرسي اجتمع، في 20 يونيو (حزيران) 2012 بمقر «إدارة المخابرات الحربية» مع وزير الدفاع الراحل ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، آنذاك، المشير محمد حسين طنطاوي، بحضور الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي والذي كان يشغل حينها منصب مدير «المخابرات الحربية».
https://www.facebook.com/AlekhteyarSeries/videos/660977011868579/
وفي مسعى لإنفاذ إعلان «تنظيم الإخوان» لفوزه، قال مرسي مخاطباً طنطاوي: «النتيجة متتغيرش (لا تتغير) لأن دي إذا حصلت ليس لها من دون الله كاشفة، الموجة اللي موجودة موجة إضرام نيران لمن لا يقدر المسؤولية، أنا لا أتمنى هذا ولا أريده ولا أوافق عليه».
لكن المشير طنطاوي سرعان ما رد: «عايزك تاخد بالك من إن لو حصل وإن جهة ما حاولت أنها تضرم النار في البلد دي هتبقى (ستكون) مصيبة على البلد وعلينا».
واستكمل طنطاوي مخاطباً مرسي: «عايزك تاخد بالك (أريدك أن تنتبه) وخليهم مفيش داعي للحاجات دي».

ومع إدراك مرسي لفهم طنطاوي لتهديده المبطن سرعان ما استدرك بالقول: «أنا أقول لحضرتك إنه التصرف اللي موجود، الشعور اللي موجود، شعور تلقائي شعبي وليس مخططاً له».
لكن طنطاوي بدا متمسكاً بتحميله «تنظيم الإخوان المسؤولية» حال تنفيذ تهديد «إضرام النيران»، وقال مقاطعاً مرسي: «لا في تخطيط معلش».
اللافت في المقطع المصور أن الثواني الأولى منه شهدت تبريراً من طنطاوي لمرسي بأنه لم يكن من المفترض وجود السيسي في الاجتماع، وظهر الأخير وهو يعرض على قائده حينها أن يهم بالمغادرة، لكن طنطاوي قال مخاطباً مرسي: «أصل دا يعني ابني (يقصد السيسي)»، وسرعان ما رد مرسي: «أنا عارف العلاقة إلى أي مدى... وإحنا عارفين الثقة... وسيادة اللواء عبد الفتاح (السيسي) شخصية، الحقيقة إحنا يعني بنعتبره من الأسس اللي مع حضرتك، الذراع الأساسية يعني هنقول ذراع يمين».
وأكد طنطاوي على المعنى ذاته: «من زمان، يعني أنا حاطط عيني عليه وهو لسه (لا يزال برتبة) مقدم».

وتطرق الحوار الذي دار ثنائياً بين مرسي وطنطاوي إلى مسألة حل مجلس الشعب (البرلمان) والذي كانت تسيطر عليه أغلبية من «الإخوان»، وقررت المحكمة الدستورية حله في 14 يونيو 2012 وأعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة طنطاوي تنفيذ الحكم وحل البرلمان بعد الحكم بيومين، وقبل 4 أيام من تسجيل المقطع الوثائقي الذي تم بثه ضمن حلقة المسلسل وأشار إلى أنه تم يوم 20 يونيو 2012.
وقال مرسي: «النقطة الثانية انعقاد مجلس الشعب»، ولم يترك طنطاوي له فرصة للاستكمال وقال: «انعقاد مجلس الشعب أنا مقدرش (لا أقدر) أعمل فيه حاجة، معلش أنا أصارحك القول».
فدخل مرسي في سجال مع طنطاوي وقال له: «آه حضرتك تقدر تلغي القرار»، لكن طنطاوي عاد وقال: لا أستطيع وليس من سلطتي... القرار ده قرار محكمة».
فعاد مرسي طارحاً عمل مناورة قانونية تتعلق بإلغاء «القرار التنفيذي (قرار المجلس العسكري بتنفيذ حكم المحكمة)، وتمسك المشير برفض بات وقال إنه «حكم محكمة ولا أملك تغييره... الموضوع ده أنا غير قادر عليه».
وأضاف طنطاوي متسائلاً باستنكار ورفض: «أنا هطلع قرار أعمل إيه؟ هلغي حكم المحكمة؟... أنا مقدرش أعمل كدا مع احترامي».

وعاد مرسي محاولاً إقناع طنطاوي وقال: «حكم المحكمة هيطلع يا سيادة المشير، ولكن هيطلع بطريقة يتفق عليها في مرحلة لاحقة»، طارحاً مجدداً «إلغاء القرار (قرار الحل)، أو أن الموضوع يحال إلى الفتوى والتشريع (في مجلس الدولة)»، في إشارة ضمنية لإطالة أمد التنفيذ.
ومجدداً عاد طنطاوي لرفض المقترح، وقال: «هذا ليس رأيي فقط، ولو جمعت دلوقتي (الآن) المجلس (المجلس الأعلى للقوات المسلحة)، وعرضت عليهم مفيش حد هيوافق على الكلام ده، الموضوع ده مش متفق عليه».
غير أن مرسي عاد ملوحاً بخيار الاضطرابات الشعبية وقال: «إذا استشعر الناس أنه سدت كل المنافذ»، فقاطعه طنطاوي متسائلاً: «ناس مين؟».
فرد مرسي: «الشعب اللي إحنا عايشين معاهم»، فعاد طنطاوي للقول: «لا تأخذوا فئة من الشعب اللي هي (...)، ما تشوف الشعب كله بيقول إيه؟ (...) اسمع كلامي، معظم الشعب بيقول كلام تاني خالص».
وفي ختام التسجيل عاد مرسي لملف نتائج الانتخابات الرئاسية وقال إنه إذا تغيرت «سيؤدي هذا إلى حالة من الاضطراب لا نعرف إلى أي مدى ستذهب».
وعندما رد طنطاوي متسائلاً عن أسباب تصور أنه سيتم تغيير النتائج، لم يرد مرسي وواصل القول: «لا أنا ولا أنتوا هتقدروا تمنعوها ستتوجه الاضطرابات إلينا، ستمثل خطراً حقيقياً غير 11 فبراير (شباط) (يوم الإطاحة بحكم مبارك)، وأنا أرصد الواقع لحضرتك».



مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».