اجتمع وزراء حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل، الأسبوع الماضي، لمناقشة إلى أي مدى ينبغي أن يوفروا المعدات العسكرية لأوكرانيا.
كان التحدي الذي واجه دول «الناتو»، طوال هذه الحرب، بين موسكو وكييف هو كيفية منح أوكرانيا الدعم العسكري الكافي للدفاع عن نفسها، دون الانجرار إلى الصراع وحرب مع روسيا، وفقاً لما ذكرته شبكة «بي بي سي» البريطانية.
وقد كانت الحكومة الأوكرانية صريحة في دعواتها للناتو لمساعدتها.
فقد قال وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا، يوم الخميس الماضي، لدول الناتو: «جئتُ لأطالب بثلاثة أمور: الأسلحة، الأسلحة ثمّ الأسلحة. كُلّما تسلمناها أسرع، أُنقذت أرواح أكثر وتجنّبنا دماراً أكبر».
وتقول كييف إنها إذا جاءتها الفرصة لصد الهجوم الروسي المقبل على منطقة دونباس في شرق البلاد، فستكون بحاجة ماسة إلى إمداد الغرب لها بالمزيد من الأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات والطائرات.
ويقول الخبراء إن أوكرانيا تحتاج إلى دبابات وطائرات حربية وطائرات دون طيار وأنظمة دفاع جوي صاروخي متطورة، لمواجهة استخدام روسيا المتزايد للأسلحة الجوية والصواريخ بعيدة المدى.
إلا أن خطر لجوء روسيا إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية، وإمكانية تطور الصراع إلى حرب أوروبية أوسع، يشغل دائماً أذهان القادة الغربيين، الأمر الذي يدفعهم لمحاولة تجنب التصعيد مع روسيا قدر الإمكان.
وسبق أن ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت مبكر من هذه الحرب أن أي شخص «يحاول الوقوف في طريق روسيا» سيواجه عواقب «لم يرها في تاريخه كله». وأمر وزير دفاعه بوضع القوات النووية الروسية في حالة تأهب.
ويشعر المخططون الاستراتيجيون لحلف الناتو بالقلق من أنه بمجرد كسر «المحرمات النووية»، حتى لو كان الضرر مقصوراً على هدف محلي في ساحة المعركة الأوكرانية، فإن خطر التصعيد إلى تبادل نووي كارثي بين روسيا والغرب سيرتفع حتماً إلى درجة مقلقة.
إذن، كيف يمكن أن تتصاعد هذه الحرب الروسية الأوكرانية إلى صراع أوروبي شامل يمتد إلى حلف «الناتو»؟
هناك 3 سيناريوهات محتملة في هذا السياق:
1 - أن يصيب صاروخ مضاد للسفن، قدمه «الناتو» للقوات الأوكرانية، سفينة حربية روسية في عرض البحر في البحر الأسود، الأمر الذي قد يسفر عن مقتل مئات البحارة والجنود الروس.
إن حصيلة قتلى بهذا الحجم في ضربة واحدة ستكون غير مسبوقة وسيتعرض بوتين لضغوط للرد بشكل ما.
2 - إذا استهدفت ضربة صاروخية استراتيجية روسية قافلة لإمداد أوكرانيا بالمعدات العسكرية تابعة لإحدى دول «الناتو»، مثل بولندا أو سلوفاكيا.
إن وقوع هذه الضربة ووقوع خسائر في صفوف إحدى دول «الناتو» قد يؤدي إلى تفعيل المادة 5 من دستور «الناتو»، التي ستدفع التحالف بأكمله للدفاع عن الدولة التي تعرضت للهجوم.
3 - إذا وقع انفجار في منشأة صناعية وسط القتال العنيف في دونباس، وأدى إلى إطلاق غازات كيميائية سامة نتج عنها خسائر في الأرواح.
فإذا ثبت أن القوات الروسية تسببت في انتشار هذه الغازات السامة عن عمد، فسيكون «الناتو» مضطراً للرد.