الجيش التركي ينظم جنازة إيفرين اليوم وسط مقاطعة واسعة

الحزب الحاكم وآخر مؤيد للأكراد ضمن المقاطعين

الجيش التركي ينظم جنازة إيفرين  اليوم وسط مقاطعة واسعة
TT

الجيش التركي ينظم جنازة إيفرين اليوم وسط مقاطعة واسعة

الجيش التركي ينظم جنازة إيفرين  اليوم وسط مقاطعة واسعة

أعلن الجيش التركي أمس تنظيم جنازة الرئيس السابق كنعان إيفرين في مقبرة الدولة الخاصة بكبار القادة اليوم في ظل مقاطعة واسعة بسبب دوره في الانقلاب العسكري الدموي في 1980.
وتوفي إيفرين السبت عن عمر 97 عاما، وكان حكم عليه في يوليو (تموز) 2014 بالسجن مدى الحياة بسبب دوره في الانقلاب العسكري الذي يعتبر أسوأ سنوات تركيا الحديثة بسبب إعدام العشرات واعتقال مئات الآلاف.
وإيفرين المكروه من الليبراليين والإسلاميين واليساريين، ينظر إليه القوميون المتشددون كبطل. وحتى في وفاته ظهر إيفرين كشخصية مثيرة للانقسامات إذ أعلن كل من حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الديمقراطي المناصر للأكراد مقاطعتهما للجنازة.
وكسابع رئيس لتركيا، ستقام لإيفرين جنازة رسمية في المقر الرئيسي للجيش بطلب من عائلته.
ويرى معارضوه أن جنازة رسمية تعني تكريم زعيم «يديه ملطختين بالدماء». وقال مسؤول في حزب العدالة والتنمية الاثنين «لن يحضر أحد من الحزب» الجنازة، كما أعلن رئيس حزب الشعب الديمقراطي صلاح الدين دمرداش أنهم سيقاطعون جنازة «شخص كان سبب معاناة الكثير من الأمهات».
أما الحكومة التركية فقد التزمت الصمت ولم تصدر بيانا رسميا حول وفاة إيفرين. وقال نائب رئيس الحكومة بولنت ارينتش للصحافيين أمس بأنه ليس لديه «أي شيء جيد ليقوله عنه»، فيما حض وزير التنمية جودت يلمز على «عدم التحدث بسوء عن شخص بعد وفاته».
واستولى إيفرين على الحكم عبر انقلاب عسكري في 12 ديسمبر (كانون الأول) 1980 بعد سنوات من الاشتباكات بين اليساريين واليمينيين، ونصب نفسه رئيسا للجمهورية ليحكم البلاد تسع سنوات.
وبعد الانقلاب العسكري أعدم 50 شخصا واعتقل أكثر من نصف مليون شخص وتوفي العشرات تحت التعذيب فيما فُقد آخرون خلال الأعوام الثلاثة اللاحقة.
وأدين إيفرين «بارتكاب جرائم ضد الدولة» وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في العام 2014 مع قائد القوات الجوية السابق تحسين شاهين كايا، ويبلغ من العمر 90 عاما. ولم يطبق الحكم بأي منهما بسبب وضعهما الصحي المتدهور.
وبقي إيفرين مصرا على موقفه مدافعا عن إعدامه لمراهق في الـ17 من العمر أدين بقتل جندي خلال الاضطرابات، مؤكدا أن «يديه لم ترتجفا» أثناء توقيعه على قرارات الإعدام خلال الحكم العسكري.
واستولى الجيش التركي، الذي طالما اعتبر نفسه حامي العلمانية في البلاد، على السلطة عبر ثلاثة انقلابات عسكرية في 1960 و1971 و1980. كما أنه مارس ضغوطا على حكومة ذات ميول دينية للتخلي عن السلطة في العام 1997. إلا أن حكومة حزب العدالة والتنمية قلصت من نفوذ الجيش في المجال السياسي خلال العقد الأخير عبر الكثير من المحاكمات التي لاحقت قادة عسكريين.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».