فون دير لاين وبوريل يصلان إلى كييف لطمأنة أوكرانيا بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي

زيلينسكي يطالب الدول الغربية ب «عقوبات حارقة» على موسكو

رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيس الأوكراني في كييف أمس(رويترز)
رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيس الأوكراني في كييف أمس(رويترز)
TT

فون دير لاين وبوريل يصلان إلى كييف لطمأنة أوكرانيا بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي

رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيس الأوكراني في كييف أمس(رويترز)
رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيس الأوكراني في كييف أمس(رويترز)

وصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، برفقة وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ورئيس وزراء سلوفاكيا إدوار هيغر، إلى كييف، أمس الجمعة، لتقديم الدعم للرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، وطمأنته فيما يتعلق بمسعاه لحصول بلاده على عضوية الاتحاد. وفي بداية جولتها زارت رئيسة المفوضية الأوروبية ومسؤول السياسة الخارجية في التكتل الأوروبي، مدينة بوتشا الصغيرة، شمال شرقي كييف، التي أصبحت رمزاً لفظاعات الحرب في أوكرانيا بعد اكتشاف مقابر جماعية واتهام الجيش الروسي، الذي ينفي أي مسؤولية، القيام بتلك الأعمال. وكانت فون دير لاين قد أعلنت الجمعة أنها ستزور العاصمة الأوكرانية للتعبير عن دعمها لهذا البلد بوجه الهجوم الروسي المسلح. وزارت مواقع المقابر الجماعية التي عثر عليها في بوتشا، حسب الاتهامات، بعد انسحاب القوات الروسية وفيها جثث عشرات المدنيين. والجمعة، باشر محققون أوكرانيون نبش إحدى هذه المقابر، التي تقع خلف كنيسة في المدينة.
وغادرت فون دير لاين وبوريل إلى كييف بالقطار من بروكسل، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية للصحافيين، إن أهم رسالة ستنقلها إلى زيلينسكي هي أنه سيكون أمام أوكرانيا «طريق إلى الاتحاد الأوروبي». وأضافت: «في العادة تمر سنوات قبل أن يقبل المجلس الأوروبي طلب عضوية، لكن أوكرانيا قدمت هذا الطلب قبل أسبوع أو اثنين، وأسعى إلى أن نمضي قدماً بأسرع ما يمكن... هدفنا هو تقديم طلب أوكرانيا إلى المجلس هذا الصيف». وبعد ستة أسابيع من الغزو الروسي لأوكرانيا، تعهدت فون دير لاين، بدعم كييف «لتخرج من الحرب دولة ديمقراطية»، وهو ما قالت إن الاتحاد الأوروبي سيساعد في تحقيقه إلى جانب الدول المانحة الأخرى. ومن جانبه، قال بوريل للصحافيين، إن الزيارة دليل على أن «أوكرانيا تسيطر على أراضيها»، وأن حكومتها تملك زمام الموقف. ومضى يقول: «أوكرانيا ليست دولة تحت الغزو أو الهيمنة. لا تزال هناك حكومة تستقبل الناس من الخارج، ويمكنك السفر إلى كييف». وأضاف أنه يأمل أن يقدم الاتحاد الأوروبي 500 مليون يورو أخرى لكييف في الأيام المقبلة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، أمام البرلمان الفنلندي، إن بلاده لا يمكنها انتظار مزيد من الأسلحة الغربية الجديدة، وتحتاج إلى عقوبات «قوية» ضد روسيا شبيهة بـ«زجاجات المولوتوف» التي استخدمتها المقاومة الفنلندية في 1939 - 1940، وانتقد الرئيس الأوكراني «أولئك الذين يجعلوننا ننتظر، ننتظر الأشياء التي نحتاج إليها بشدة، ننتظر الوسائل للدفاع عن أرواحنا»، فيما تطالب كييف بمزيد من الأسلحة القوية، وبفرض عقوبات اقتصادية أشد من الغرب. وأكد مجدداً: «نحن بحاجة إلى أسلحة يمتلكها بعض شركائنا في الاتحاد الأوروبي». ودعا أوروبا إلى توجيه «زجاجات مولوتوف» من العقوبات ضد روسيا، في إشارة إلى اسم القنابل الحارقة التي استخدمها الفنلنديون خلال حربهم ضد الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية. وقال «إلى متى يمكن لأوروبا أن تتجاهل الحظر المفروض على النفط الروسي؟ إلى متى؟». وقرر ممثلو الدول الـ27، الخميس، فرض حظر على الفحم الروسي وإغلاق الموانئ الأوروبية أمام السفن الروسية في إطار سلسلة خامسة من العقوبات ضد موسكو. لكن كييف تطالب بالمزيد، لا سيما الحظر على الغاز والنفط. وقال زيلينسكي، «نحن بحاجة إلى عقوبات قوية وفعالة ضد روسيا، وعقوبات دائمة و(زجاجات من العقوبات) تذكر على أنها (زجاجات حارقة)». واختار المقاتلون الفنلنديون اسم «الزجاجات الحارقة» من أجل التنديد بوزير خارجية الاتحاد السوفياتي آنذاك فياتشيسلاف مولوتوف، مهندس ميثاق عدم الاعتداء، الذي اعتبر كارثياً بين ألمانيا النازية والاتحاد السوفياتي السابق.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.