وسط تصميم أميركي وغربي على زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، لتمكينها من إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف القوات الروسية. واصلت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي التشكيك في أن تكون روسيا قد تخلت عن طموحها في تجديد الهجوم على العاصمة الأوكرانية كييف، على الرغم من سحب قواتها من شمال البلاد. وأعلن الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أن المساعدات العسكرية الأميركية والغربية، «مكّنت أوكرانيا من منع روسيا تحقيق تفوق جوي، كان من شأنه أن يساعد في غزو موسكو البري». يأتي ذلك بعدما شكك أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتبرغ، بأنه لا يوجد ما يشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تخلى عن «طموحه للسيطرة على أوكرانيا بأكملها». وهو تشكيك أكده أيضاً، نائب رئيس أركان القوات البرية الأوكرانية أولكسندر غروزيفيتش، الذي قال، إن من المرجح أن تجدد روسيا هجومها على كييف إذا نجحت قواتها في السيطرة الكاملة على المناطق الشرقية من دونيتسك ولوهانسك.
منع موسكو من تحقيق تفوق جوي
وفي جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، جرت أول من أمس (الخميس)، بحضور الجنرال ميلي ووزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، قال ميلي، إن أوكرانيا تلقت نحو 25 ألف نظام أسلحة مضادة للطائرات من الولايات المتحدة وحلفائها. وأضاف، أن «هذه المساعدات مكّنت أوكرانيا من منع روسيا من تحقيق تفوق جوي، كان من شأنه أن يساعد في غزو موسكو البري». وأضاف، أن الولايات المتحدة وحلفاءها زودوا أوكرانيا بـ60 ألف نظام مضاد للدبابات. وأكد ميلي، أن أوكرانيا تستخدم الألغام الأرضية بشكل فعال في الصراع مع روسيا؛ ما أجبر المركبات المدرعة الروسية على الدخول في مناطق الاشتباك، حيث تكون عرضة للأسلحة المضادة للدبابات التي قدمتها الولايات المتحدة. وقال «هذا أحد الأسباب التي تجعلك ترى رتلاً تلو الآخر من المركبات الروسية المدمرة»... «الألغام المضادة للدبابات والأفراد فعالة للغاية». وكشف البنتاغون في مذكرة نشرت أمس (الجمعة) على موقع وزارة الدفاع الأميركية الإلكتروني، عن قائمة الأسلحة الدفاعية المرسلة إلى أوكرانيا. وتضمنت الأسلحة المرسلة مئات الطائرات المسيرة من نوع «سويتشبليد» وطائرات «بوما» المسيرة، وألفاً وأربعمائة صاروخ «ستينغر» المضاد للطائرات، و5 آلاف صاروخ «جافلين» المضاد للدروع، و7 آلاف قطعة سلاح مختلفة و50 مليون طلقة ذخيرة، و45 ألف قطعة دروع وخوذ، وأنظمة صواريخ موجهة بالليزر، و4 رادارات مضادة للمدفعية وأنظمة تتبع جوي، و4 أنظمة رادارات مضادة لقذائف الهاون ومركبات مدرعة متعددة الأغراض، وأجهزة رؤية ليلية وأنظمة تصوير حراري واتصالات تكتيكية، وخدمات صور الأقمار الصناعية التجارية وإمدادات طبية. وأوضحت المذكرة، أن المسؤولين الأوكرانيين يطالبون بمزيد من المساعدات العسكرية، حيث تعمل الإدارة الأميركية على تلبية الطلبات المساعدات الأمنية ذات الأولوية لأوكرانيا. وأضافت، أنه يتم تسليم الأسلحة من المخزونات الأميركية عندما تكون متاحة، في حين يتم تسليم الأسلحة من قِبل الحلفاء والشركات وفق احتياجات أوكرانيا. وفي بيان أصدرته «وحدة ابتكار الدفاع» في وزارة الدفاع الأميركية، قالت إنها نجحت في إنشاء نماذج أولية لأقمار الرادار ذات الفتحة الصناعية، والتي يمكنها الرؤية من خلال السحب وفي الليل. وقال مايكل براون، مدير الوحدة، إن هذه الأقمار زودت العالم بصور للقوات الروسية في أوكرانيا وحولها، مما مكّن الوزارة من التنبؤ بالغزو الروسي وإثبات ما كان يحدث دون الكشف عن مصادر سرية. وقال، إن منظمة الاستطلاع الوطنية قدمت اليوم هذه القدرة كجزء من المساعدة الأمنية الدفاعية الأميركية لأوكرانيا.
وأمس (الجمعة)، أكد أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ، أن دول الحلف مستعدة لإمداد أوكرانيا بالأسلحة للقتال ضد روسيا لـ«سنوات مقبلة». وقال في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إنه لا يستطيع التعليق على أنظمة الأسلحة التي تقدمها دول الناتو منفردة، مضيفاً أن «الحلفاء يدركون الضرورة الملحة لتقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا». وقال «من الأفضل عدم الإفراط في تحديد الأسلحة التي سيتم توفيرها، لكنه دعم كبير». وأضاف، أن أثر الأسلحة التي وصلت إلى أوكرانيا واضح للعيان. وقال «نرى أيضاً أثر هذه الأنظمة والأسلحة في ساحات المعارك كل يوم. نرى الدروع الروسية التي لحق بها الدمار، ونرى أيضاً أن أوكرانيا تمتلك القدرة على إسقاط صواريخ وطائرات روسية». وتابع «الحلفاء مستعدون لتوفير المزيد من الأسلحة الحديثة والقوية».
تدريب الأوكرانيين على استخدام «كاميكاز»
في هذا الوقت، كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، في بيان على موقع الوزارة الإلكتروني، عن أن عدداً من الجنود الأوكرانيين يتدربون في الولايات المتحدة، في الوقت الذي يرسل فيه الجيش الأميركي مزيداً من الأسلحة الدفاعية التكتيكية لأوكرانيا. وأوضح كيربي، أن هؤلاء الجنود يتدربون على استخدام الطائرات المسيرة عن بعد «سويتشبليد». وأشار إلى أن عدد هؤلاء الجنود «صغير»، وهم كانوا موجودين في الولايات المتحدة منذ الخريف الماضي، حيث يجرون تدريبات عسكرية. وقال «سننظر في فرص أخرى مناسبة إذا لزم الأمر لتوفير مزيد من التدريب على سويتشبليد». وأكد كيربي، أن الجنود الأوكرانيين سيعودون إلى بلادهم قريباً، حيث سيقومون بتدريب جنود آخرين على المعدات التكتيكية. وأكد كيربي، أن الولايات المتحدة «تجري مباحثات مع الأوكرانيين حول المستقبل... واستخدامات تلك الطائرات». وبحسب مسؤول دفاعي أميركي، «فقد تم تدريب أقل من 10 أفراد من الجيش الأوكراني». وأوضح، أن الولايات المتحدة وافقت على إرسال 100 طائرة «سويتشبليد» «كاميكاز»، مشيراً إلى أن هذه الطائرات إما أنها وصلت إلى أوكرانيا أو ستصل قريباً. وأكد كيربي، أن الجنود الأوكرانيين لم يستخدموا بعد تلك الطائرات؛ ولهذا السبب هناك حاجة إلى تدريبهم وتعريفهم بالنظام. وقال كيربي، إن طائرات «سويتشبليد» ليست نظاماً معقداً للغاية، ولا يتطلب كثيراً من التدريب؛ إذ يمكن تدريب الفرد بشكل مناسب على كيفية استخدامه خلال يومين». وفي حين لفت كيربي إلى أن إجمالي المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي بلغ نحو 1.7 مليار دولار، أكد في بيانه على موقع الوزارة، أنه تمت الموافقة على مساعدات أمنية إضافية لأوكرانيا، بقيمة 100 مليون دولار، سيُستخدم جزء منها لتوفير أنظمة دفاعية مضادة للدروع من نوع «جافلين». وقال، إن قاذفات الصواريخ هذه مصممة لاختراق دروع الدبابات، لكن ذلك لا يعني أنه لا يمكن استخدامها ضد مركبات أخرى وحتى أهداف ثابتة إذا لزم الأمر.
كييف تتلقى مزيداً من المساعدات العسكرية الأميركية والغربية
كييف تتلقى مزيداً من المساعدات العسكرية الأميركية والغربية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة