أبلغ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، خلال اجتماعها به أول من أمس بالجزائر، حرص بلاده على تنظيم انتخابات نظيفة «كخطوة مهمة» لحل الأزمة السياسية في البلاد، مشدداً على «ضرورة خروج كل الميليشيات الأجنبية من ليبيا»، وإبعاد التدخلات الأجنبية عن مساعي الليبيين في ترتيب وتدبير شؤونهم.
ونقلت مصادر مطلعة على محادثات تبون مع المنقوش إرادة الجزائر في إجراء الانتخابات العامة في ليبيا قبل نهاية العام، بعد أن كانت مقررة نهاية العام الماضي وتم تأجيلها. كما أكد تبون على «أهمية إنهاء الخلافات السياسية بين الأطراف المتصارعة، خدمة للاستقرار في ليبيا وفي كامل المنطقة». كما شملت المباحثات، حسب المصادر ذاتها، أمن الحدود وخطر تداول السلاح بها، وملف الهجرة غير النظامية، ونظرة ليبيا والجزائر للحرب في أوكرانيا. وحضر اللقاء وزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة، ومدير الديوان بالرئاسة عبد العزيز خلاف.
من جهتها، قالت المنقوش في تصريحات مقتضبة، إن زيارتها للجزائر التي دامت يوماً واحداً «جاءت لدعم حكومة الوحدة الوطنية، وصولاً لانتخابات نزيهة وشرعية». مبرزة، أن الرئيس الجزائري «أكد على دعمه هذه الجهود. وقد تشاورنا في العديد من الأمور الجانبية وحول الاستقرار في ليبيا، الذي يعد من استقرار المنطقة العربية والمغرب العربي. كما تطرقنا إلى كيفية معالجة الأزمة السياسية بالصبر والعمل مع أشقائنا الجزائريين».
وأفادت وزارة الخارجية الليبية على حسابها بـ«فيسبوك»، بأن تبون أعرب للمنقوش عن «دعم الجزائر اللامشروط لحكومة الوحدة الوطنية لسعيها الدؤوب لإقامة انتخابات برلمانية، ورئاسية في أقرب وقت ممكن».
بدورها، ذكرت الخارجية الجزائرية في بيان، أن لعمامرة بحث مع المنقوش «تعزيز علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين والشعبين في شتى المجالات، إلى جانب مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الأوضاع السائدة في العالم العربي. كما شكّل اللقاء فرصة لاستعراض آخر المستجدات على الساحة الليبية، حيث جدد لعمامرة دعم الجزائر الثابت للأشقاء الليبيين في مساعيهم، الرامية للتحضير لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة، في جو من المصالحة الوطنية لتمكين الشعب الليبي الشقيق من اختيار ممثليه بكل حرية.
وكان لعمامرة قد طرح بمناسبة «منتدى الدوحة»، الذي عقد في مارس (آذار) الماضي، ورقة تشرح رؤية الجزائر لإنهاء الصراع في ليبيا، والتي ترى، حسبه، «ضرورة تفادي تعدد المسارات والمبادرات، التي من شأنها إضعاف الدور المحوري للأمم المتحدة». وأكد معارضتها لـ«مسارات السياحة السياسية، التي يحاول مروجوها من خلالها البحث عن دور إقليمي وهمي على حساب المصالح الرئيسية للشعب الليبي الشقيق».
وتحث الجزائر عبر تصريحات مسؤوليها، على مضاعفة الجهود للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، وتثبيته عبر تفعيل جميع أركانه، بما في ذلك نشر المراقبين الدوليين والمحليين، وانسحاب القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة، واحترام توصيات مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا، وحظر توريد الأسلحة إلى البلد المغاربي الكبير الغارق في أزمته منذ 10 قرابة 11 سنة.
لقاء جزائري ـ ليبي يبحث أمن الحدود
لقاء جزائري ـ ليبي يبحث أمن الحدود
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة