ما هي القيادة العسكرية الأميركية الوسطى «سينتكوم»؟

ما هي القيادة العسكرية الأميركية الوسطى «سينتكوم»؟
TT

ما هي القيادة العسكرية الأميركية الوسطى «سينتكوم»؟

ما هي القيادة العسكرية الأميركية الوسطى «سينتكوم»؟

«القيادة العسكرية الأميركية الوسطى» (سينتكوم) هي واحدة من 11 قيادة مقاتلة تتبع وزارة الدفاع (البنتاغون). وبعد تصنيف واشنطن للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ردت إيران بتصنيف القيادة الوسطى تنظيماً إرهابياً. اعتباراً من عام 1997، كان مقر القيادة في قاعدة ماكديل الجوية، بمدينة تامبا في ولاية فلوريدا، حيث يعمل فيها نحو ألف جندي وبحارة وطيارون ومشاة البحرية وموظفون مدنيون. وهي المقر الإداري للشؤون العسكرية الأميركية في 21 دولة في الشرق الأوسط وجنوب غربي آسيا وشمال شرقي أفريقيا والخليج العربي.
أسس الرئيس الراحل رونالد ريغان القيادة الوسطى في يناير (كانون الثاني) 1983 لتخلف «قوة المهام المشتركة للانتشار السريع»، من أجل التحكم بالتطورات الناتجة من الثورة الإيرانية والتمدد السوفياتي إلى أفغانستان، ثم الحرب العراقية - الإيرانية والهجوم العراقي على الكويت، وتمدد التنظيمات الإسلامية المسلحة إلى القرن الأفريقي. وتشمل منطقة مسؤوليتها العملياتية كلاً من: أفغانستان، والبحرين، وجيبوتي، ومصر، وإريتريا، وإثيوبيا، والأردن، وإيران، والعراق، وكينيا، والكويت، وعمان، وباكستان، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وسيشيل، والصومال، والسودان، والإمارات العربية المتحدة، واليمن.
انضمت إسرائيل إليها بداية عام 2021، في الأيام الأخيرة من عهد الرئيس السابق دونالد ترمب. وراهناً، تمتد منطقة مسؤوليتها على نحو 6.5 مليون كيلومتر مربع، ويسكنها أكثر من 560 مليون شخص من 25 مجموعة عرقية، يتكلمون 20 لغة بمئات اللهجات ويعترفون بأديان متعددة عابرة للحدود الوطنية. وهو ما يخلق فرصاً للتوتر والتنافس، بحسب «البنتاغون».
فضلاً عن ذلك تتكون منطقتها جغرافياً من تقاطع ثلاث قارات وممرات بحرية تجارية حيوية عالمية وممرات طيران وخطوط أنابيب وطرق برية. وتحتوي هذه المنطقة على أكثر من 70 في المائة من احتياطيات النفط في العالم؛ ما يجعلها حيوية لاقتصادات الولايات المتحدة وحلفائها. كذلك تشمل طرق التجارة البحرية الرئيسية التي تربط الشرق الأوسط وأوروبا وجنوب وشرق آسيا ونصف الكرة الغربي، ونقاط الاختناق البحرية مثل مضيق هرمز وقناة السويس. وخلال عمليتي «درع الصحراء» و«عاصفة الصحراء» في 1990 - 1991، نسقت القيادة أنشطة 541 ألف جندي أميركي و258 ألف جندي من «قوات التحالف» لطرد القوات العراقية من الكويت.
ومن جهة ثانية، تعدّ المنطقة الوسطى من بين أقل الأماكن أماناً واستقراراً في العالم. فالعلاقات العدائية بين الدول المجاورة، والصراعات العرقية والطائفية على نطاق واسع، والنفوذ الخبيث والأنشطة المزعزعة للاستقرار، والتهديدات الإلكترونية، وترسانات الأسلحة التقليدية المتطورة وأسلحة الدمار الشامل، كلها عوامل تتضافر لتهدد المصالح القومية الحيوية للولايات المتحدة، فضلاً عن مصالح شركائها وحلفائها، بحسب «البنتاغون».
هذا أوكل لهذه القيادة العمل في ثلاث مناطق: الشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، وجنوب آسيا (القارة الهندية وأطرافها) ومقر قيادتها الإقليمية هي قاعدة العديّد في قطر (بجانب القيادة الوسطى للبحرية الأميركية والأسطول السادس في البحرين). وعام 2013 أنشئت قواعد مؤقتة تابعة للقيادة المركزية (منها واحدة في الأردن) يعتقد أن سببها هو تطورات الوضع في سوريا. وشملت هذه القواعد الكويت، والبحرين، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، وباكستان، وآسيا الوسطى، وغيرها. ومن بين 15 جنرالاً تناوبوا على قيادة عمل القيادة الوسطى، تولى اثنان منهم منصب وزير الدفاع الأميركي، هما الجنرال جيمس ماتيس والوزير الحالي لويد أوستن. ومن بين أشهر قادتها السابقين أيضاً الجنرال نورمان شوارتزكوف الذي قاد عملية «عاصفة الصحراء»، والجنرال جون أبي زيد الذي قاد «حرب العراق» (سفير واشنطن الحالي في الرياض)، والجنرال مارتن دمبسي والجنرال ديفيد بترايوس والجنرال جوزف فوتيل.



تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»