رشاد العليمي...رجل الظل... ومهندس التوافقات اليمنية

الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الجديد (تصوير: صالح الغنام)
الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الجديد (تصوير: صالح الغنام)
TT

رشاد العليمي...رجل الظل... ومهندس التوافقات اليمنية

الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الجديد (تصوير: صالح الغنام)
الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الجديد (تصوير: صالح الغنام)

يوصف السياسي اليمني الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي الجديد، برجل التوافقات وبأنه واحد من رجالات اليمن الأقوياء والمعتدلين الذين دائماً ما يفضلون العمل بصمت بعيداً عن الأضواء.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أصدر قراراً بتشكيل مجلس القيادي الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي وعضوية سبع شخصيات تمثل الطيف اليمني بشكل عام. ويملك المجلس الجديد حق التفاوض مع جماعة الحوثي، لوقف دائم لإطلاق النار في أنحاء البلاد، وفق مرحلة انتقالية تنتهي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
يعد الدكتور رشاد العليمي قريباً من الجميع وليس لديه عداوه مع مختلف الأطراف والأحزاب اليمنية، الأمر الذي جعله شوكة الميزان في أي خلافات تحصل ويسعى فوراً إلى حلها.
يعتقد الدكتور نجيب غلاب وكيل وزارة الإعلام اليمنية أن اختيار العليمي لرئاسة مجلس القيادة الرئاسية لم يأت من فراغ، فالرجل الذي يملك دكتوراه في علم الاجتماع من جامعة عين شمس ويملك دراية كبيرة بالتركيبة الاجتماعية اليمنية من المهرة إلى صعدة.
ويضيف غلاب في حديث «الشرق الأوسط» بقوله «لقد درس جميع القبائل اليمنية ولديه كتاب في هذا الشأن، تم اختياره بحكم قدراته، وربما هو الشخصية الأكاديمية الأولى التي تحكم اليمن».
ولد الدكتور رشاد محمد العليمي عام 1954 بعزلة الأعلوم مديرية المواسط محافظة تعز، وتلقى تعليمه الأول في قريته على يد والده القاضي محمد بن علي العليمي، واصل بعدها تعليمه الثانوي إلى أن تخرج في مدرسة جمال عبد الناصر في صنعاء عام 1969.
يعد الدكتور رشاد العليمي أحد رجالات الظل الذي يعملون خلف الكواليس ولا يحب الظهور الإعلامي، حيث عمل خلال الفترة الأخيرة على مسارات السلام للأمم المتحدة والمنظمات الأوروبية.
وأضاف غلاب «العليمي من أبرز القيادات التي تعمل في الظل وأحيانا بشكل معلن، ركز خلال عمله مع الأمم المتحدة والأوربيين على صناعة السلام في الفترة القادمة، علاقاته بالسفراء جيدة».
وتابع «كان قريباً من الرئيس الراحل علي عبد الله صالح باعتباره تكنوقراط ولديه عبقرية في حل المشاكل وبناء التوافقات، مرن وبراغماتي في قضايا كثيرة، والدكتور عبد الكريم الإرياني من أكثر الناس قرباً منه».
تدرج الدكتور العليمي في المناصب الأمنية، وصولاً إلى قيادة وزارة الداخلية التي شكل أثناء عمله فيها علامة فارقة من حيث تطوير الأداء الأمني، بحسب مصادر يمنية.
كما عين الدكتور رشاد وزيراً للإدارة المحلية، وكان من أبرز السياسيين الفاعلين في المؤتمر الشعبي العام الذي كان يقوده الرئيس صالح.
«لا يوجد شخصية سياسية يقدرها صالح رغم اختلافهم في كثير من الملفات مثل رشاد العليمي، كان النموذج السياسي التوافقي لديه خبرة كبيرة في إدارة الملفات السياسية وإدارة الدولة». وفقاً لنجيب غلاب.
كما يعتبر العليمي مهندس إنشاء التحالف الوطني للقوى السياسية اليمنية الذي أعلن في أبريل (نيسان) 2019، وعين حينها رئيساً لهذا التحالف الذي يعد الحامل الوطني والشعبي للشرعية.
ويمتلك العليمي فهماً عميقاً لمصالح اليمن الوطنية بحسب مسؤول يمني فضل عدم ذكر اسمه، وقال «كان يواجه كل الدعايات والهجمات ضد السعودية والإمارات ويحاول التوضيح أنهم حلفاء، كان قريباً من التحالف في كل أطروحاته».
وأضاف «الرجل يتسم بالهدوء، مستمع جيد، ومتحدث لبق، دراسته الأكاديمية للمجتمع اليمني وطبيعة الشخصية اليمنية وإلمامه بالتاريخ اليمني عززت صِلاته الاجتماعية الواسعة».
وكان العليمي أصيب في حادث انفجار مسجد النهدين بدار الرئاسة أثناء صلاة الجمعة والذي استهدف الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح وقيادات في الدولة في 3 يونيو (حزيران) 2011 ونقل على إثرها للعلاج في السعودية.



اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي في اليمن يدخل مسار التنفيذ

بوابة مقر البنك المركزي في صنعاء الخاضع للحوثيين (رويترز)
بوابة مقر البنك المركزي في صنعاء الخاضع للحوثيين (رويترز)
TT

اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي في اليمن يدخل مسار التنفيذ

بوابة مقر البنك المركزي في صنعاء الخاضع للحوثيين (رويترز)
بوابة مقر البنك المركزي في صنعاء الخاضع للحوثيين (رويترز)

دخل اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي بين الحكومة اليمنية والحوثيين حيّز التنفيذ مع عودة «السويفت» الدولي إلى البنوك الستة المعاقبة في صنعاء من البنك المركزي في عدن، واستئناف الرحلات من مطار صنعاء إلى مطار عمّان بواقع 3 رحلات يومياً.

المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غرونبرغ، أعلن، الثلاثاء الماضي، توصل الحكومة اليمنية والحوثيين إلى اتفاق لخفض التصعيد الاقتصادي من شأنه أن يمهد لمحادثات شاملة في الملف الاقتصادي والإنساني.

طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية في طريقها من صنعاء إلى عمان (أرشيفية - أ.ب)

وأعلنت شركة الخطوط الجوية اليمنية تشغيل ثلاث رحلات يومياً لخط صنعاء - عمّان صنعاء ابتداء من الخميس، بعدما كانت تقتصر قبل التصعيد على رحلة واحدة فقط، على أمل أن يتم تسيير رحلات إلى مصر والهند بعد استيفاء الإجراءات اللوجستية مع البلدين.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الخطوط الجوية اليمنية، حاتم الشَّعبي، أن تشغيل الرحلات يأتي حسب الاتفاق بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، الذي أعلنه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص لليمن، هانس غروندبرغ.

وأكد الشعبي أن شركة الخطوط الجوية اليمنية تحرص على تقديم خدمتها لكل اليمنيين، وأن تشغيل رحلات صنعاء- عمّان صنعاء جاء بعد الحصول على التصاريح المطلوبة.

وأضاف المتحدث أن الشركة تتابع الحصول على التصاريح لتشغيل رحلات من صنعاء إلى القاهرة، ومومباي، عندما تحصل على جميع التصاريح اللازمة لذلك. مشيرًا إلى فتح منافذ البيع بجميع مكاتب الشركة ووكلائها المعتمدين على جميع درجات الإركاب من جميع مناطق اليمن دون استثناء.

المقر الرئيسي للبنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن (إعلام حكومي)

في السياق نفسه أعلن الإعلام الحوثي أن جمعية الاتصالات العالمية بين البنوك «سويفت» أخطرت البنوك اليمنية الخاضعة في مناطق سيطرة الجماعة بإعادة تفعيل الخدمة، مقابل إلغاء الجماعة بعض الإجراءات التي اتخذتها عبر فرع البنك المركزي الخاضع لها في صنعاء «كخطوة للتعبير عن حسن النوايا»، من دون توضيح تلك الإجراءات وماهيتها.

تواصل الترحيب

تواصلاً للترحيب الخليجي والمصري بالاتفاق اليمني لخفض التصعيد الاقتصادي بين الحكومة الشرعية والحوثيين، رحبت دولة الإمارات، ببيان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ.

ورأت الخارجية الإماراتية في بيان، الخميس، أن الاتفاق خطوة إيجابية في طريق الحل السياسي في اليمن بما يحقق تطلعات شعبه في الأمن والنماء والاستقرار، مثمنة الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص للوصول إلى حل شامل ومستدام للأزمة اليمنية بما يعزز السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة.

وجدد البيان، التأكيد على أن دولة الإمارات تدعم كل الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لإحلال الاستقرار في اليمن، ووقوفها إلى جانب الشعب اليمني، ودعم طموحاته المشروعة في التنمية والازدهار.

وينص اتفاق خفض التصعيد اليمني على أربع نقاط؛ الأولى هي إلغاء القرارات والإجراءات الأخيرة ضد البنوك من الجانبين، والتوقف مستقبلاً عن أي قرارات أو إجراءات مماثلة.

الحوثيون احتجزوا 4 طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء أثناء التصعيد ضد الشرعية (إعلام حكومي)

أما النقطة الثانية فتنص على استئناف طيران «الخطوط الجوية اليمنية» الرحلات بين صنعاء والأردن، وزيادة عدد رحلاتها من رحلة واحدة إلى ثلاث يومياً، وتسيير رحلات إلى القاهرة والهند يومياً، أو حسب الحاجة.

وفي النقطة الثالثة اتفق الطرفان على عقد اجتماعات لمعالجة التحديات الإدارية والفنية والمالية التي تواجهها شركة «الخطوط الجوية اليمنية».

أما البند الرابع فتضمّن الاتفاق على البدء في عقد اجتماعات لمناقشة القضايا الاقتصادية والإنسانية كافّة بناء على خريطة الطريق.

وكان البنك المركزي اليمني في عدن سحب تراخيص 6 مصارف في مناطق سيطرة الحوثيين، بعد عجزها عن نقل عملياتها إلى عدن، وردَّت الجماعة الحوثية بتدابير مماثلة ضد البنوك في مناطق سيطرة الحكومة، واحتجزت 4 من طائرات «الخطوط الجوية اليمنية» في مطار صنعاء، نتيجة الخلاف على إيرادات الشركة.