66.4 ألف ميغاواط حجم الكهرباء المطلوبة في السعودية حتى عام 2023

حملة «شوري عليك» تنطلق الأسبوع المقبل لتوفير هدر الطاقة

66.4 ألف ميغاواط حجم الكهرباء المطلوبة  في السعودية حتى عام 2023
TT

66.4 ألف ميغاواط حجم الكهرباء المطلوبة في السعودية حتى عام 2023

66.4 ألف ميغاواط حجم الكهرباء المطلوبة  في السعودية حتى عام 2023

تنفذ الشركة السعودية للكهرباء خطة للأعوام العشرة المقبلة، تشتمل على عدد من المشاريع الكهربائية، تتجاوز تكلفتها 500 مليار ريال (133.3 مليار دولار)، نفذت منها حتى الآن مشاريع بلغت تكاليفها 150 مليار ريال (40 مليار دولار)، وتستهدف إضافة 20 ألف ميغاواط حتى عام 2018. وفي غضون ذلك، قدّرت دراسة صدرت من معهد بحوث الطاقة بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية مؤخرا، قدرات توليد الكهرباء المطلوبة بحلول عام 2023 في السعودية بنحو 66400 ميغاواط، لمقابلة الطلب على الطاقة. وقدّرت الدراسة الحمل الأقصى بنحو 59200 ميغاواط، إضافة إلى الحاجة إلى إنشاء شبكات نقل وتوزيع خلال الفترة الزمنية نفسها، بمبلغ يصل إلى نحو 340 مليار ريال (90.6 مليار دولار).
ويطلق الأسبوع المقبل المركز السعودي لكفاءة الطاقة حملة «شوري عليك» التي تعمل على توعية المستهلك بأهمية استخدام الأجهزة الكهربائية، وخصوصا الثلاجات والمجمدات والغسالات، الاستخدام الأمثل للعمل على توفير الطاقة، في ظل ما تشهده السعودية خلال السنوات الأخيرة من زيادة في طلب استخدام الطاقة الكهربائية.
وفي هذا الإطار أوضح لـ«الشرق الأوسط» المحلل الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة أن هناك هدرا كبيرا في الطاقة الكهربائية على كل المستويات الفردية والقطاعية، مبينا أن الحكومة السعودية تبذل جهدا مقدرا لتقليل هذا الهدر. ولفت باعجاجة إلى الدور الذي يلعبه مركز كفاءة الطاقة في ما يتعلق بضبط استهلاك الطاقة لدى المستهلك أو لدى مصدري الأجهزة التي تستخدم فيها الطاقة الكهربائية، مشددة على ضرورة تفعيل موجهات كفاءة الطاقة، بهدف ترشيد الاستهلاك. ونوه بأن تكلفة إنتاج الكهرباء في السعودية مرتفعة مقارنة بما عليه الحال في بلاد العالم الأخرى، مبينا أن ذلك انعكس على ارتفاع فاتورة استهلاك الكهرباء بشكل عام، مبينا هناك عدة إجراءات تحاول الجهات المعنية إلزام الأطراف المستفيدة من خدمة الكهرباء بها.
ومن هذه الخطوات، وفق باعجاجة، توجه الشركة السعودية للكهرباء نحو ضرورة تطبيق أنظمة العزل الحراري في المباني، بهدف تخفيض حجم الاستهلاك سنويا بنحو 12 مليار ريال (3.2 مليار دولار)، مشيرا إلى أن الشركة ألزمت كل الجهات ذات العلاقة والأفراد على تطبيق العزل كشرط لتوصيل التيار الكهربائي، مشددا على أهمية البحث عن بدائل أخرى أقل تكلفة كالطاقة الشمسية.
وفي موضوع ذي صلة، أكد الباحث الاقتصادي الدكتور عبد الحليم محيسن أن هناك حاجة ماسة لتوسيع عمل الجهات المعنية بترشيد المستهلك والمصدرين للأجهزة الكهربائية وتعزيز وعيهم ومداركهم بأهمية الالتزام بتشريعات كفاءة الطاقة، وجعلها نمطا مستمرا. وأوضح محيسن أنه لم يعد مفهوم كفاءة الطاقة مسألة خاصة بجهة دون الأخرى، مبينا أنه مسؤولية مشتركة لأكثر من جهة، بما فيها الجهات المسؤولة الرسمية ومستوردو ووكلاء المنتجات الصناعية الكهربائية، والمستهلكون من المواطنين والمقيمين.
ولفت محيسن إلى أن أمر ومفهوم كفاءة الطاقة والترشيد ليس مجرد مصطلح برّاق، مبينا أنه بات ضرورة ملحة لضمان استمرار الطاقة بأسعار منخفضة، وللمحافظة على المصادر الأولية سواء النفط أو الغاز أو حتى الطاقة البديلة، مشيرا إلى أن المركز السعودي لكفاءة الطاقة يبذل جهدا مقدرا في سبيل تحقيق تلك الأهداف الملحّة على حد تعبيره.
وتوقع أن يساهم مركز كفاءة الطاقة، بشكل فعال، لتعزيز ثقافة الاستهلاك وبالتالي خفض الهدر الهائل في مصادر الطاقة الأولية غير المتجددة، مع المحافظة عليها بتخفيض نسب الاستهلاك المرتفعة للطاقة، ومن ثم المحافظة على رفاهية المواطن، والتطور والنمو الذي انتظم كل قطاعات التنمية والاقتصاد في السعودية. في هذا الإطار، أكد الباحث الاقتصادي، الدكتور صادق حماد، أن مركز كفاءة الطاقة أمام تحديات تتطلب تضافر الجهود من الجهات المعنية الأخرى، داعيا المركز إلى ضرورة توسيع وتحديث خططه بوضع برامج وآليات في آلية الحد من سوء استهلاك الطاقة، من خلال تعديل مواصفات الأجهزة الكهربائية المنزلية، ومواد العزل في المباني، وكمية استهلاك وأجهزة الإضاءة.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.