عائلة مبارك ترى أن «معركة» تجميد أموالها «انتهت»

مبارك ونجلاه خلال مثولهم أمام محكمة مصرية في سبتمبر (أيلول) 2013 (أ.ب)
مبارك ونجلاه خلال مثولهم أمام محكمة مصرية في سبتمبر (أيلول) 2013 (أ.ب)
TT

عائلة مبارك ترى أن «معركة» تجميد أموالها «انتهت»

مبارك ونجلاه خلال مثولهم أمام محكمة مصرية في سبتمبر (أيلول) 2013 (أ.ب)
مبارك ونجلاه خلال مثولهم أمام محكمة مصرية في سبتمبر (أيلول) 2013 (أ.ب)

أظهرت عائلة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، أمس، ترحيباً كبيراً بإلغاء «المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي» قرارات تجميد أموالهم والتي كان مجلس الاتحاد سابقاً قد اتخذها قبل أكثر من عقد في أجواء أحداث «ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أطاحت بحكمه».
وبينما رأى علاء مبارك (النجل الأكبر للرئيس المصري الراحل» أن «القرار (إلغاء تجميد الأموال) أنهى معركة قانونية استمرت عقداً من الزمان»، عبّر شقيقه الأصغر جمال عن «سعادته»، وقال إن أسرته «تلقت تعويضاً من مجلس الاتحاد الأوروبي كاسترداد للمصروفات القانونية».
وقررت المحكمة الأوروبية، أول من أمس، إلغاء قرار مجلس الاتحاد الأوروبي الصادر في 2011، والذي ظل يُجدَّد حتى العام الماضي «بشأن التدابير التقييدية الموجهة ضد بعض الأشخاص والكيانات والهيئات في ضوء الوضع في مصر».
كما قضت بأن «يتحمل مجلس الاتحاد الأوروبي تكاليف التقاضي التي تكبّدتها أسرة مبارك»، ولم تكشف المحكمة على موقعها حجم الأموال التي سيتم رفع التجميد عنها والتي ستكون متاحة بعد انقضاء فترة طعن المجلس في قرار المحكمة والتي تبلغ 70 يوماً.
وكان مبارك ونجلاه قد خضعا لعدد من المحاكمات في أعقاب إطاحته من السلطة، وأُدينوا بحكم نهائي بالاستيلاء على أموال مخصصة لقصور الرئاسة المصرية، وفي عام 2018 رفضت محكمة النقض طلبهم للتصالح في القضية المعاقَبين فيها بحكم نهائي باتٍّ بالسجن المشدد 3 سنوات وتغريمهم متضامنين مبلغ 125 مليوناً و779 ألف جنيه (الدولار 18.25 جنيه تقريباً)، وإلزامهم متضامنين برد 21 مليوناً و197 ألف جنيه. وتوفي مبارك في فبراير (شباط) 2020 عن عمر يناهز 91 عاماً.
وقال علاء مبارك، في تغريدة على «تويتر»، إن «المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي تقدم اعترافاً قضائياً جديداً لا لبس فيه بأن العقوبات التي فرضها مجلس الاتحاد الأوروبي على الرئيس مبارك وأسرته كانت غير قانونية منذ البداية، منهيةً بذلك معركة قانونية استمرت عقداً من الزمان».
وعبر بيان لمكتب محاماة أوروبي يتولى أعمالهم، أوضح جمال مبارك أنه «تأكد الآن بما لا يدع مجالاً للشك أن عقوبات الاتحاد الأوروبي التي فُرضت على أسرتي على مدى السنوات العشر الماضية كانت غير قانونية»، وأضاف: «لقد عانت أسرتي من أضرار بالغة مسّت سمعتها بسبب العقوبات الأوروبية غير القانونية».
وواصل: «لقد تلقينا مبلغاً كبيراً من مجلس الاتحاد الأوروبي كاسترداد لمصروفاتنا القانونية على النحو الذي أمرت به محكمة العدل الأوروبية، ونتوقع تلقي المزيد من الأموال في نفس هذا الصدد من مجلس الاتحاد الأوروبي وفقاً لأمر المحكمة العامة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.