«الأزمات الدولية» تحث الرئيس التونسي على إطلاق «حوار شامل»

الرئيس قيس سعيد في اجتماع سابق مع أعضاء الحكومة بقصر قرطاج (أ.ف.ب)
الرئيس قيس سعيد في اجتماع سابق مع أعضاء الحكومة بقصر قرطاج (أ.ف.ب)
TT

«الأزمات الدولية» تحث الرئيس التونسي على إطلاق «حوار شامل»

الرئيس قيس سعيد في اجتماع سابق مع أعضاء الحكومة بقصر قرطاج (أ.ف.ب)
الرئيس قيس سعيد في اجتماع سابق مع أعضاء الحكومة بقصر قرطاج (أ.ف.ب)

دعت «مجموعة الأزمات الدولية» الرئيس التونسي، قيس سعيد، أمس، إلى إطلاق حوار سياسي وطني «شامل وتشاركي» لتقليص حدة الاستقطاب، ومنع انزلاق البلاد إلى أزمة اجتماعية اقتصادية خطيرة، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية نشر أمس.
وحثت المنظمة، التي تتخذ من بروكسل مقراً لها، في تقرير نشر على موقعها بشبكة الإنترنت، الرئيس سعيد على أن يطلق «حواراً واسعاً يشمل التنظيمات السياسية والنقابية والجمعيات، قبل الاستفتاء المزمع تنفيذه في 25 يوليو (تموز) المقبل». وأوضحت المنظمة، التي تختص بتسوية النزاعات وتقديم المشورة للمنظمات الدولية، أن هذا الحوار «سيمنح صوتاً أكبر لشرائح أوسع في المجتمع لوضع برنامج للإصلاحات الاقتصادية الواقعية، والمصادقة عليه».
كما طالبت المنظمة أيضاً الرئيس بمراجعة المرسوم «117» الذي فرضت بموجبه التدابير الاستثنائية في البلاد منذ 25 يوليو الماضي، ومن ثم جمع السلطات التنفيذية والتشريعية عبر المراسيم مما أتاح له حل بعض الهيئات الدستورية.
وعرض الرئيس خريطة طريق سياسية لا تحظى بإجماع الأحزاب وحتى المنظمات، وسط مطالب بتبني سياسة أكثر تشاركية، وهو ما تفاداه سعيد الذي أطلق استشارة وطنية على منصة إلكترونية، قال إنها ستكون منطلقاً لحوار لن يشمل تلك الأحزاب التي شاركت في الحكم خلال العقد الأخير.
وتضاف هذه الأزمة السياسية إلى أزمة اقتصادية ومالية حادة، في وقت بدأت فيه الحكومة مفاوضات مع صندوق النقد الدولي من أجل اتفاق قرض، مقابل حزمة من الإصلاحات العميقة، تشمل الدعم وكتلة الأجور وأعداد الموظفين في القطاع العام، والمؤسسات العمومية.
كما حثت المنظمة الرئيس سعيد على منح رئيسة الوزراء نجلاء بودن مساحة كافية لتعيين الوزراء، ووضع استراتيجية اقتصادية، مضيفة أن هذا سيساعد في دفع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وقالت إنه من دون التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي في عام 2022، فإن البلاد تخاطر بعدم التمكن من تسديد ديونها الخارجية.
في سياق ذلك، حذرت المنظمة من ازدياد الضغوط الخارجية، خصوصاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، من خلال التهديد بقطع المساعدات الثنائية، الأمر الذي يمكن أن يلحق مزيداً من الضرر بالاقتصاد. وكانت تونس قد وقعت أول من أمس اتفاق تمويل مع البنك الدولي، بقيمة 400 مليون دولار أميركي، ستخصص لبرنامج الحماية الاجتماعية لآلاف التونسيين من بين الفئات الفقيرة ومحدودة الدخل.
ويقوم البرنامج، الموجه لأكثر من 963 ألف عائلة تونسية، على تعزيز مجابهة تداعيات وباء «كوفيد19» على الأسر الفقيرة، والأطفال أقل من 5 سنوات. وينص الاتفاق على أن مدة سداد القرض الميسر 17 عاماً، مع فترة سماح 5 سنوات وبنسبة فائدة أقل من واحد في المائة.
وأوضح الوزير التونسي للشؤون الاجتماعية، مالك الزاهي، أن المشروع يتكون من 3 محاور، تشمل التحويلات المالية للتخفيف من تداعيات الوباء، وتحويلات لدعم الأطفال دون 5 سنوات من أبناء العائلات الفقيرة.
أما المحور الثالث فيتعلق بدعم الإصلاحات لنظام الحماية الاجتماعية في مجالات الرقمنة والحوكمة، وعمليات الدمج بالسجل الاجتماعي. وسيتيح التمويل، وفق الوزير، توجيه منح مالية إلى 310 آلاف عائلة تونسية العام الحالي، بعد أن كان العدد في حدود 268 ألفاً في 2021. ويعد هذا القرض مكملاً لقرض السنة الماضية 2021 المقدر بـ300 مليون دولار.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.