ثلاثية المتألق بنزيمة تضع الريال على أعتاب نصف النهائي وتكشف خلل دفاع تشيلسي

أرنو دانجوما (يمين) يسجل هدف فوز فياريال في مرمى نوير حارس البايرن (أ.ف.ب)
أرنو دانجوما (يمين) يسجل هدف فوز فياريال في مرمى نوير حارس البايرن (أ.ف.ب)
TT

ثلاثية المتألق بنزيمة تضع الريال على أعتاب نصف النهائي وتكشف خلل دفاع تشيلسي

أرنو دانجوما (يمين) يسجل هدف فوز فياريال في مرمى نوير حارس البايرن (أ.ف.ب)
أرنو دانجوما (يمين) يسجل هدف فوز فياريال في مرمى نوير حارس البايرن (أ.ف.ب)

بفضل ثلاثية المهاجم الفرنسي المتألق كريم بنزيمة وضع ريال مدريد الإسباني أكثر من نصف الطريق نحو تجريد مضيفه تشيلسي الإنجليزي بالفوز عليه 3 - 1 في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، فيما تعرض بايرن ميونيخ الألماني لهزيمته الأولى قارياً هذا الموسم بخروجه خاسراً في ملعب فياريال الإسباني صفر - 1.
في لندن وعلى ملعب «ستامفورد بريدج»، فرض بنزيمة نفسه نجم اللقاء دون منازع بتسجيله الأهداف الثلاثة للنادي الملكي الإسباني في الدقائق (21 و24 و46)، فيما سجل هدف تشيلسي الوحيد الألماني كاي هافيرتز بالدقيقة (40) الذي كان بطل التتويج باللقب الموسم الماضي بتسجيله هدف النهائي في مرمى مانشستر سيتي.
وكانت المواجهة قد أخذت طابعاً ثأرياً بين الفريقين، إذ خرج ريال مدريد على يد فريق المدرب الألماني توماس توخيل من نصف نهائي الموسم الماضي بخسارته إياباً في لندن صفر - 2 بعد التعادل ذهاباً 1 - 1.
وبفوزه في لندن، سيخوض متصدر الدوري الإسباني لقاء الإياب الثلاثاء المقبل بأريحية بفضل هدافه المتألق بنزيمة الذي رفع رصيده إلى 37 هدفاً في 36 مباراة هذا الموسم في المسابقات كافة، بينها 11 في 8 مباريات في المسابقة القارية الأم. وبات بنزيمة الذي سجل ثلاثيته الثانية توالياً بعدما كان بطل إقصاء مواطنه باريس سان جيرمان من ثمن النهائي (3 - 1 إياباً بعد الخسارة صفر - 1 ذهاباً)، أول فرنسي يصل إلى 10 أهداف أو أكثر منذ انطلاق دوري الأبطال بداية التسعينات والأول في المسابقة بصيغتها السابقة (كأس الأندية الأوروبية البطلة) والحالية منذ جوست فونتين موسم 1958 - 1959. وأول لاعب يسجل ثلاثية أوروبية في مرمى تشيلسي.


بنزيمة المتألق سجل ثلاثية الريال في مرمى تشيلسي (أ.ب)

وعلق بنزيمة عقب اللقاء قائلاً: «إنها ليالٍ ساحرة، مثل تلك التي كانت ضد باريس سان جيرمان في برنابيو. جئنا للفوز، لنظهر أننا ريال مدريد. سارت الأمور بسلاسة بالنسبة لنا من أول دقيقة إلى آخر دقيقة». وعن ثلاثيته أوضح: «كلها أهداف مهمة. ما يسعدني أكثر شيء هو تسجيل الهدف الثالث، لأني فرطت بهدف في الشوط الأول وكنت ما زلت أفكر في هذه الفرصة الضائعة. سنفعل كل ما في وسعنا للفوز بمباراة الإياب التي ستكون مهمة للغاية».
وبعدما جاءت مسحته سلبية من فيروس كورونا، وجود المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي مع ريال ليواجه الفريق الذي أشرف عليه من 2009 حتى 2011 وقاده للقبي الدوري والكأس المحليين عام 2010 في مباراة حملت نكهة خاصة أيضاً لحارس النادي الملكي البلجيكي تيبو كورتوا الذي سبق له أن دافع عن عرين تشيلسي، فيما منعت الإصابة صانع الألعاب البلجيكي إدين هازارد من مواجهة فريقه السابق.
وعلق أنشيلوتي على سر تألق بنزيمة أمام بطل أوروبا قائلاً: «يصبح أفضل كلما تقدم في العمر... بنزيمة يُظهر المزيد والمزيد من القيادة، وهو أكثر أهمية بالنسبة لهذا الفريق، إنه متكامل حقاً، ليس فقط كمهاجم بل كلاعب، يسجل الكثير من الأهداف ويساعد الفريق كثيراً في الاستحواذ، نحن سعداء ومحظوظون بوجوده».
وأضاف المدرب الإيطالي: «أداء الريال كان مذهلاً لكن المواجهة لم تنته بعد، ما زلت أعتقد أن مباراة الإياب ستكون صعبة، لذا يجب أن نحافظ على تركيزنا».
في المقابل اعترف توخيل بأن تشيلسي بات مهدداً بالخروج من دوري الأبطال ما لم يتمكن من استعادة تركيزه خاصة في النواحي الدفاعية. وبعد الخسارة المذلة 4 - 1 أمام برنتفورد في الدوري الإنجليزي في ستامفورد بريدج أيضاً السبت الماضي. وأشار توخيل إلى أنه في حيرة من أمره لتفسير التراجع المفاجئ لفريقه. وقال: «يجب أن نعود إلى مستوانا، لا أعرف ماذا حدث... الشوط الأول أمام ريال مدريد كان تكراراً للشوط الثاني ضد برنتفورد. كنا بعيدين عن مستوانا في كل الجوانب. لا يمكنك توقع نتيجة إيجابية بعد هذا النوع من الأداء. المسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً بما في ذلك أنا... منذ العطلة الدولية لم نعد كما كنا وليس لدي تفسير لذلك».
وأضاف توخيل: «حان الوقت الآن لوضع حد لهذه الفترة التي شهدت اهتزاز شباكنا كثيراً، سنخسر أمام ساوثهامبتون في الدوري (غداً السبت) إذا ما استمر الفريق على اللعب كما فعل في الشوط الأول أمام ريال مدريد. اهتزاز شباكنا بسبعة أهداف في مباراتين أمر مقلق، وهو بعيد كل البعد عن الصلابة الدفاعية التي كنا عليها منذ توليت مسؤولية تدريب الفريق». في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي.
وخص توخيل مهاجمه روميلو لوكاكو، صاحب أغلى صفقة انتقال في تاريخ تشيلسي، الذي شارك بديلاً في الشوط الثاني، بإضاعة فرصة «مهمة للغاية» لتقليص الفارق بضربة رأس عندما كانت النتيجة 3 - 1. لكن المدرب الألماني عاد وأكد على أن المشاكل لا تتعلق بلاعب أو لاعبين.
من جهته، قال مدافع تشيلسي أندرياس كريستنسن: «ما يحدث ليس طبيعياً، أن تهتز شباك فريقنا سبع مرات في مباراتين، أمر غير معتاد، علينا حل هذه المشكلات سريعاً».
وفي المباراة الثانية، وبعدما أقصى يوفنتوس الإيطالي من ثمن النهائي بسحقه إياباً على أرضه 3 - صفر، واصل فياريال مفاجآته وألحق بضيفه بايرن ميونيخ خسارته القارية الأولى هذا الموسم بفوزه عليه 1 - صفر.
وفي مباراة عقيمة من العملاق البافاري ومن أوّل فرصة حقيقية افتتح أصحاب الأرض التسجيل بعد 8 دقائق من صافرة البداية إثر لعبة مشتركة بين مورينو والأرجنتيني جيوفاني لو سيلسو داخل المنطقة مررها خلفية إلى داني باريخو الذي سدد كرة حولها في الطريق الهولندي (النيجيري الأصل) أرنو دانجوما بيسراه أرضية إلى الشباك، مسجلاً هدفه السادس في 9 مباريات في المسابقة الأوروبية هذا الموسم.
وأسقط الفريق الملقب بـ«الغواصات الصفراء» منافسه بايرن، المتوج 6 مرات بين عامي 1974 و2020. للمرة الأولى في 9 مباريات، حيث لم يذق الأخير طعم الخسارة في المسابقة القارية هذا الموسم، إذ أنهى دور المجموعات بالعلامة الكاملة مع 6 انتصارات توالياً، قبل أن يتعادل مع سالزبورغ النمساوي 1 - 1 في ذهاب ثمن النهائي ليعود ويسحقه 7 - 1 إياباً.
كما دخل بايرن المباراة متسلحاً بعدم خسارته في مختلف المسابقات منذ 12 فبراير (شباط) عندما سقط أمام بوخوم 2 - 4 في المرحلة الثانية والعشرين من «بوندسليغا»، ليسجل في مبارياته الأربع الأخيرة 16 هدفاً، إلا أن ذلك لم يشفع له أمام الفريق الإسباني.
وفي المقابل هذا هو الفوز الأول لفياريال في أوّل ربع نهائي يخوضه في دوري الأبطال منذ أبريل (نيسان) 2009. حين خسر أمام آرسنال الإنجليزي 1 - 4 بإجمالي المباراتين.
وأقر مدرب بايرن يوليان ناغلسمان بأن فريقه تعرض لخسارة مستحقة، وأوضح: «لم نكن جيدين بما فيه الكفاية. لم نتمتع بالقوة الكافية في الشوط الأول ولم نخلق الفرص وتخلينا عن السيطرة على الكرة».
أما مهاجم البايرن المخضرم توماس مولر، فقال: «لم نقدم المباراة التي أردناها. هجومياً، لم نكن نملك الطاقة الكافية ولم نخلق الكثير من الفرص. نقبل بهذه الخسارة صفر - 1 لأنه كان بالإمكان أن تكون النتيجة أكبر. رأينا أن فياريال ليس بالفريق الذي تتنزه أمامه، خلافاً لما قاله البعض في وسائل الإعلام». وشدد: «يتوجب علينا أن نتحضر لمباراة الإياب من أجل تحقيق ثأرنا».
في المقابل أعرب أوناي إيمري مدرب فياريال عن سعادته لخروج فريقه فائزاً بالجولة الأولى، لكنه حذر لاعبيه من أن كل الجهود ستذهب هباء لو فشلوا في إنجاز المهمة إياباً الثلاثاء المقبل في ألمانيا.
وقال إيمري: «نحن هنا للمنافسة والوصول إلى الدور قبل النهائي. لن نتطرق إلى مدى كفاءة أسلوبنا وفوزنا وأننا لعبنا بشكل أفضل أمام بايرن ميونيخ. أنا سعيد لكن بحذر. يتبقى لدينا 90 دقيقة وأريد التغلب على البايرن، مع العلم أن الأمر صعب للغاية».
وأضاف: «إذا فشلنا في عبور البايرن سأشعر بالإحباط، بغض النظر عما إذا كنا قد لعبنا مباراة جيدة أم لا».


مقالات ذات صلة

وايت يبتعد لأشهر عن آرسنال بعد جراحة في الركبة

رياضة عالمية بن وايت (يمين) سيغيب أشهراً عن آرسنال بداعي الإصابة (رويترز)

وايت يبتعد لأشهر عن آرسنال بعد جراحة في الركبة

يواجه مدافع آرسنال رابع الدوري الإنجليزي لكرة القدم بن وايت خطر الغياب أشهراً عدّة بعد خضوعه لجراحة في الركبة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبرت ليفاندوفسكي (يمين) يواصل التألق مع برشلونة (إ.ب.أ)

ليفاندوفسكي يزدهر في برشلونة المتجدد

قد يكون روبرت ليفاندوفسكي يبلغ من العمر 36 عاماً، لكن إذا كنت تعتقد أنه يُظهر علامات تباطؤ، فأنت مخطئ تماماً.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية الاسكوتلندي بن دوك تألق في مواجهة كرواتيا (رويترز)

بن دوك... خليفة صلاح في ليفربول؟

مرحباً... هناك مرشح لخلافة عرش محمد صلاح في ليفربول!

The Athletic (ليفربول)
رياضة عالمية يعاني ريال مدريد من إصابات عديدة هذا الموسم (د.ب.أ)

25 إصابة في ريال مدريد... ما السبب يا ترى؟

سحق ريال مدريد أوساسونا 4 - 0 في نهاية الأسبوع الماضي، لكن المباراة لخصت مصائبهم هذا الموسم.

The Athletic (مدريد)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.