ندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس (الأربعاء) بالانتقادات التي وجّهها رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافتسكي إلى محادثاته الهاتفية المتكرّرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا، معتبراً هذه التصريحات «بلا أساس» و«فاضحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال ماكرون لشبكة «تي إف 1» التلفزيونية الفرنسية إنّ «هذه التصريحات لا أساس لها من الصحّة وفاضحة، لكنّها لا تفاجئني» لأنّ مورافتسكي الذي «ينتمي إلى حزب يميني متطرف يتدخّل في الحملة السياسية الفرنسية» بعد أن «استقبل مراراً مارين لوبان»، مرشّحة التجمّع الوطني التي «يدعمها».
وكان رئيس الوزراء البولندي خاطب الاثنين سيّد الإليزيه قائلاً له: «أيها الرئيس ماكرون، كم مرة تفاوضت مع بوتين، ما الذي حصلت عليه؟ نحن لا نتباحث مع المجرمين ولا نتفاوض معهم. المجرمون يجب أن يحارَبوا».
وأضاف مورافتسكي، زعيم «حزب القانون والعدالة» الحاكم في وارسو، أنّ «ما من أحد تفاوض مع هتلر. هل كنتَ لتتفاوض مع هتلر أو ستالين أو بول بوت؟»، متّهماً بعض القادة الأوروبيين بـ«التسويف» وباعتماد «اللغة الخشبية».
ومساء أمس، ردّ ماكرون على هذه الانتقادات، قائلاً: «أتحمّل كامل المسؤولية عن أننّي تحدّثت باستمرار، باسم فرنسا، مع رئيس روسيا لتجنّب الحرب وبناء هيكل جديد للسلام في أوروبا منذ سنوات».
وأضاف: «لقد فعلت ذلك منذ بداية ولايتي ولم أكن يوماً ساذجاً، خلافاً لآخرين، ولم أكن يوماً متواطئاً، خلافاً لآخرين»، في انتقاد إلى منافسته لوبان المتّهمة من خصومها بأنّ لديها صلات قوية تربطها ببوتين.
وتابع ماكرون: «لقد سعيت دوماً للتحدّث مع روسيا وناقشت باستمرار من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار وإلى هدنة إنسانية، تماماً كما يفعل المستشار أولاف شولتس في ألمانيا أو غيره من رؤساء الدول والحكومات في أوروبا».