الأمم المتحدة: متفائلون بمشاورات الرياض ونحذر من انهيار الهدنة

غروندبرغ كشف عن زيارة قريبة للقاء الحوثيين ويتطلع للإفراج عن الأسرى

غروندبرغ كشف عن زيارة قريبة للقاء الحوثيين ويتطلع للإفراج عن الأسرى
غروندبرغ كشف عن زيارة قريبة للقاء الحوثيين ويتطلع للإفراج عن الأسرى
TT
20

الأمم المتحدة: متفائلون بمشاورات الرياض ونحذر من انهيار الهدنة

غروندبرغ كشف عن زيارة قريبة للقاء الحوثيين ويتطلع للإفراج عن الأسرى
غروندبرغ كشف عن زيارة قريبة للقاء الحوثيين ويتطلع للإفراج عن الأسرى

شدّد المبعوث الأممي لليمن، هانس غروندبرغ، على ضرورة حماية الهدنة من الانهيار، والعضّ عليها بالنواجذ، منوهاً باستئناف مشاورات قريباً مع الأطراف اليمنية، والعمل على استمراريتها إلى شهر مايو (أيار) المقبل، بغية الوصول إلى تسوية سياسية، مشيراً إلى أن المشاورات في الرياض فرصة حقيقية للحل باليمن، ومتطلعاً للدفع بها نحو أجواء أكثر إيجابية، ومقراً بالجهود التي بذلها الثلاثي؛ السعودية، وسلطنة عمان، بجانب الأمم المتحدة.
ومع تشديده على ضرورة الحفاظ على الهدنة، أقرّ غروندبرغ بعدم قدرة الأمم المتحدة على إيجاد أدوات ضامنة لذلك، بسبب أن اتفاق الهدنة غير ممهور بإمضاء، حيث تم الاتفاق عليه بين الحكومة اليمنية و«أنصار الله»، كاشفاً عن زيارة قريبة له لليمن انطلاقاً من صنعاء ومناطق أخرى من اليمن لعقد لقاءات مع الأطراف كافة، بما فيهم «أنصار الله»، مؤكداً أن الحل السلمي لن ينطلق من أرض المعركة، بل من خلال الحوار فقط.
وقال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحافي، من العاصمة الأردنية عمان، شاركت فيه «الشرق الأوسط» افتراضياً، أمس (الأربعاء): «الهدنة جعلتنا حالياً أمام فرصة نادرة نحو إحراز تقدم للوصول إلى حل سياسي، والمحافظة عليها تعتبر اختباراً لمدى التزام الأطراف للوصول للحل السلمي للنزاع، وأعتقد أن هناك ما يوحّد اليمنيين في رغبتهم نحو تعزيز الهدنة كخطوة نحو السلام»، مشدداً على ضرورة أن تشارك الأطراف المعنية بحسن نية دون وضع شروط مسبقة، للدفع نحو حوار سياسي حقيقي بنّاء ينهي النزاع في اليمن.
وأكد غروندبرغ على أن الهدنة تحتاج لدعم واحترام جميع الأطراف، والأيام الأولى في الهدنة هي الأهم، وتحدد المسار إلى الأمام، مبيناً أنها تمثل أول هدنة باليمن على مدى السنوات الست الماضية، وبعد تصعيد عسكري كبير، وهي لحظة ثمينة محفوفة بالمخاطر، ومقرّاً في الوقت ذاته أنه نادراً ما يصمد وقف إطلاق النار إذا لم يتم دعمه بإحراز تقدم على المسار السياسي، ومشيراً إلى أن هناك انخفاضاً كبيراً في العنف منذ بدء الهدنة، لكنّ هناك تقارير عن أنشطة عسكرية عدائية، خاصة حول مأرب، مشيراً إلى أن هذه العدائية تشكل قلقاً كبيراً.
وأضاف غروندبرغ: «نعمل حالياً على إنشاء آلية تنسيق مع الأطراف المعنية كافة، للمحافظة على قنوات اتصال مفتوحة، للمساعدة على الحيلولة دون وقوع حوادث، مع العمل على تهدئتها وإدارتها، دعماً لإيقاف جميع الأنشطة العسكرية العدائية، ونأمل أن يعزز ذلك من الهدنة»، ومقراً بأن الأمم المتحدة لا تقوم بالمراقبة، فمسؤولية الالتزام بالهدنة تقع على عاتق الأطراف صاحبة المصلحة.
وتابع: «أفرجت الحكومة عشية الهدنة، مساء يوم الجمعة الماضي، عن سفينتي شحن نفطيتين، مبدية حسن النوايا، وهناك سفينتان أفرج عنهما الثلاثاء (أول من أمس)، وهناك استعدادات تجري حالياً لنقل الشحنة الجوية الأولى نحو مطار صنعاء، ويعمل فريق مكتبي للتحضير لاجتماع مع الأطراف من أجل الاتفاق على فتح ممرات وطرق في تعز وفي غيرها من المحافظات، وأرسلت لهم الدعوات، وننتظر تحديد الفرق الممثلة لتلك الأطراف».
ووفق غروندبرغ، فإن اتفاق الهدنة يتضمن بعض التدابير الإنسانية المهمة، تحديداً دخول 18 سفينة من سفن الوقود إلى موانئ الحديدة، وتشغيل رحلتين جويتين تجاريتين في الأسبوع إلى مطار صنعاء، ومنه، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح طرقٍ في تعز وغيرها من المحافظات لتسهيل حرية الحركة للمدنيين في اليمن.
وزاد: «لا أستهين بمعاناة اليمنيّين بسبب إغلاق الطرق في تعز وفي غيرها، ونستمر في المشاورات مع اليمنيين، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، والقطاع النسائي. والتحديات التي تواجه أعمال البنك المركزي لها أولوية ولا بد من التصدي لها، مع اهتمامنا بموضوع الإفراج عن الأسرى؛ حيث نعمل عليه بكل جدّ، ونحن في نقاشات مع مختلف الأطراف لإحداث اختراق إيجابي في هذا الملف».
وشدد على الدور الذي قامت به الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن والسعودية وسلطنة عمان ودعمهم الكبير، مؤكداً أن إرادة الأطراف المتحاربة ودعم المنطقة والمجتمع الدولي من أهم عوامل ثبات الهدنة والمحافظة على الزخم وتحقيق إمكانية المضي قدماً نحو عملية سياسية والتوصل إلى نهاية شاملة سلمية مستدامة للنِّزاع.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».