الرئيس اللبناني متهم بـ«استغلال» زيارة البابا انتخابياً

بعد إعلان الرئاسة عنها وتأكيد الفاتيكان أنها «قيد الدرس»

البابا مستقبلاً عون في الفاتيكان قبل نحو أسبوعين (إ.ب.أ)
البابا مستقبلاً عون في الفاتيكان قبل نحو أسبوعين (إ.ب.أ)
TT

الرئيس اللبناني متهم بـ«استغلال» زيارة البابا انتخابياً

البابا مستقبلاً عون في الفاتيكان قبل نحو أسبوعين (إ.ب.أ)
البابا مستقبلاً عون في الفاتيكان قبل نحو أسبوعين (إ.ب.أ)

اتهمت «القوات اللبنانية» رئيس الجمهورية ميشال عون بمحاولة استغلال زيارة مرتقبة للبابا فرنسيس للبنان انتخابياً.
وكانت الرئاسة اللبنانية أعلنت أول من أمس (الثلاثاء) أن البابا سيزور بيروت في يونيو (حزيران) المقبل. لكن ماتيو بروني، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، رد على هذا الإعلان، قائلاً إن «الزيارة لا تزال فرضية قيد الدرس».
وسرعان ما كتب رئيس جهاز العلاقات الخارجية في «القوات اللبنانية» الوزير السابق ريشار قيومجيان عبر «تويتر»، قائلاً: «زيارة البابا فرنسيس ليست للاستثمار الانتخابي الرخيص، نريدها رافعة أمل ورجاء لخلاص الشعب اللبناني القابع في قعر جهنم. احترموا الأصول ولا تقحموا الحبر الأعظم في الاستغلال السياسي والشعبوي السخيف».
وقال قيومجيان لـ«الشرق الأوسط»: «مجرد الإعلان عن الزيارة هي خطوة مخالفة للأصول، إذ يجب أن يكون الإعلان الرسمي من الفاتيكان أو في بيان مشترك بين الطرفين»، واضعاً الأمر في خانة «الاستغلال الانتخابي والسياسي لتعويم وضعهم وموقعهم السياسي والقول إن الرئيس عون نجح في دعوة البابا إلى زيارة بيروت، علماً بأنه أعلن سابقاً أنه ينوي المجيء إلى لبنان». وذكّر قيومجيان بزيارة عون إلى الفاتيكان الأخيرة، قائلاً: «لا ننسى محاولة الرئيس عون التسويق ضمناً للتحالف مع (حزب الله) في روما والادعاء أن تحالفهما هو لحماية الوجود المسيحي».
في المقابل، جددت مصادر مقربة من الرئاسة التأكيد على حصول الزيارة، معتبرة أن الذين ينتقدون الإعلان عنها يركّزون على الشكل ويتجاهلون أهمية حصولها. وأكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «سفير الفاتيكان في لبنان (المونسنيور جوزيف سبيتري) أبلغ الرئاسة بحصول الزيارة واتفقنا على الإعلان عنها في شهر يونيو من دون تحديد التاريخ، وذلك بعدما انتشر الخبر في الإعلام ومنعاً لحصول اللغط». وشددت المصادر على أنه «كالعادة سيتم تشكيل لجنة مشتركة من البلدين لترتيب تفاصيل الزيارة، ثم يعلن عن اليوم تحديداً والبرنامج». من هنا تعتبر المصادر أن ما قاله مدير الصحافة في الفاتيكان لا يتعارض أو يتناقض مع ما أعلنته الرئاسة، داعية إلى «التركيز على أهمية الزيارة»، ومذكرة بأن «الإعلان عن تلبية البابا للزيارة جاء بعد شهر واحد على دعوته من قبل الرئيس عون».
ورحب مجلس المطارنة الموازنة بزيارة البابا. وأعرب المطارنة في بيان بعد اجتماعهم الدوري عن «فرحهم بإعلان زيارة قداسة البابا فرنسيس الرسوليّة إلى لبنان في شهر يونيو المقبل. وفي انتظار إعلان تفاصيل البرنامج الرسمي، يسألون الله أن يباركها ويحقق أمنيات البابا بما فيه خير لبنان واللبنانيين».
كذلك رحّب مجلس المطارنة الكاثوليك في بيان بـ«رغبة البابا فرنسيس زيارة لبنان في شهر يونيو المقبل». وعبّروا عن تطلّعهم إلى أن «تكون هذه الزيارة نقطة تحوّل في تاريخ لبنان ينتقل على أثرها إلى نهضة حقيقيّة في مختلف الميادين».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.