تجارة الـ«كبتاغون» تتجاوز 5 مليارات دولار في 2021

صورة أرشيفية لمخدرات في فواكه بلاستيكية ببيروت مايو (أيار) الماضي (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لمخدرات في فواكه بلاستيكية ببيروت مايو (أيار) الماضي (أ.ف.ب)
TT

تجارة الـ«كبتاغون» تتجاوز 5 مليارات دولار في 2021

صورة أرشيفية لمخدرات في فواكه بلاستيكية ببيروت مايو (أيار) الماضي (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لمخدرات في فواكه بلاستيكية ببيروت مايو (أيار) الماضي (أ.ف.ب)

توسعت تجارة حبوب الكبتاغون المخدرة في الشرق الأوسط إلى حد كبير خلال عام 2021 لتتجاوز قيمتها خمسة مليارات دولار، ما يرتب مخاطر صحية وأمنية متزايدة في المنطقة، وفق ما أظهر تقرير جديد الثلاثاء. ويشير التقرير الصادر عن معهد «نيو لاينز» إلى تورط أفراد من عائلة الرئيس السوري بشار الأسد وكبار أركان نظامه و«حزب الله» اللبناني في تصنيع الكبتاغون وتهريبه. ويرسم التقرير الذي نشره «معهد نيولاينز» للأبحاث، الذي يتخذ من واشنطن مقراً، واطلعت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه، صورة مقلقة عن تأثير ازدهار صناعة الكبتاغون في المنطقة.
وجاء في التقرير الذي أعده الباحثان كارولين روز وألكسندر سودرهولم، أن تجارة الكبتاغون باتت تشكل «اقتصاداً غير مشروع متسارع النمو في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط».
واستناداً إلى احتساب قيمة مضبوطات كبيرة وحدها، «تُقدر القيمة المحتملة لتجارة التجزئة عام 2021 بأكثر من 5.7 مليار دولار». ويشكل الرقم قفزة كبيرة مقارنة بقرابة 3.5 مليار دولار عام 2020، علماً بأنه يعكس فقط قيمة سعر التجزئة للحبوب التي جرت مصادرتها العام الماضي، التي حددها التقرير بأكثر من 420 مليون حبة.
ولم تفصح العديد من الدول عن القيمة الإجمالية للمواد التي جرت مصادرتها، والتي تُعد سوريا المنتج الرئيسي لها. وعلى الأرجح، فإن الكمية الفعلية للحبوب التي تم ضبطها هي أعلى بكثير، ولا تشكل إلا جزءاً صغيراً فقط من الكميات التي يتم إنتاجها.
ويظهر رصد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية، أن وتيرة ضبط شحنات الكبتاغون تتواصل خلال العام الحالي إنما بوتيرة أبطأ مقارنة مع العام الماضي. ويعود ذلك غالباً إلى ضبط شحنة قياسية في مارس (آذار) 2021 مؤلفة من 94 مليون حبة في ماليزيا.
والكبتاغون أساساً هو التسمية التجارية لعقار نال براءة اختراع في ألمانيا أوائل الستينات من القرن الماضي، مؤلف من أحد أنواع الأمفيتامينات المحفزة ويدعى فينيثلين، مخصص لعلاج اضطرابي نقص الانتباه والأرق من بين حالات أخرى. وتم حظر استخدام العقار لاحقاً ليتحول مخدراً يتم إنتاجه واستهلاكه بشكل شبه حصري في منطقة الشرق الأوسط.
وأصبح الكبتاغون اليوم علامة تجارية لمخدر قد يحتوي على القليل من الفينيثلين أو يخلو منه تماماً، وينقش على الحبة حرفا «C» متشابكين، في إشارة إلى الحرف الأول من الكلمة باللغة الإنجليزية. وجعل التغيير المستمر في تركيبة حبوب الكبتاغون محاولات إحباط الاتجار به أكثر صعوبة، وفق «معهد نيو لاينز» الذي أوضح أن «أحد الجوانب الأكثر صعوبة في تتبع أنماط إنتاج الكبتاغون وتهريبه واستهلاكه يكمن في تحديد مركبه الطليعي وتعديل تركيبته الكيميائية باستمرار».
وتُعد سوريا المصدر الأبرز لتلك المادة منذ ما قبل اندلاع الحرب عام 2011، إلا أن النزاع جعل تصنيعها أكثر رواجاً واستخداماً وتصديراً. وباتت قيمة صادرات الكبتاغون تفوق بأشواط الصادرات الشرعية، ما جعل سوريا تصنف على أنها «دولة مخدرات».
ويوثق تقرير معهد «نيو لاينز» كيف أن أفراداً من عائلة الأسد وكبار أركان نظامه يشاركون في تصنيع الكبتاغون وتهريبه. ويوضح أن العقوبات الدولية المفروضة على النظام خلال سنوات النزاع تجعل الحكومة السورية «تستخدم هذه التجارة وسيلة للبقاء سياسياً واقتصادياً».
وتقع بعض منشآت صناعة الكبتاغون الصغيرة في لبنان، الذي يعد أساساً ثالث مورد لنبتة الحشيشة بعد المغرب وأفغانستان.
وأورد التقرير أن «لبنان يعد بمثابة امتداد لتجارة الكبتاغون السورية ونقطة عبور رئيسية لتدفقات الكبتاغون».
وحسب التقرير، تستفيد شخصيات مرتبطة بالنظام السوري من مجموعات مسلحة متنوعة تنشط على الأراضي السورية، لتنظيم تجارة الكبتاغون، وبين هذه المجموعات «حزب الله» اللبناني. ويورد أن بعض المناطق، حيث يحظى الحزب بنفوذ، وبينها قرى حدودية بين لبنان وسوريا، تضطلع بدور أساسي في عمليات التهريب.
ويوضح التقرير أنه «بناء على تاريخه في السيطرة على إنتاج وتهريب الحشيشة من البقاع الجنوبي، يبدو أن (حزب الله) لعب دوراً داعماً مهماً في تجارة الكبتاغون».
ولطالما نفى «حزب الله» أي علاقة له بتصنيع وتجارة وتهريب المخدرات على أنواعها، انطلاقاً من أن ذلك «محرم دينياً».
ورغم أن تعاطي الكبتاغون لا يزال محدوداً في أوروبا، لكن تلك الحبوب قد تتخطى مستقبلاً حدود الشرق الأوسط. وأوضحت روز أن «تنوع تأثيراتها وأسباب تعاطيها يمنحها جاذبية واسعة».
في بعض المناطق السورية، لا يتجاوز سعر الحبة دولاراً واحداً لزبائن غالباً ما يتعاطونها للبقاء يقظين وللعمل ساعات إضافية.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.