ليبيا: قتلى وجرحى في اشتباكات بين ميليشيات مسلحة في طرابلس

حكومة الدبيبة التزمت الصمت... وباشاغا ندد ب «ترويع السكان في الأيام المباركة »

الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة » المؤقتة في لقاء سابق مع آمر المنطقة العسكرية (حكومة الوحدة)
الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة » المؤقتة في لقاء سابق مع آمر المنطقة العسكرية (حكومة الوحدة)
TT

ليبيا: قتلى وجرحى في اشتباكات بين ميليشيات مسلحة في طرابلس

الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة » المؤقتة في لقاء سابق مع آمر المنطقة العسكرية (حكومة الوحدة)
الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة » المؤقتة في لقاء سابق مع آمر المنطقة العسكرية (حكومة الوحدة)

استعادت العاصمة الليبية أمس هدوءها بشكل حذر نسبيا، بعد ليلة عصيبة شهدت اندلاع اشتباكات عنيفة، على خلفية خلافات بين الميليشيات المسلحة المحسوبة على المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي، وحكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
ورغم عودة الهدوء، فقد أظهرت مقاطع فيديو لسكان ونشطاء في العاصمة تحشيدات عسكرية بعد ساعات من الاشتباكات، التي اندلعت على نحو مفاجئ خلال أداء المصلين صلاة التراويح أول من أمس، بين جهاز «دعم الاستقرار» التابع للمجلس الرئاسي، وقوات النواصي التابعة لحكومة الدبيبة. ووثق سكان محليون ووسائل إعلام محلية الاشتباكات بعدة مقاطع فيديو، ظهر خلالها مسلحون وآليات عسكرية، وسمع دوي أسلحة وأعيرة نارية.
ولم يصدر أي إحصاء رسمي لحجم الخسائر، لكن عدة مصادر محلية أكدت سقوط ستة قتلى على الأقل، بالإضافة إلى تضرر عدة مبان وسيارات، جراء الاشتباكات التي وقعت في محيط شارعي النصر والصريم وسط العاصمة، وأدت إلى إغلاق معظم الطرق ليلة أول من أمس، قبل أن يتدخل «اللواء 444 قتال»، لنشر آلياته ومدرعاته، التي شوهدت على طريق الشط في طرابلس.
ونفى المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ مسؤولية الجهاز عن تصريحات أكدت وجود قتلى في هذه الاشتباكات، التي أكدت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أنها تسببت في إغلاق بعض الشوارع المحيطة بمنطقة شارع الصريم في طرابلس، إثر سماع أصوات إطلاق الرصاص بين مسلحين، لكن لم تعلن أي جهة تبعيتهم لها.
وادعى «جهاز دعم الاستقرار»، برئاسة عبد الغني الككلي، السيطرة على الخلاف الذي شهدته منطقة شارع الصريم بفضل «تدخل العقلاء والحكماء». وقلل في بيان له من أهمية ما حدث، معتبرا أن ما تناقلته بعض المنصات الإعلامية، وما شاب ذلك من تضخيم وتهويل، «لا يعدو عن كونه خلافا بسيطا بين الأشقاء».
ودعا وسائل الإعلام لتحري الدقة في نقل الأخبار من مصادرها والابتعاد عن زرع بذور الفتنة بين الإخوة.
ولم يصدر أي فعل رسمي من حكومة الدبيبة حول هذه التطورات، التي تجاهلها أيضا المجلس الرئاسي، حيث اكتفى رئيسه المنفي بتهنئة ناديي الأهلي طرابلس والاتحاد بمناسبة تأهلهما إلى الدور ربع النهائي من كأس الكونفدرالية الأفريقية، وتمنى لهما مواصلة هذا النجاح للوصول إلى النهائي وإحراز البطولة، ورفع راية الوطن عاليا.
في المقابل، ندد بيان لعصام أبو زريبة، وزير الداخلية بحكومة «الاستقرار» الجديدة، برئاسة فتحى باشاغا، بـ«الاشتباكات التي وقعت في أيام مباركة وسط السكان الآمنين، وعرضت ممتلكاتهم للخطر»، واعتبر أن «المواجهات المسلحة بين السكان غير مقبولة تحت أي ظرف كان». داعيا كل الأطراف داخل طرابلس لوقف المواجهات المسلحة وترويع السكان، والتهدئة الفورية، وتغليب مصلحة المواطن والوطن، وجدد تعهد حكومته للشعب الليبي بأنها «ستفعل ما بوسعها حتى تكون ليبيا والعاصمة طرابلس آمنة». مؤكدا أن «زمن العنف والفوضى انتهى، وفرض الأمن والأمان أمران لا ثالث لهما»، وأن حكومته حريصة على إحلال السلام الحقيقي بتحقيق الأمن والاستقرار.
من جهتها، أعربت «المنظمة العربية لحقوق الإنسان» بليبيا، في بيان أصدرته مساء أول من أمس عن «عميق القلق» إزاء اندلاع هذه الاشتباكات، محذرة من «تقويض ما تبقى من سلم أهلي هش في العاصمة، وتعريض ممتلكات وأرواح الناس للخطر».
ولا تعد هذه الاشتباكات، الأحدث من نوعها في العاصمة طرابلس، الخرق الأمني الوحيد منذ تسلم حكومة الدبيبة السلطة، لكنها تمثل أحدث دليل على عدم خضوع الميليشيات المسلحة، التي تتنافس فيما بينها على مناطق السلطة والنفوذ، لسيطرة هذه الحكومة، وتشكل إحراجا سياسيا لها مع المجلس الرئاسي. كما تلقي الاشتباكات بظلال من الشك على التأكيدات المستمرة من باشاغا بممارسة حكومته لمهامها في طرابلس خلال الأيام القادمة «بشكل سلمي ودون استخدام القوة»، رغم مرور خمسة أسابيع على تنصيب الحكومة الجديدة.
وأعقب الاشتباكات إفطار جماعي، نظمه موالون لحكومة الدبيبة في ميدان الشهداء وسط العاصمة لإحياء الذكرى الثالثة لبدء الحملة العسكرية التي شنها «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر. فيما استغل المجلس الأعلى للدولة ذكرى الهجوم على طرابلس ليعتبر في بيان أن أي سعي للوصول للسلطة «خارج إطار الشرعية، وخارج النوافذ المشروعة والمتاحة سينتهي بالخسران»، وقال إن «عهد الديكتاتورية ولى».
بدوره، طالب سامي الضاوي، وزير الحكم المحلي بحكومة باشاغا، عمداء البلديات وأعضاء المجالس البلدية بالانحياز لوزارته، وقال في بيان مساء أول من أمس: «نحن مجرد موظفين لدى الشعب الليبي، ونعمل فقط على كيفية الخروج بليبيا من أمواج الفوضى إلى بر الاستقرار». لكن وسائل إعلام موالية للدبيبة قالت إن بعض عمداء البلديات، الذين التقوه مؤخرا، تلقوا تهديدات بالقتل.
في شأن آخر، بحث أسامة جويلي وآمر المنطقة العسكرية الغربية، ومدير إدارة الاستخبارات العسكرية التابعة لحكومة الدبيبة، مع علي الديب، رئيس جهاز حرس المنشآت النفطية، المشاكل والصعوبات التي تعيق عمل الجهاز، خاصة فرعه الجنوب الغربي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.