انقلابيو اليمن يشددون على جباية الزكاة بعد رفع مقدارها

TT

انقلابيو اليمن يشددون على جباية الزكاة بعد رفع مقدارها

استهلت الميليشيات الحوثية شهر رمضان بإصدار قرار جديد وُصف بـ«المجحف» بحق كل اليمنيين؛ حيث تضمن تحديد مقدار زكاة الفطر لهذا العام بمبلغ 700 ريال على كل فرد، في زيادة بلغت 200 ريال عن العام الماضي.
وبحسب ما ذكرته مصادر مطلعة في صنعاء، أصدرت ما تُسمَّى هيئة الزكاة التابعة للانقلابيين قبل أيام، مذكرة عاجلة ألزمت عبرها كافة المكاتب التنفيذية ومؤسسات وشركات القطاعين العام والمختلط بعموم مدن سيطرتها، بخصم مبالغ زكاة الفطر بقيمة 700 ريال. (الدولار يعادل 600 ريال).
وذكرت أن الميليشيات شددت بموجب مذكرتها على جباية الزكاة من كل السكان القابعين في مناطق سيطرتها، وتشمل الصغار والكبار والموظفين والعاطلين، لجهة الحصول على موارد إضافية لتمويل مجهودها الحربي.
وعلى الرغم من عدم تقاضي موظفي الدولة بمناطق الحوثيين مرتباتهم منذ سنوات بسبب استمرار نهبها من قبل الجماعة، فإن المصادر ذاتها كشفت لـ«الشرق الأوسط»، عن تشديد الانقلابيين على المكلفين جباية الزكاة، من خلال إلزام جميع المكاتب التنفيذية وشركات القطاع العام والمختلط في الأمانة والمحافظات، خصم زكاة الفطر من الموظفين ومن يعولون.
وبيَّنت المصادر أن الهيئة التي استحدثتها الجماعة سابقاً بهدف تكريس النهب المنظم لأموال اليمنيين، طلبت من كافة فروعها ومكاتبها بالمدن والمحافظات تحت سيطرتها سرعة تحديد أسماء المكلفين بزكاة الفطر؛ خصوصاً الموظفين بكافة المكاتب التنفيذية والقطاع العام، بواقع كشوفات الراتب وتحديد العدد للمكلَّف ومن يعوله.
وفي سياق متصل، شكا سكان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» من حملة تهديدات مسبقة يتعرضون لها حالياً في أغلب الأحياء والحارات في العاصمة المحتلة صنعاء، من قبل محصلين حوثيين لمبالغ الزكاة.
وأشار بعض السكان إلى أن أتباع الميليشيات باتوا يهددونهم بأنه في حال تخلفهم عن دفع زكاة الفطر هذا العام للهيئة الحوثية، فسيتم حرمانهم بشكل دائم من الحصول على غاز الطهي الذي تقوم الجماعة بتوزيعه عبر مشرفيها وعقال الحارات في الأحياء، وهو الأمر الذي يجبر كثيراً منهم على الدفع ولو على مضض.
وعبّر السكان عن غضبهم الشديد حيال تكرار تلك الممارسات الحوثية. وقالوا: «إن شغل الجماعة الشاغل دائماً لا يكاد يتعدى حدود فرض وجمع الإتاوات والجبايات لتغذية جبهاتها واستمرار حروبها بحق اليمنيين».
وكان اقتصاديون محليون قدروا في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، أن إيرادات الجماعة من زكاة الفطر في مناطق سيطرتها تزيد على 10 مليارات ريال، فضلاً عن الزكاة المدفوعة على الأموال والعقارات والمزارعين والشركات العامة والخاصة والأنشطة التجارية المختلفة التي تصل إلى مئات المليارات.
وفي وقت لا تزال تزعم فيه الجماعة أنها أنشأت هيئة الزكاة من أجل جباية الأموال وصرفها في مصارفها الشرعية، يفيد الاقتصاديون المحليون بأن أغلب هذه الأموال يتم صرفها على المجهود الحربي بعد إلغاء جميع الحسابات المتعلقة بالزكاة ودمجها في حساب واحد، لدى البنك المركزي الخاضع لسيطرتها في صنعاء.
وكانت مصادر مطلعة في صنعاء قد أفصحت قبل أسبوعين ماضيين عن تنامي حجم الفساد والعبث الذي تمارسه الميليشيات، داخل أروقة ما تُسمى «هيئة الزكاة» التي استحدثتها الجماعة كأداة جديدة لسرقة مزيد من أموال اليمنيين.
واتهمت المصادر عبر «الشرق الأوسط»، قيادات في الجماعة تتولى مهام إدارة شؤون الهيئة غير الشرعية، بالتورط بشكل مباشر وغير مباشر في ارتكاب سلسلة من المخالفات المالية وجرائم فساد كبرى.
وأشارت إلى استحداث الهيئة الحوثية أخيراً مشروعات عدة لا علاقة لها بمعاناة الفقراء والمساكين (المستحقين للزكاة) الذين باتت تعج بهم جميع المدن والمناطق تحت السيطرة الحوثية.
ولفتت إلى أن الانقلابيين لا يزالون مستمرين في استغلالهم لأموال الزكاة، وتسخيرها لصالح إقامة أعراس جماعية ومشروعات أخرى تخص أتباعهم من الجرحى وأُسر القتلى، وفي سبيل تدشين وإقامة مختلف الفعاليات الطائفية والتعبوية.
وكان مصدر مقرب من دائرة حكم الحوثيين في صنعاء، قد كشف في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» عن إنفاق الميليشيات مؤخراً نحو 50 مليون ريال من أموال الزكاة (الدولار يساوي 600 ريال) على 26 فعالية، بمناسبة الذكرى السنوية لمقتل مؤسس الجماعة حسين الحوثي، إلى جانب الإنفاق على عشرات الأمسيات الفكرية والتعبوية على مستوى العاصمة وريفها وبقية المدن والمحافظات تحت سيطرتها، بهدف تحشيد مزيد من المقاتلين إلى الجبهات.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.