انقلابيو اليمن يستقبلون رمضان بزيادة أسعار غاز الطهي

TT

انقلابيو اليمن يستقبلون رمضان بزيادة أسعار غاز الطهي

استقبلت الميليشيات الحوثية في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها شهر رمضان المبارك بفرض زيادة جديدة في أسعار غاز الطهي وهي الزيادة الثانية خلال شهر واحد، وذلك بالتزامن مع فرض الجبايات وإجبار السكان على دفع التبرعات لمجهودها القتالي.
وعلى الرغم من تعالي أصوات اليمنيين منذ أشهر من استمرار انعدام غاز الطهي وتوافره بكميات مهولة في السوق السوداء بأسعار غير مسبوقة أعلنت الميليشيات عبر قرار صادر عن شركة الغاز الخاضعة لسيطرتها بصنعاء عن رفع سعر أسطوانة الغاز من مبلغ 6 آلاف ريال إلى 8350 ريالا (الدولار حوالي 600 ريال في مناطق سيطرة الميليشيات).
وبحسب البيان قررت الميليشيات أن تكون آلية التوزيع كعادتها كل مرة عبر مسؤولي الحارات الموالين لها، وهي وسيلة يتخذ منها الانقلابيون أسلوبا لإخضاع السكان وإجبارهم على حشد مزيد من المقاتلين إلى الجبهات وتخصيص دعم مادي وعيني لصالح المجهود الحربي من جهة، وتقديم كل المعلومات والبيانات الشخصية المتعلقة بهم وأسرهم من جهة ثانية.
وعقب نشر شركة الغاز الحوثية بيانها عبر حسابها بموقع «فيسبوك»، سارع مغردون وناشطون يمنيون إلى شن هجوم شديد اللهجة على قادة الانقلاب وما تنتهجه الميليشيات من سياسات إفقار وتجويع.
وفي ظل ما تعيشه صنعاء من حالة غليان وسخط شعبي غير معهود نتيجة تردي الأوضاع وانعدام المشتقات وتوقف أغلب الخدمات وانقطاع المرتبات وارتفاع أسعار السلع؛ وصف المغردون إقدام الجماعة على رفع الأسعار بأنه تحد سافر لليمنيين وامتحان لمدى صبرهم على جور وبطش وفساد الميليشيات.
واعتبر المغردون أن تلك الإجراءات تندرج ضمن حروب الميليشيات العبثية التي شنتها وما تزال تشنها ضد الشعب اليمني من خلال استهداف حياتهم ومحاربتهم بمعيشتهم ومصادر أرزاقهم منذ ما يقرب من ثمانية أعوام.
في السياق نفسه، أوضحت مصادر محلية بصنعاء أن الزيادة السعرية الحالية تعد الثانية من نوعها التي تفرضها الجماعة في صنعاء ومدن سيطرتها خلال شهر، حيث سبق أن رفعت قبل أكثر من أسبوع قيمة الأسطوانة الواحدة من 4700 ريال إلى 6000 ريال، بمبرر اتخاذ الشركة نفسها حينها قرارا برفع السعر دون ورود أي أسباب توضيحية.
ويتهم السكان الميليشيات بإخفاء تلك المادة المرتبطة بحياة ومعيشة السكان حتى زاد الطلب عليها، ثم لجأت فيما بعد إلى رفع سعر قيمتها بتلك الفترة الوجيزة إلى ما نسبته 100 في المائة.
وبحسب ما أكده السكان وصل سعر غاز الطهي قبل أيام في السوق السوداء المنتشرة بطول وعرض المناطق الخاضعة تحت سيطرة الجماعة إلى مبالغ تراوحت بين 18 ألفا، و20 ألف ريال، للأسطوانة الواحدة.
وكانت مصادر محلية في صنعاء تحدثت بوقت سابق إلى «الشرق الأوسط»، عن فرض الانقلابيين شروطاً عدة على سكان صنعاء الراغبين في الحصول على أسطوانة غاز، من بينها مساومتهم علناً بإلحاق أطفالهم وذويهم لتلقي دورات فكرية وعسكرية تقيمها الجماعة في أغلب مديريات العاصمة وتحت إشراف مباشر من معمميها وبعض قادتها الميدانيين.
وأشارت المصادر إلى أن لجوء الجماعة حينها إلى هذه المقايضة يأتي عقب الفشل الذريع الذي منيت به في حشد مزيد من المقاتلين ضمن الحملة الواسعة التي أطلقتها بتوجيه من زعيمها عبد الملك الحوثي.
وبررت الجماعة الانقلابية، وفق حديث بعض السكان إعطاء الأولوية لأحياء معينة واستثناء أخرى بأنه يعود إلى ما تطلق عليه الجماعة «حجم التضحيات» التي قدمها كل حي وحارة دفاعاً عن الميليشيات ومشاريعها التدميرية، إضافة إلى عدد القتلى والجرحى من سكان هذه الأحياء.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

المشرق العربي جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في مدينة الحديدة للتعبئة القتالية (فيسبوك)

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

بعد أن أخضعت العشرات منهم لدورات تدريبية تعبوية، منعت الجماعة الحوثية إعلاميين وصحافيين وناشطين حقوقيين في محافظة الحديدة اليمنية (223 كلم غرب صنعاء) من العمل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي جرافة حوثية تهدم محلاً تجارياً في إحدى المناطق التابعة لمحافظة الضالع (فيسبوك)

اعتداءات مسلحة أثناء تحصيل الحوثيين جبايات في الضالع

يتهم سكان محافظة الضالع اليمنية الجماعة الحوثية بارتكاب ممارسات إجرامية خلال تحصيل إتاوات تعسفية وغير قانونية من الباعة والتجار والسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

أشهر عدد من المنظمات المحلية، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، شبكة لحماية الحريات الصحافية في اليمن التي تتعرّض لانتهاكات عديدة يتصدّر الحوثيون قائمة مرتكبيها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.