نيديس: سنعيد فتح القنصلية في القدس لخدمة الفلسطينيين قريباً

TT

نيديس: سنعيد فتح القنصلية في القدس لخدمة الفلسطينيين قريباً

أعلن السفير الأميركي في إسرائيل توم نيديس أن قرار الإدارة في واشنطن إعادة فتح القنصلية في القدس لخدمة الفلسطينيين سيتم في القريب، وأنه يسعى إلى ذلك بشكل حثيث.
وقال نيديس، خلال لقاءات صحافية مع قنوات التلفزيون الإسرائيلية، أجراها خصيصاً ليعلق على العمليات المسلحة التي نفذها فلسطينيون في بئر السبع والخضيرة وبني براك، إن «الإرهاب لا يمكن أن يهزم إسرائيل، قتل الناس والعنف على الإطلاق لن يؤديا إلى نتيجة إيجابية... قتل الناس والعنف بشكل عام لن يؤديا أبداً إلى نتيجة إيجابية».
ورفض السفير نيديس الحديث عن الإرهاب بما يقتصر على الفلسطينيين وعاد ليتحدث عن إرهاب مستوطنين يهود متطرفين يهاجمون الفلسطينيين. وأشار إلى قيام الشرطي العربي أمير خوري، سوية مع رجال شرطة يهود، بمهاجمة منفذ هجوم بني براك اليهودية. وقال: «لقد شاهدت كيف هرع شرطي عربي في بني براك إلى مكان الحادث للمساعدة. هذا هو جوهر إسرائيل، فهي لا تسمح للإرهابيين بالسيطرة. إنها بوتقة صهر، دولة من أجل الجميع. يجب ألا ننسى هذا، ولكن يجب أن يتوقف العنف».
وعاد نيديس لتكرار الموقف الذي عبر عنه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يوم الأحد الماضي، حول عنف المستوطنين، فقال: «الإرهاب هو الإرهاب. ولا مجال للمقارنة عندما يتعلق الأمر بحياة البشر. فيما يتعلق بعنف المستوطنين، يتفق الجميع. لكن هذين أمران منفصلان. وأريد أن أوضح أن قلوبنا انفطرت من الألم تضامناً مع إسرائيل».
وانتقد استمرار السلطة الفلسطينية في رام الله، بدفع رواتب لعائلات الشهداء والأسرى واعتبره تشجيعاً لتنفيذ عمليات إرهاب يروح ضحيتها المدنيون.
وعندها سئل عن القنصلية الأميركية في القدس لخدمة سكان المناطق الفلسطينية المحتلة، قال: «الإدارة تريد فتح القنصلية ونحن نبذل جهوداً لذلك». وكانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب قد أغلقت القنصلية وضمتها إلى مقر السفارة في القدس الغربي، وتعهد الرئيس جو بايدن وإدارته، بإعادة فتحها في مقرها نفسه، ولكنها لم تف بوعدها نتيجة للمعارضة الإسرائيلية.
كما أوضح نيديس أنه «مع الاتفاق (النووي) أو بدونه، لا يمكن قطع العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. سنعمل مع إسرائيل بغض النظر عن الاتفاق للتأكد من أن إيران لن تملك أسلحة نووية».
وتجنب السفير اعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، لكنه قال إن إيران «دولة داعمة للإرهاب».
المعروف أن الإسرائيليين ينظرون بشكوك إزاء تصريحات نيديس ويتحفظون أصلاً من مواقفه. وهم يعرفونه جيداً منذ شغل منصب نائب وزير الخارجية في عهد الرئيس باراك أوباما وكان له دور كبير في إقناع الكونغرس بتمديد ضمانات القروض لإسرائيل بقيمة 3.8 مليار دولار، لكنه أزعجهم بتصريحات أدلى بها في أواسط شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، قال فيها: «لن أزور المستوطنات تحت أي ظرف من الظروف... لا أريد أن أزعج أحداً». وأكد فيها أن تأييد إدارة بايدن لحل الدولتين نابع من أن هذا الحل سيعزز قوة إسرائيل، لكن هذا لا يعني استئناف «عملية السلام» قريباً. وأضاف: «كل ما يهمني هو أن تكون إسرائيل دولة قوية، ديمقراطية ويهودية. تأييدي لحل الدولتين، وهو حل يؤيده الرئيس بايدن طبعاً، ودعم رفاهية الشعب الفلسطيني، كل هذه الأمور نابعة من الإيمان بأنه بهذه الطريقة ستتعزز قوة إسرائيل».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».