انتعاش مبيعات المساكن الجديدة في الصين

في اتجاه عام شمل أكبر 30 مدينة

انتعاش مبيعات المساكن الجديدة في الصين
TT

انتعاش مبيعات المساكن الجديدة في الصين

انتعاش مبيعات المساكن الجديدة في الصين

ذكرت تقارير إخبارية، أن حجم مبيعات المساكن الجديدة في المدن الرئيسية بالصين، سجل نموا قويا خلال أبريل (نيسان) الماضي؛ بفضل تخفيف السياسات النقدية.
وذكر معهد «إي هاوس تشاينا آر آند دي» للاستشارات العقارية، أن مبيعات المساكن الجديدة في أكبر 30 مدينة بالصين، منها: بكين وشنغهاي وجوانجشو وشينشين، زادت بنسبة 1.15 في المائة خلال أبريل الماضي، مقابل زيادتها في الشهر الماضي بنسبة 8.30 في المائة سنويا.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، أشار تقرير المعهد إلى أن مبيعات المساكن في بكين، وهي من مدن الفئة الأولى في الصين، زادت بنسبة 70.7 في المائة خلال أبريل الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
كانت السوق العقارية في الصين، قد سجلت تراجعا كبيرا خلال العام الماضي؛ بسبب ضعف الطلب وازدياد المعروض في السوق.
وفي أواخر مارس (آذار) الماضي، أعلن البنك المركزي الصيني، خفض الحد الأدنى المطلوب لتقسيط شراء المسكن الثاني بنسبة 40 في المائة، مما أسهم في تحسن السوق.
وقررت السلطات إعفاء المساكن، التي تم شراؤها منذ أكثر من عامين، من ضريبة النشاط الاقتصادي، وهي الضريبة التي تم فرضها منذ خمس سنوات، بحسب وزارة المالية.
ويتوقع الباحث في المعهد، يان يوجين، استمرار تحسن السوق العقارية خلال الأشهر المقبلة، مع استمرار مرونة السياسة النقدية في الصين.
يأتي هذا فيما كشف تقرير أن عدد الصينيين الذين يلجأون إلى جهات الاقتراض الخاصة غير المسجلة، لتجنب
الدخول في الإجراءات الصارمة بالقطاع المصرفي، ارتفع بصورة قياسية.
وأوضح تقرير لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، أن الاقتراض عبر الإنترنت وصل في أبريل إلى 55 مليار يوان (8.9 مليار دولار)، متضاعفا ثلاث مرات عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وقادت الإجراءات، الصارمة نسبيا على الاقتراض من جهات خاصة، إلى هذه الزيادة.
وظهرت نحو ألفي منصة للإقراض الإلكتروني، يتواصل من خلالها الدائنون والمدينون، الذين يلجأ كثيرون منهم إلى هذا الطريق؛ بعد فشلهم في الحصول على القروض من البنوك الرسمية.
وتفتقر هذه الطريقة إلى أي آلية تنظيمية أو رقابة حقيقية. وكثير من هذه المنصات لا يقوم بفحص مدى قدرة المدينين على إعادة الأموال المقترضة.
ووفقا لشركة «تشينجدوي»، فإن 10 في المائة من القروض التي تم التحصل عليها العام الماضي، لم يتم سدادها وفقا لاتفاقيات الائتمان.
من جهة أخرى، أظهر تقرير اقتصادي، تراجع نشاط التصنيع في الصين خلال أبريل الماضي بأسرع وتيرة له منذ عام، وهو ما يشير إلى استمرار الضغوط على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وتراجع مؤشر «إتش إس بي سي ماركت» لمديري مشتريات قطاع التصنيع في الصين، خلال أبريل الماضي، إلى 48.9 نقطة، وهو ما يقل عن توقعات السوق، وكانت 49.4 نقطة، كما يقل عن البيانات الأولية للمؤشر الصادرة في وقت سابق، وكانت 49.2 نقطة.
يذكر أن قراءة المؤشر لأقل من 50 نقطة تشير إلى انكماش القطاع، في حين تشير قراءة أكثر من 50 نقطة إلى نمو القطاع.
يأتي ذلك، فيما تراجع مؤشر الطلبيات الجديدة، خلال الشهر الماضي، إلى 48.7 نقطة، وهو أقل مستوى له منذ عام تقريبا؛ بما يشير إلى تراجع النشاط في قطاع التصنيع الصيني للشهر الثاني على التوالي.
في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر طلبيات التصدير على القطاع الصناعي الصيني، خلال أبريل الماضي، بما يشير إلى تحسن الطلب في الأسواق الدولية.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، عن كو هونجبين، كبير خبراء الاقتصاد الصيني في مؤسسة «إتش إس بي سي تشاينا» المصرفية، القول: «بيانات مؤشر مديري المشتريات تشير إلى ضعف الطلب المحلي وزيادة الضغوط على الاقتصاد الصيني، بما يزيد الحاجة إلى إجراءات تحفيزية لضمان استقرار نمو الاقتصاد الصيني».
يذكر أن مؤشر «إتش إس بي سي تشاينا» لمديري المشتريات، يعتمد على بيانات يتم جمعها شهريا من خلال مسح يشمل مسؤولي المشتريات في أكثر من 420 شركة صناعية.
كان مسح رسمي آخر يركز بشكل أساسي على الشركات متوسطة وكبيرة الحجم، قد أظهر وصول مؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع في الصين إلى 50.1 نقطة في أبريل الماضي، وهو مستواه نفسه في مارس الماضي.
يذكر أن اقتصاد الصين سجل خلال الربع الأول من العام الحالي، معدل نمو سنوي قدره 7 في المائة ، وهو أقل معدل نمو منذ 2009، في حين تشير التوقعات إلى نموه بمعدل 6.8 في المائة خلال الربع الثاني من العام الحالي.
من جانب آخر، حذر كبير خبراء الأرصاد الجوية في الصين، من أن تغير المناخ يهدد عددا من مشروعات البنية الأساسية المهمة في الصين، ومن أن معدل ارتفاع درجة الحرارة في البلاد يزيد على المتوسط العالمي السائد. وقال تشينغ قوغوانغ، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، لصحيفة «ستادي تايمز» الأسبوعية: «الزيادة في الكوارث الأخيرة ذات الصلة بالطقس؛ مثل الفيضانات والأعاصير والجفاف وموجات الحر (مرتبطة بدرجة كبيرة) بتغير المناخ».
وأضاف تشينغ أن مثل هذه الكوارث تشكل خطرا على المشروعات الكبيرة؛ مثل «سد الخوانق الثلاثة»، وخط للسكك الحديدية على ارتفاع شاهق يصل إلى التبت.
وقال في التقرير: «بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض تزداد المخاطر التي تواجه مشروعاتنا الهندسية الكبرى». وأضاف، في تصريحاته للصحيفة التي يصدرها مركز تدريب القادة التابع للحزب الشيوعي الحاكم: «ارتفاع درجة حرارة الأرض يؤثر على سلامة واستقرار هذه المشروعات الكبرى وتشغيلها وجدواها الاقتصادية ومستوياتها التقنية وأساليبها الهندسية». وقال: «معدل ارتفاع درجة الحرارة في الصين (أعلى بشكل واضح) عن المتوسط العالمي، وشمال الصين ترتفع فيه درجة الحرارة أسرع من الجنوب، وفصول الشتاء أصبحت أسرع من فصول الصيف». وأضاف أن «العقد الأول من هذا القرن كان الأشد حرارة خلال المائة عام الماضية».



«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
TT

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)

تبرز المنازل الذكية خياراً جديداً في أسلوب الحياة مع التسارع الذي تشهده التقنيات المنزلية؛ مما يعتقد أنها تجعل الحياة أسهل من خلال التحكم في مرافق المنازل عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي يضم هذا الاستخدام ضمن استخدامات كثيرة عبر تلك الأجهزة المحمولة.
ويمكن الآن التحكم بكل شيء في المنزل وفق طرق سهلة، سواء كان ذلك تشغيل الإضاءة أو فتح الستائر، أو تشغيل الواي فاي، أو تعديل درجة الحرارة، وفتح وإغلاق قفل الباب الأمامي، وحتى إشعال وإطفاء الموقد، حيث يقضي معظم الأفراد أغلب أوقاته في المنزل أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك التفكير بالتكنولوجيا عندما التواجد في المنزل يكون أقل مقارنة بالخارج فيما عدا تقنية الواي فاي.
غدت الصورة عن المنزل التي تتمثل بأنه مكان خالٍ من التكنولوجيا على وشك التغيير، فحان وقت النظر إلى الأجهزة الكثيرة المتناثرة في أنحاء المنزل، سواء كان التلفزيون في غرفة المعيشة، أو الثلاجة في المطبخ، أو المكيّف في غرف النوم، أو حتى جهاز تسخين المياه في الحمامات. وأصبح الأفراد محاطين بالإلكترونيات التي يتم وصفها بالأجهزة الذكية بشكل متزايد كل يوم، فهي تملك أجهزة استشعار تمكّنها من تسجيل البيانات ومشاركتها عبر الإنترنت. ويوجد اليوم نحو 31 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ومن المفترض أن يرتفع هذا العدد إلى 75.4 مليار بحلول عام 2025، وفقاً لتقديرات وكالة الأبحاث «ستسيتا».
ولا شك بأن السؤال الذي يسيطر في الوقت الحالي هو، متى ستصبح المنازل أكثر ذكاءً عبر وصل جميع هذه الأجهزة بمركز واحد، ليتم التمكن من القياس والتحكم بكل شيء داخل المنازل. وتتجاوز رؤية المنزل الذكي مفهوم الراحة، حيث ستكون التقنيات الجديدة ذات تأثير عميق وإيجابي على الصحة من خلال مراقبة النظام الغذائي وظروف البيئة المحيطة في الأشخاص ورفاهيتهم بشكل عام. وسيتمكن الأطباء بفضل التكنولوجيا من معرفة حالة الأشخاص بالوقت الفعلي كما سيكون تاريخهم الطبي في متناول اليد قبل حتى إخبار الأطباء به. وعلاوة على ذلك، ستمكن المنازل الذكية العاملين في الرعاية الصحية من علاج الأمراض بشكل استباقي.
وسيمتد تأثير التكنولوجيا أيضاً إلى طريقة التعليم والتعلُّم عند وصل أجهزة التعلم الخاصة بالأطفال بأجهزة معلميهم، لتعزيز التفاعل والتعليم المخصص، وسيزداد التركيز على التدريس عبر الوسائط المتعددة، حيث سنتمكن من تحقيق فكرة غرف الدراسة الافتراضية على أرض الواقع، وسيتمكن البالغون أيضاً من إكمال دراستهم من النقطة التي توقفوا عندها، وذلك عبر الدورات التي تم تطويرها للتعلّم المنزلي والتي يمكن بثها على شاشات الأجهزة.
وتعد البيئة المحرك الأهم لتقنيات المنزل الذكي، وخاصة بما يتعلق بتأثير الأشخاص عليها، حيث تستطيع الأتمتة المنزلية الذكية أن تخفّض استهلاك الطاقة والمياه في المباني إلى حد كبير. وصحيح بأن المستهلك سيستخدم المزيد من الأجهزة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، إلا أن حلول المنزل الذكي المدعمة بالذكاء الصناعي تستطيع أن تتعرف على سلوك من يعيشون في المنزل وتشغيل الأجهزة أو إيقافها استناداً إلى الروتين اليومي للمستخدم. وسنتمكن مع هذه الحلول الذكية عبر نظرة واحدة على الهواتف المحمولة من معرفة مقدار الطاقة والمياه المستهلكة وتكلفتها. وبالنظر إلى ارتفاع تكلفتهما بشكل مستمر، سيضطر أصحاب المنازل والمرافق والحكومات إلى البحث عن طرق أفضل وأكثر فاعلية للحد من التلوث البيئي، وجعل الحياة أكثر استدامة.
وقد تبدو هذه الأفكار التقنية بعيدة التحقيق، إلا أنها حالياً في مراحل التصميم في مشاريع مثل «نيوم»، المبادرة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تعد حجر الأساس في «رؤية السعودية 2030»، كما أنها وصفت كأضخم مشروع حضري في العالم اليوم. وستعيد هذه المبادرة تعريف طريقة العيش وستركز في جزء كبير منها على المنازل.
وقال نجيب النعيم، رئيس مجلس إدارة العمليات في «شنايدر إلكتريك» السعودية: «سيكون لمبادرة (نيوم) تأثير غير مباشر على المنطقة بشكل عام، وينبغي أن تصبح المنازل الذكية القاعدة السائدة في الشرق الأوسط بحلول عام 2030. ويبدو لنا أن المنازل الذكية ستستمر في النمو مستقبلاً؛ مما يعني أن طريقة عيشنا اليومية ستتغير بشكل كبير». وبدأت الشركة الاستثمار في أتمتة المنزل الذكي منذ عقود من الزمن، ويعتقد النعيم بأن طريقة عيشنا «ستكون مختلفة بشكل جذري في المستقبل».

التطورات في تقنيات المنزل الذكي
تتطور التكنولوجيا اليوم بوتيرة متسارعة وتقنيات المنزل الذكي ليست استثناءً، والتساؤل يتمحور في معنى هذا التطور من حيث الأداء العملي، وكيف يمكن أن تؤثر البيوت الذكية على الحياة.
الذكاء الصناعي: سيكون الذكاء الصناعي في صميم التقنيات في المنازل المستقبلية، وستتمكن المنازل الذكية من تتبع موقع الأشخاص داخل المنزل، إما عن طريق جهاز استشعار إلكتروني يتم تركيبه على الملابس أو أجهزة استشعار إلكترونية داخل المنزل. وسيمتلك المنزل القدرة على تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم، وسيستخدم هذه المعلومات لتلبية الاحتياجات وتوقعها أيضاً. وسيكون المنزل قادراً على ضبط كل شيء بدءاً من التدفئة والتبريد إلى الموسيقى والإضاءة، وكل ذلك حسب احتياجات الشخص الذي سيدخل من باب المنزل.
الإضاءة الذكية: ستُحدث الإضاءة الذكية ثورة في طريقة إضاءة المنازل، فهي تعمل على ضبط نفسها تلقائياً من خلال الكشف عن وجود الأشخاص في الغرفة، وحال خروجهم من هناك، تصبح الأنوار خافتة أو يتم إطفاؤها تماماً. كما يمكن أن تطبق الإضاءة الذكية على نشاطات الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لأجهزة استشعار الضغط إطفاء الأنوار عند الاستلقاء في السرير بعد وقت معين، وستكتشف المستشعرات استيقاظ الأفراد لاستخدام الحمام وتقوم بتشغيل الإنارة. وتضبط الإضاءة درجة سطوعها تلقائياً وفقاً لفترات اليوم، وسيتذكر المنزل الذكي الروتين الخاص بالمستخدم ليتمكن من تخصيص كل جهاز في منزلك حسب الرغبة.
الأقفال الذكية: يمكن أيضاً برمجة الأقفال الذكية وفقاً لاحتياجات الأفراد، فيمكن السماح للزوار بالدخول أو منعهم بناءً على سمات تعريفية محددة. كما يمكنك السماح بالدخول لشخص ما، مثل حامل البريد عن بُعد. ويمكن إرسال رموز فتح الأقفال الافتراضية عبر تطبيق إلكتروني وفتح الباب عبر استخدام الهاتف المحمول.
مراقبة المنزل: تستطيع الأنظمة الأمنية الذكية مراقبة المنزل بشكل مستقل، والإبلاغ عن أي حوادث غير مسبوقة لمالك المنزل، وإبلاغ خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر. وتستطيع المنازل الذكية أيضاً مراقبة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، فتقدم لهم يد المساعدة كتذكيرهم بتناول أدويتهم وضمان إتمامهم للمهام اليومية بنجاح وأمان. وفي حالات الطوارئ كالسقوط أو الحوادث، سيتمكن نظام المنزل الذكي من إخطار خدمات الطوارئ والسماح لهم بالدخول تلقائياً.
نظام التكييف: يعد التكييف من الضروريات الأساسية في دول الخليج، وعلى الرغم من ذلك لن يتغير قريباً، فإن الحلول المنزلية الذكية يمكن أن تقلل استهلاك الطاقة التي نستخدمها لتشغيل أنظمة التبريد لدينا في الصيف وأنظمة التدفئة في الشتاء بشكل كبير. فمن خلال التعلم الذاتي لسلوك واحتياجات الأسرة بالنسبة لتدفئة وتبريد المنزل مع مرور الوقت وإقران تلك المعلومات مع درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه، يستطيع منظم الحرارة الذكي تقليص قيمة فواتير استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة أو أكثر؛ مما سيختصر على الوالدين تأنيب الأطفال للتوقف عن العبث بمفتاح الطاقة.
طريقة دمج الأجهزة الذكية بنظام المنزل الذكي: يملك كل واحد منا الكثير من الأجهزة الذكية في المنزل والتي يمكن وصلها بشبكة الإنترنت. وما يحتاج إليه معظم الأشخاص هو وسيلة بسيطة بأسعار معقولة لإيصال جميع هذه الأجهزة بنظام واحد. ويؤمن نجيب النعيم من شركة «شنايدر إلكتريك» بأن تطبيق ويزر الذي أطلقته الشركة ومفهوم المنزل المتصل المتطور (سكوير دي) ربما يكون الحل المثالي لمن يبحثون عن تقنية المنزل الذكي الرائدة اليوم.
وقال النعيم «سيتطلب تحقيق ذلك شركة ذات خبرة بالطاقة والكهرباء والخدمات الرقمية والأجهزة والبرامج لتنشئ جهاز تحكم المنزل الذكي الذي نحتاج إليه جميعاً. ويعمل تطبيق (ويزر) من جهاز واحد نحمله بيدنا دائماً هو الهاتف المتحرك. ومن خلال وصل كل جهاز لدينا في المنزل بالإنترنت والتحكم به عبر (ويزر) سنتمكن من مراقبة كافة أجهزتنا والتحكم بها بطريقة آمنة ومن جهاز واحد».
وتهدف «شنايدر» على المدى الطويل إلى إضافة مستشعرات في جميع المعدات الكهربائية في المنزل لتتيح قياس استهلاك الطاقة والتحكم بالأجهزة، إما مباشرة أو من خلال الذكاء الصناعي، ومساعدة أصحاب المنازل والمباني على إنشاء «شبكات كهربائية صغيرة» من خلال دمج البطاريات وأجهزة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية. وبهذا قد تصبح الأسلاك الكهربائية والمقابس والقواطع الخاصة بك العمود الفقري الذكي لمنزلك المستقبلي.
«شنايدر» هي من المشاركين في مبادرة «موطن الابتكار» التابعة لشركة «سابك»، وهي مشروع يهدف إلى إنشاء منزل تجريبي متكامل بأثاثه لتوفير تجربة عيش حديثة ومريحة ومستدامة، وإلى رفد السعودية بالمشاريع المستدامة. ويعرض مشروع «موطن الابتكار» ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الشركات العالمية مع رواد الأبحاث مثل «سابك» لابتكار أفكار جديدة من شأنها أن تثير اهتمام السعوديين وتُطلعهم على ما ستبدو عليه منازلهم في المستقبل.
وقال النعيم: «لم تتغير منازلنا كثيراً على الرغم من كمية التقنيات المحيطة بنا. وأصبح ذلك على وشك التغيير، فسنستذكر مستقبلاً الماضي بعد عقد من الزمن، ونتساءل لماذا لم نختر مفهوم المنزل الذكي في وقت أبكر. وسيحدث ذلك ثورة في طريقة راحتنا وعملنا ولعبنا. وأعتقد أن السعودية ستقود مسيرة التطور التقني في المنازل الذكية بفضل مشاريعها الرائدة مثل (نيوم)».