لماذا تمنى جون كارفر الإنجليزي أن تفوز اسكوتلندا على إنجلترا؟

مساعد مدرب المنتخب الاسكوتلندي يتحدث عن المواجهة مع منتخب بلاده

جون كارفر مساعد المدير الفني لمنتخب اسكوتلندا (غيتي)
جون كارفر مساعد المدير الفني لمنتخب اسكوتلندا (غيتي)
TT

لماذا تمنى جون كارفر الإنجليزي أن تفوز اسكوتلندا على إنجلترا؟

جون كارفر مساعد المدير الفني لمنتخب اسكوتلندا (غيتي)
جون كارفر مساعد المدير الفني لمنتخب اسكوتلندا (غيتي)

كان من المخطط أن تستمر هذه المقابلة مع مساعد المدرب جون كارفر لمدة 30 دقيقة فقط، لكنها استمرت لمدة ثلاث ساعات، وقد كان هذا طبيعياً، نظراً لأنها تطرقت للعديد من الموضوعات والشخصيات المختلفة، مثل ستيف كلارك مدرب المنتخب الاسكوتلندي. فعلى سبيل المثال، تذكّر كارفر ما حدث مع اللاعب الفرنسي حاتم بن عرفة بين شوطي إحدى المباريات في نيوكاسل، قائلاً: «كان يخوض مباراة صعبة، وكان آلان بارديو محقاً تماماً في توجيه الانتقادات إليه. وفجأة استدار حاتم نحو ثلاجة لا يمكن أن يحملها سوى عشرة رجال وحاول رفعها ورميها على بارديو، لكنه لم يستطع. وواصل ثورته خارج غرفة خلع الملابس وتوجه إلى مكتب المدربين. وبعد خمس دقائق، ظهر مرة أخرى وهو يتناول شطيرة، وعلى استعداد للعب الشوط الثاني!».
وماذا عن كيفن كيجان؟ يقول كارفر: «لقد جعل الجميع يشعرون بأنهم جزء من نجاح الفريق الأول. كنت مدرباً في أكاديمية الناشئين في الحادية والثلاثين من عمري آنذاك، لكنه كان يقول لي: أنت في أفضل أيامك يا جون. ديريك فازاكيرلي لا يقوم بعمل جيد، لذا ستعمل أنت مع الفريق الأول». وكان ستيف كلارك من بين أولئك الذين يشعرون بالدهشة لأن مساعده كارفر لم يتولَّ القيادة الفنية لأي نادٍ، رغم المعرفة الكبيرة التي يمتلكها. لكن ذلك الأمر صبّ في مصلحة المنتخب الاسكوتلندي في نهاية المطاف. فمنذ انضمام كارفر إلى الطاقم الفني لمنتخب اسكوتلندا في أواخر عام 2020، أعاد تأسيس علاقة قوية مع كلارك – فقد عملا معاً في الطاقم الفني لنادي نيوكاسل تحت قيادة رود خوليت - ولعب دوراً مؤثراً في تطور منتخب اسكوتلندا بشكل ملحوظ. وتأجلت مباراة اسكوتلندا الفاصلة في تصفيات كأس العالم ضد أوكرانيا حتى يونيو (حزيران) المقبل.
ويتذكر كارفر تأهل منتخب اسكوتلندا لكأس الأمم الأوروبية الأخيرة الصيف الماضي، بعد الفوز بركلات الترجيح في صربيا، قائلاً: «بينما كنت أستعد للانطلاق والاحتفال، صدمني ستيفن وودز وقفز ستيفن ريد فوقي. حاولت منع نفسي من السقوط، لكنني تعرضت للدفع مرة أخرى، وأصبت بتمزق في ربلة الساق. وكنت أصرخ في وجه الآخرين، وأطلب منهم ألا يقتربوا مني. لهذا السبب لم تروني في أي صورة من صور الاحتفال بالصعود. وكان يتعين على ريدي أن يساعدني ويحملني إلى النفق».
ويضيف: «وافقت على العمل في هذا المنصب لأنني كنت أعرف أن ستيف سيُقدر رأيي وسيثق بي، فهو يسمح لي بالتعبير عن رأيي دائماً. لقد تعلمت من ذلك كثيراً، واستفدت كثيراً من الصعوبات التي واجهناها. عندما جاء رود خوليت إلى نيوكاسل، كنت من نوعية الأشخاص الذين يطيعون التعليمات دون أي نقاش، لأنني كنت قد صعدت للتو للعمل مع الفريق الأول، والعمل جنباً إلى جنب مع هذا النجم البارز في عالم كرة القدم.
كنت أجلس وأتفق مع كل شيء يقوله. كدت أفقد علاقتي بآلان شيرار وغاري سبيد ولاعبين آخرين من هذا القبيل، لأنهم رأوا أنني رجل مطيع للتعليمات بشكل أعمى ولا أعبّر عن رأيي الخاص. لقد رفعت يدي أمامهم ذات يوم وأخبرتهم أنني ارتكبت خطأ».
وكانت عودة كلارك إلى تشيلسي بعد إقالة خوليت في عام 1999 تعني تولي كارفر القيادة الفنية للفريق الأول بنادي نيوكاسل بشكل مؤقت. وبعد فترة ناجحة للغاية إلى جانب بوبي روبسون، تم تهميشه من قبل غرايم سونيس. يقول كارفر: «لقد أرادوا مني أن أتنازل عن جزء من راتبي وأغيّر المسمى الوظيفي، لكن ذلك الأمر كان يؤلمني حقاً. لقد كنت أعمل في هذا النادي معظم حياتي. أتذكر أنني كنت أعمل في ليدز يونايتد وعدت للعودة إلى ملعب (سانت جيمس بارك)، وقال لي سام إليس (كان يعمل ضمن الطاقم الفني للفريق): جون، انسَ الأمر، فقد انتهى كل شيء الآن. لكنني لم أستطع نسيان ذلك، فقد كنت أشعر بألم شديد وغصة في حلقي. ودائماً ما كنت أتصبب عرقاً عندما أعود إلى هذا الملعب».
لكن في ذلك الوقت، وكما هو الحال الآن، كان كارفر، البالغ من العمر 57 عاماً، يحظى بتقدير كبير من قبل جمهور نيوكاسل، فهو واحد منهم. وعاد كارفر إلى النادي مرة أخرى لمساعدة بارديو قبل أن يتولى قيادة النادي بشكل مؤقت خلال فترة عصيبة. ومن المعروف أن كارفر اتهم قلب الدفاع مايك ويليامسون بتعمد الحصول على البطاقة الحمراء خلال المباراة التي خسرها الفريق أمام ليستر سيتي. يقول كارفر: «لقد فعلت ذلك لأنني انتقدته في غرفة خلع الملابس أمام زملائه في الفريق ولم يرد عليّ.
لقد كنت أريد منه أن يقوم بأي رد فعل. كنا نقاتل من أجل حياتنا، وكان الجمهور يستحق أن يعرف ما يدور في رأسي». وكان رحيل كارفر عن نيوكاسل في عام 2015 أسهل إلى حد ما، ويقول عن ذلك: «لقد حدث الأمر بالطريقة الصحيحة. كنت قد قمت بجميع الأعمال الممكنة في النادي، وبالتالي رأيت أن الوقت قد حان لتجربة شيء مختلف».
وسرعان ما تغيّرت ملامح كارفر عند الحديث عن غاري سبيد، الذي انتحر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، ويشير كارفر إلى أن سبيد وشيرار هما أفضل لاعبين تولى تدريبهما على الإطلاق. وكان سبيد قد عين كارفر مساعد مدرب للفريق الأول في شيفيلد يونايتد، وهو ما يعكس الاحترام المتبادل بين الاثنين.
يقول كارفر: «أنا أفكر فيه طوال الوقت. لقد طورنا علاقة رائعة، وأجد صعوبة كبيرة في التحدث عنه. كان ينتظره مستقبل باهر، وكان يتدرب بنفس القوة التي يلعب بها، وكان يحب المنافسة جداً، وكان دقيقاً في كل شيء يقوم به».
ويضيف: «كنا في شيفيلد يونايتد وأخبرني أن لديه الفرصة لتولي القيادة الفنية لمنتخب ويلز، وطالبته بأن يقبل هذه المهمة، لكنه سألني عن موقفي من ذلك، وطالبته بأن يتولى المهمة ولا يقلق بشأني، وقلت له إنني سأكون على ما يرام. لقد عرض أن يدفع بقية عقدي من جيبه الخاص. طالبته بألا يكون سخيفاً، لكنه كان رجلاً رائعاً في حقيقة الأمر. لقد شعر وكأنه سوف يخذلني في حال الموافقة على تولي القيادة الفنية لمنتخب ويلز».
لكن ماذا عن عمل رجل إنجليزي في القيادة الفنية لمنتخب اسكوتلندا، ومواجهة إنجلترا على ملعب ويمبلي في نهائيات كأس الأمم الأوروبية الأخيرة، التي شهدت تقديم اسكوتلندا مستويات رائعة رغم نهاية المباراة بالتعادل السلبي؟ يقول كارفر: «كان الأمر غريباً، لكنني كنت فخوراً جداً بذلك. عندما عزفوا النشيد الوطني لإنجلترا، تذكرت عندما كان بوبي روبسون يقود المنتخب الإنجليزي.
وعندما عُزف النشيد الوطني لاسكوتلندا شعرت بالفخر لكوني اسكوتلندياً. لقد كان وضعاً غريباً. كان لدي زملاء إنجليز يجلسون مع مشجعي اسكوتلندا وحدثوني عن روعة هذه التجربة. ربما كانت تلك المباراة بأكملها هي الأكثر استرخاءً وهدوءاً بالنسبة لي على الإطلاق، لأننا لعبنا بشكل جيد. لم أشعر قط بأننا يمكن أن نخسر. لقد كنت واثقاً تماماً وأشعر بالهدوء. كنت أتمنى فقط أن تفوز اسكوتلندا على إنجلترا في هذه المواجهة».
ويضيف: «لقد وبخني زملائي لأنني أشرت إلى منتخب اسكوتلندا بالضمير نحن. لكن هذه هي شخصيتي، فأنا أقدم كل ما لدي للفريق الذي أعمل معه. أنا إنجليزي وفخور بذلك، لكني أشعر بأنني جزء من هذه التجربة وأحب الوظيفة التي أعمل بها وأحب الطريقة التي يعاملني بها الشعب الاسكوتلندي».



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.