اكتشاف جديد قد يشير إلى إمكانية العيش على كوكب «بلوتو»

صورة التقطتها «نيو هورايزونز» تظهر البراكين الجليدية (مظللة باللون الأزرق) الموجودة على كوكب بلوتو (سي إن إن)
صورة التقطتها «نيو هورايزونز» تظهر البراكين الجليدية (مظللة باللون الأزرق) الموجودة على كوكب بلوتو (سي إن إن)
TT

اكتشاف جديد قد يشير إلى إمكانية العيش على كوكب «بلوتو»

صورة التقطتها «نيو هورايزونز» تظهر البراكين الجليدية (مظللة باللون الأزرق) الموجودة على كوكب بلوتو (سي إن إن)
صورة التقطتها «نيو هورايزونز» تظهر البراكين الجليدية (مظللة باللون الأزرق) الموجودة على كوكب بلوتو (سي إن إن)

كشفت صور لكوكب بلوتو التقطها المركبة الفضائية «نيو هورايزونز»، التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) عن مفاجأة جديدة قد تشير إلى إمكانية العيش على الكوكب، وهي «البراكين الجليدية».
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد أجرت المركبة الفضائية تحليقاً بالقرب من بلوتو وأقماره في يوليو (تموز) 2015. وما زالت الملاحظات التي تم جمعها في ذلك الوقت تعيد تشكيل فهم العلماء عن كل ما يخص هذا الكوكب القزم.
وفي دراسة حديثة، حلل علماء تابعون لمعهد الأبحاث الجنوبي الغربي في مدينة بولدر بكولورادو الصور التي التقطتها «نيو هورايزونز» لمنطقة جنوب غربي الغطاء الجليدي في حوض سبوتنيك بلانيتيا، الموجود على كوكب بلوتو، والذي يبلغ عرضه نحو 621 ميلاً (1000 كيلومتر)، ويتميز بارتفاعات كبيرة مع جوانب غير منتظمة.
وأشار تحليلهم للصور إلى أنه من المحتمل أن تكون المنطقة مغطاة ببراكين جليدية، تتكون أساساً من جليد مائي.
ووفقاً للعلماء، يُعرف اثنان من أكبر هذه البراكين باسم «رايت مونس» و«بيكارد مونس».
ويبلغ ارتفاع «رايت مونس» نحو 5 كيلومترات فيما يبلغ عرضه 93 ميلاً (150 كيلومتراً)، بينما يصل ارتفاع «بيكارد مونس» إلى نحو 7 كيلومترات، ويبلغ عرضه 139 ميلاً (225 كيلومتراً).
ويعتبر «رايت مونس» مشابهاً في الحجم لبركان مونا لوا في هاواي، وهو أحد أكبر البراكين على الأرض.
واستناداً إلى التضاريس في المنطقة، يشير الباحثون إلى أنه من المحتمل أن تكون عدة ثورات بركانية قد حدثت في الماضي.

وسابقاً تم العثور على براكين جليدية في عدة أماكن أخرى في نظامنا الشمسي، بما في ذلك على قمر زحل «تيتان» وعلى الكوكب القزم «سيريس». ومع ذلك، فإن اكتشافهم على بلوتو يأتي مفاجأة، حيث أشارت الأبحاث السابقة إلى أن الكوكب يفتقر إلى الكثير من التدفئة الداخلية، حيث إن الجزء الداخلي منه لا ينتج حرارة كافية لدفع النشاط البركاني.
وبلوتو يوجد على حافة نظامنا الشمسي في حزام كويبر، ويعتبر الأكبر حجماً بين عدد من الأجسام المتجمدة هناك والتي تدور بعيداً عن الشمس.
وقالت الدكتورة كيسلي سينغر، التي قادت فريق الدراسة: «وجدنا في بلوتو حقلاً من البراكين الجليدية الكبيرة جداً التي لا تشبه أي شيء آخر رأيناه في النظام الشمسي». وأضافت: «هذا يعني أن هذا الكوكب لديه حرارة داخلية أكثر مما كنا نظن».
وأشارت سينغر إلى أن البراكين الجليدية تشكلت على الأرجح على عدة مراحل ومن المحتمل أنها كانت نشطة مؤخراً منذ 100 مليون إلى 200 مليون سنة»، وفقاً لقولها. وتابعت: «ربما كانت المادة الجليدية عبارة عن مزيج من الثلج والماء أو أشبه بمعجون أسنان بينما كانت تتدفق من فتحة بركانية على سطح بلوتو. الجو بارد جداً على سطح بلوتو لدرجة أن الماء السائل لا يمكن أن يبقى هناك لفترة طويلة».
وبينت سينغر أن هذه البراكين الجليدية «يمكن أن تكون مثل البراكين على الأرض التي تظل كامنة لبعض الوقت ثم تنشط مرة أخرى».
وكان لدى بلوتو في يوم من الأيام محيط تحت السطح، ويمكن أن يشير العثور على هذه البراكين الجليدية إلى أن هذا المحيط لا يزال موجوداً، وأن المياه السائلة يمكن أن تكون قريبة من السطح. وبالاقتران مع فكرة أن بلوتو يحتوي على حرارة داخلية أكثر دفئاً مما كان يعتقد سابقاً، فإن هذه النتائج تثير أسئلة حول إمكانية العيش على الكوكب القزم.
قال سينغر: «رغم هذه الاكتشافات الجديدة، لا يزال هناك الكثير من التحديات التي قد تواجه أي كائنات حية تحاول البقاء على قيد الحياة هناك. فهناك حاجة إلى بعض مصادر المغذيات المستمرة، وإذا كانت البراكين عرضية فإن الحرارة والمياه المتاحة ستكون متغيرة وغير مضمونة أيضاً».
وتم نشر تفاصيل الدراسة الجديدة أمس (الثلاثاء) في مجلة Nature Communications.


مقالات ذات صلة

محاكاة حاسوبية ترجّح نشأة قمري المريخ جراء حطام كويكب

يوميات الشرق كوكب المريخ (رويترز)

محاكاة حاسوبية ترجّح نشأة قمري المريخ جراء حطام كويكب

قال موقع «سبيس» إن محاكاة حاسوبية رجّحت أن قمري كوكب المريخ المحيرين، فوبوس وديموس، ربما تكوّنا من الحُطام الناتج عن اقتراب كويكب كبير من الكوكب الأحمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا لحظة اندلاع الحريق أثناء اختبار الصاروخ «إبسيلون إس» في مركز تانيغاشيما الفضائي (رويترز)

حريق ضخم بموقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان (فيديو)

اندلع حريق ضخم صباح اليوم (الثلاثاء) في موقع تجارب تابع لوكالة الفضاء اليابانية أثناء اختبارها صاروخ «إبسيلون إس» الذي يعمل بالوقود الصلب.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مركبة الفضاء «ستارشيب» تظهر وهي تستعد للإطلاق من تكساس (رويترز)

«سبيس إكس» تستعد لإجراء اختبار سادس لصاروخ «ستارشيب» وسط توقعات بحضور ترمب

تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

حدد نقاش المشاركين في «منتدى دبي للمستقبل - 2024» 7 تطورات رئيسية تمثل لحظة محورية للبشرية، منها العودة إلى القمر والطاقة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (دبي)

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».