اكتشاف جديد قد يشير إلى إمكانية العيش على كوكب «بلوتو»

صورة التقطتها «نيو هورايزونز» تظهر البراكين الجليدية (مظللة باللون الأزرق) الموجودة على كوكب بلوتو (سي إن إن)
صورة التقطتها «نيو هورايزونز» تظهر البراكين الجليدية (مظللة باللون الأزرق) الموجودة على كوكب بلوتو (سي إن إن)
TT
20

اكتشاف جديد قد يشير إلى إمكانية العيش على كوكب «بلوتو»

صورة التقطتها «نيو هورايزونز» تظهر البراكين الجليدية (مظللة باللون الأزرق) الموجودة على كوكب بلوتو (سي إن إن)
صورة التقطتها «نيو هورايزونز» تظهر البراكين الجليدية (مظللة باللون الأزرق) الموجودة على كوكب بلوتو (سي إن إن)

كشفت صور لكوكب بلوتو التقطها المركبة الفضائية «نيو هورايزونز»، التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) عن مفاجأة جديدة قد تشير إلى إمكانية العيش على الكوكب، وهي «البراكين الجليدية».
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد أجرت المركبة الفضائية تحليقاً بالقرب من بلوتو وأقماره في يوليو (تموز) 2015. وما زالت الملاحظات التي تم جمعها في ذلك الوقت تعيد تشكيل فهم العلماء عن كل ما يخص هذا الكوكب القزم.
وفي دراسة حديثة، حلل علماء تابعون لمعهد الأبحاث الجنوبي الغربي في مدينة بولدر بكولورادو الصور التي التقطتها «نيو هورايزونز» لمنطقة جنوب غربي الغطاء الجليدي في حوض سبوتنيك بلانيتيا، الموجود على كوكب بلوتو، والذي يبلغ عرضه نحو 621 ميلاً (1000 كيلومتر)، ويتميز بارتفاعات كبيرة مع جوانب غير منتظمة.
وأشار تحليلهم للصور إلى أنه من المحتمل أن تكون المنطقة مغطاة ببراكين جليدية، تتكون أساساً من جليد مائي.
ووفقاً للعلماء، يُعرف اثنان من أكبر هذه البراكين باسم «رايت مونس» و«بيكارد مونس».
ويبلغ ارتفاع «رايت مونس» نحو 5 كيلومترات فيما يبلغ عرضه 93 ميلاً (150 كيلومتراً)، بينما يصل ارتفاع «بيكارد مونس» إلى نحو 7 كيلومترات، ويبلغ عرضه 139 ميلاً (225 كيلومتراً).
ويعتبر «رايت مونس» مشابهاً في الحجم لبركان مونا لوا في هاواي، وهو أحد أكبر البراكين على الأرض.
واستناداً إلى التضاريس في المنطقة، يشير الباحثون إلى أنه من المحتمل أن تكون عدة ثورات بركانية قد حدثت في الماضي.

وسابقاً تم العثور على براكين جليدية في عدة أماكن أخرى في نظامنا الشمسي، بما في ذلك على قمر زحل «تيتان» وعلى الكوكب القزم «سيريس». ومع ذلك، فإن اكتشافهم على بلوتو يأتي مفاجأة، حيث أشارت الأبحاث السابقة إلى أن الكوكب يفتقر إلى الكثير من التدفئة الداخلية، حيث إن الجزء الداخلي منه لا ينتج حرارة كافية لدفع النشاط البركاني.
وبلوتو يوجد على حافة نظامنا الشمسي في حزام كويبر، ويعتبر الأكبر حجماً بين عدد من الأجسام المتجمدة هناك والتي تدور بعيداً عن الشمس.
وقالت الدكتورة كيسلي سينغر، التي قادت فريق الدراسة: «وجدنا في بلوتو حقلاً من البراكين الجليدية الكبيرة جداً التي لا تشبه أي شيء آخر رأيناه في النظام الشمسي». وأضافت: «هذا يعني أن هذا الكوكب لديه حرارة داخلية أكثر مما كنا نظن».
وأشارت سينغر إلى أن البراكين الجليدية تشكلت على الأرجح على عدة مراحل ومن المحتمل أنها كانت نشطة مؤخراً منذ 100 مليون إلى 200 مليون سنة»، وفقاً لقولها. وتابعت: «ربما كانت المادة الجليدية عبارة عن مزيج من الثلج والماء أو أشبه بمعجون أسنان بينما كانت تتدفق من فتحة بركانية على سطح بلوتو. الجو بارد جداً على سطح بلوتو لدرجة أن الماء السائل لا يمكن أن يبقى هناك لفترة طويلة».
وبينت سينغر أن هذه البراكين الجليدية «يمكن أن تكون مثل البراكين على الأرض التي تظل كامنة لبعض الوقت ثم تنشط مرة أخرى».
وكان لدى بلوتو في يوم من الأيام محيط تحت السطح، ويمكن أن يشير العثور على هذه البراكين الجليدية إلى أن هذا المحيط لا يزال موجوداً، وأن المياه السائلة يمكن أن تكون قريبة من السطح. وبالاقتران مع فكرة أن بلوتو يحتوي على حرارة داخلية أكثر دفئاً مما كان يعتقد سابقاً، فإن هذه النتائج تثير أسئلة حول إمكانية العيش على الكوكب القزم.
قال سينغر: «رغم هذه الاكتشافات الجديدة، لا يزال هناك الكثير من التحديات التي قد تواجه أي كائنات حية تحاول البقاء على قيد الحياة هناك. فهناك حاجة إلى بعض مصادر المغذيات المستمرة، وإذا كانت البراكين عرضية فإن الحرارة والمياه المتاحة ستكون متغيرة وغير مضمونة أيضاً».
وتم نشر تفاصيل الدراسة الجديدة أمس (الثلاثاء) في مجلة Nature Communications.


مقالات ذات صلة

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يوميات الشرق يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

كشفت دراسة أميركية أن تغير المناخ يؤثر على الفضاء القريب من الأرض بطريقة قد تزيد من خطر اصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
علوم استكشاف القمر والعيش عليه قد يكون أسهل مما كنا نعتقد سابقاً (إ.ب.أ)

باحثون: العيش على القمر قد يكون أسهل مما نعتقد

كشفت دراسة جديدة أن استكشاف القمر والعيش عليه قد يكون أسهل مما كنا نعتقد سابقاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ مركبة الفضاء « سبايس إكس ستارشيب» تستعد للإقلاع من منصة الإطلاق في ثامن رحلة تجريبية (ا.ف.ب)

 «سبايس إكس» تفقد الاتصال بـ«صاروخ ستارشيب» العملاق بعيد إطلاقه

أعلنت شركة «سبايس إكس» المملوكة لإيلون ماسك، أنها فقدت الاتصال بالطبقة الثانية من صاروخها الذي أطلق يوم أمس (الخميس) فوق خليج المكسيك في ثامن رحلة تجريبية له.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم لقطة من بث حي لمحاكاة هبوط المركبة «أثينا» على القمر

مسبار قمري يهبط بنجاح على القمر وحالته غير معروفة

هبط مسبار قمري مملوك للقطاع الخاص بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، ولكن بعد مرور دقائق لم يتمكن مراقبو الرحلة من تأكيد حالته.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال (الولايات المتحدة))
يوميات الشرق علماء في أستراليا يكتشفون أقدم حفرة معروفة في العالم ناجمة عن اصطدام نيزك بالأرض (رويترز)

علماء في أستراليا يعلنون اكتشاف أقدم حفرة معروفة في العالم لاصطدام نيزك بالأرض

أعلن علماء في أستراليا أنهم اكتشفوا أقدم حفرة معروفة في العالم ناجمة عن اصطدام نيزك بالأرض، في حدث قد يُغيّر فهم أصول الحياة والأرض.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

السعودية أنموذجاً عالمياً في إدارة الموارد المائية

الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)
الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)
TT
20

السعودية أنموذجاً عالمياً في إدارة الموارد المائية

الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)
الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)

اختارت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية (UN - Water) السعودية أنموذجاً عالمياً رائداً في تحقيق مؤشر الإدارة المتكاملة لموارد المياه (6 - 5 - 1) ضمن الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة (SDG 6)، وذلك نظير التقدم الذي تحرزه البلاد في هذا المجال.

جاء ذلك خلال ورشة تحضيرية لدراسة تجربة السعودية في نجاحها لتسريع تحقيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية، ضمن الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة في المملكة، التي افتتحها الدكتور عبد العزيز الشيباني، وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للمياه، وجمعت في الرياض 40 مشاركاً من القطاعين الحكومي والخاص، والمنظمات الدولية ذات العلاقة، والمجتمع المدني، والأوساط الأكاديمي.

وعدّ الشيباني هذا الاختيار إشادة دولية بالتقدم الذي أحرزته السعودية في ذلك، بما يتماشى مع «رؤية المملكة 2030» و«الاستراتيجية الوطنية للمياه»، خصوصاً في مجال الإدارة المتكاملة لتلك الموارد.

وتعمل اللجنة الأممية على إعداد دراسة حالة نجاح السعودية لتوثيق تجربتها، ومشاركتها مع الدول الأخرى، للاستفادة من نهج المملكة في هذا الشأن، وتشجيع استمرار الجهود عالمياً لتحقيق الهدف السادس.

جانب من الورشة التحضيرية التي عقدت في الرياض (واس)
جانب من الورشة التحضيرية التي عقدت في الرياض (واس)

وأكد أن الورشة ناقشت النتائج الأولية والرسائل الرئيسة لدراسة الحالة التي تعدّها اللجنة حول السعودية، بما يمكن من استثمار حالات النجاح وممارساتها الرصينة لإدارة المياه، والاستفادة منها عالمياً، ما يسرع بتحقيق المستهدف السادس الذي بحسب المؤشر على المستوى العالمي يشهد تباطؤاً في الوصول لأهدافه بحلول 2030.

وأشار وكيل الوزارة إلى أن دراسة حالة النجاح تعتمد نهجاً شاملاً يعكس الروابط بين مختلف القطاعات، مثل البيئة، والزراعة، والطاقة، والصحة، ما يساعد على تحديد الفرص وتعزيز التكامل بين هذه المجالات، خصوصاً في مجال خلق البيئة الممكنة لإدارة فاعلة للمياه، بما في ذلك إشراك القطاع الخاص.

ويأتي اختيار الدول المشمولة بالدراسات بناءً على البيانات التي توفرها وكالات الأمم المتحدة المختصة، ويتم إطلاق تقارير دراسات الحالة خلال الحدث السنوي الخاص بالهدف السادس، ضمن المنتدى السياسي رفيع المستوى للأمم المتحدة، الذي يُعقد في نيويورك خلال شهر يوليو (تموز) من كل عام.

يُشار إلى أن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية هي تنسيقية تابعة للأمم المتحدة، تضم 36 كياناً أممياً (أعضاء) و48 منظمة دولية أخرى (شركاء)، تعمل في مجالات المياه والصرف الصحي، وتهدف إلى ضمان استجابة منسقة وفعّالة للتحديات العالمية المتعلقة بالمياه.