تعزيز ريادة الأعمال في الصناعة والخدمات اللوجستية السعودية

إعلان عن اتفاقيات لبرامج ومبادرات تتخطى قيمتها 1.6 مليار دولار

جانب من الاتفاقيات المبرمة في المؤتمر الدولي لريادة الأعمال في الرياض أمس  (الشرق الأوسط)
جانب من الاتفاقيات المبرمة في المؤتمر الدولي لريادة الأعمال في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
TT

تعزيز ريادة الأعمال في الصناعة والخدمات اللوجستية السعودية

جانب من الاتفاقيات المبرمة في المؤتمر الدولي لريادة الأعمال في الرياض أمس  (الشرق الأوسط)
جانب من الاتفاقيات المبرمة في المؤتمر الدولي لريادة الأعمال في الرياض أمس (الشرق الأوسط)

كشف برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية «ندلب» - أحد برامج رؤية السعودية 2030 - عن إطلاق برنامج الألف ميل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في المجالين الصناعي والخدمات اللوجستية والذي يعمل على تزويد المنشآت بالدعم المادي ودراسات الجدوى، وكذلك الاستثمار بالأصول.
جاء ذلك خلال الجلسات الحوارية للمؤتمر العالمي لريادة الأعمال في يومه الثالث، والذي تنظمه الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت» بالتعاون مع الشبكة العالمية لريادة الأعمال في العاصمة الرياض، حيث شهد توقيع وإطلاق العديد من البرامج والمبادرات والتي تجاوزت إجمالي قيمتها أكثر من 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار).
ويطلق «ندلب» فرصة من خلال البرنامج الجديد لتأهيل ريادي الأعمال في الصناعة والخدمات اللوجستية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، للتمكين من تأهيل المهارات نظرياً وعملياً، ودعم في إعداد دراسات جدوى أولية وتفصيلية، بالإضافة الى توفير حوافز نوعية.

الإنفاق التقني
من جهته، قال أحمد الصويان، محافظة هيئة الحكومة الرقمية السعودية، إن 73 في المائة من التمويل الذي يأتي من صناديق رأس المال الجريء في المملكة يستفيد منها أصحاب المشاريع التكنولوجية والرقمية.
وبين الصويان خلال إحدى الجلسات الحوارية ضمن المؤتمر العالمي لريادة الأعمال، أن المملكة هي الأعلى عالمياً في الإنفاق الحكومي التقني من الإنفاق الوطني التقني بنسبة 21.7 في المائة للعام الماضي وبقيمة تصل إلى 93 مليار ريال (24 مليار دولار) حتى 2025.
وتناولت فعاليات المؤتمر الدولي لريادة الأعمال عددا من الجلسات الحوارية التي تسلط الضوء على الشباب واهتماماتهم بحضور عدد من ممثلي الجهات الحكومية والخاصة التي تستهدف تطوير رواد الأعمال بجميع المجالات وتقديم الدعم المعنوي والمادي لهم لتطرح المواضيع الأبرز التي تشغل فكر الجيل الناشئ.

فرص السعودية
من جهة أخرى، استعرض بدر البدر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن سلمان «مسك»، ملفا يوضح الاتجاهات التي ستهيمن على ريادة الأعمال في 2022 والقطاعات التي يرتفع الطلب عليها في المستقبل، ويكشف أهمية اتجاه الأنظار نحو السعودية بشكل متزايد مؤخراً لكونها المكان المناسب لبدء عمل تجاري في المنطقة.
وأكد البدر، أن 50 في المائة من الشباب السعودي يفكرون ببدء مشاريعهم الخاصة، مبيناً أن برامج «مسك» متاحة لجميع الطموحين الراغبين بمزيد من الدعم.
وأضاف أن أصعب تحديات تواجه رواد الأعمال هي الأنظمة والإجراءات، والتوسع المحلي والعالمي، ونقص المواهب، مؤكداً أن الخدمات الحالية ستساهم في تذليل هذه الصعوبات وتسريع عمليات تطوير المشاريع الرائدة نحو الأمام.

تهيئة الأعمال
إلى ذلك، استضافت جلسة تحت عنوان «أهمية رعاية رواد الأعمال الشباب»، نورة التركي، نائب الرئيس لشركة نسما، وخالد الزامل، المستشار في ريادة الأعمال، وغاري شوينجر، المدير التنفيذي لمبادرة التعلم الريادي، لمناقشة احتياج الأجيال الحالية والمستقبلية إلى بيئة محفزة لتطوير مهارات وطرق تفكير جديدة لكي يزدهر القطاع في المنطقة، وكيفية استفادة الحكومات من هذه الإمكانات وتمكين الشباب من مواصلة البحث والابتكار في المستقبل.
وذكرت نورة التركي، أن الحفاظ على العقلية الريادية يجب أن تكون ثقافة متأصلة في الشركات، وفي الشباب الذين يعملون فيها لكونها من أهم محفزات استقرار المنشآت على المدى الطويل.
فيما أبان خالد الزامل، أنه في مجال ريادة الأعمال، هناك صعوبات ومعوقات قد تواجه أصحاب العمل ولذلك يجب الاستعداد لمثل هذه الاحتمالات دائما.

صناعة الترفيه
من ناحية أخرى، ناقشت جلسة عن «ازدهار صناعه الأفلام ومستقبلها»، التحديات والفرص أمام الاستوديوهات والمسارح وموزعي وسائل الإعلام والعاملين في الصناعة والمستهلكين، واستضافت مؤسس «يوتيرن» قسورة الخطيب، وزينب أبو السمح، مدير عام إم بي سي استوديو.
وطبقاً للخطيب «لدينا ما يكفي من القصص الرائعة التي يجب أن نعكس بها هويتنا لنكن خلاقين في إبراز ثقافتنا، وسقف التوقعات مرتفع في المنطقة لكون المستهلك السعودي والعربي طاقته الاستهلاكية عالية وذوقه رفيع».
وبينت زينب أبو السمح، أن كل الإمكانيات والفرص موجودة وأيادي المبدعين تستطيع الكتابة دون توقف، وأن الاحتياج الحالي يتركز على المواهب الشابة التي ستساهم في استمرار الصناعة وتطويرها.
وضمن الجلسات الحوارية، أكد مارك راندولف، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي السابق لمنصة «نيتفليكس»، أنه يجب تنقيح الأفكار لمعرفة وصول المنتج أو الخدمة إلى العميل بأسرع وقت وأقل تكلفة، مبيناً أن معالجة الإشكالية أفضل من خلق الأفكار.

برامج ومبادرات
من جانب آخر، واصل المؤتمر العالمي لريادة الأعمال في يومه الثالث، توقيع وإطلاق العديد من البرامج والمبادرات الداعمة لقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، والتي تجاوزت إجمالي قيمتها أكثر من 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار) دعمًا للقطاع وتقديم المزيد من الحلول التمويلية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
ووقع برنامج «كفالة» لتمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة مجموعة من الاتفاقيات، منها تعاون مع وزارتي الصناعة والثروة المعدنية، والشؤون البلدية والقروية والإسكان، وكذلك وزارة الرياضة، وصندوق التنمية الثقافي وصندوق التنمية السياحي، وبرنامج تطوير الصناعات الوطنية «ندلب»، وجامعة الملك سعود، وجامعة الجوف، وشركة ركن العمل لحاضنات ومسرعات الأعمال.
وشهد اليوم الثالث، توقيع «منشآت» عدة اتفاقيات تعاون مشتركة مع مجلس الضمان الصحي والهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وأيضاً الهيئة العامة للغذاء والدواء، لدعم وتمكين رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، ووقّع البنك السعودي الفرنسي اتفاقية تعاون مع الخطوط الجوية العربية السعودية.
كما أطلقت الدفعة الرابعة للإرشاد المؤثر لبرنامج طموح بالتعاون مع إنديفر السعودية، لدعم المنشآت متسارعة النمو من خلال تسهيل الوصول لأفضل المرشدين في الشبكات المحلية والعالمية والربط مع المكاتب في الأسواق الإقليمية والعالمية، ويستهدف دعم ما يزيد على 26 منشأة متسارعة نمو يمثلها 35 رائد أعمال سعوديا وبمجموع وظائف مباشرة وغير مباشرة يزيد على 400 ألف.
وبمشاركة ما يزيد على 20 منشأة متسارعة نمو سعودية، تم بالتعاون مع شبكة إيليت العالمية إطلاق الدفعة السادسة من طموح إيليت الذي يستهدف تأهيل 4 إلى 6 شركات للطرح في سوق الأسهم الموازي «نمو».
في حين وقعت شركة شايزر باور للطاقة المتنقلة اتفاقية تعاون مع مجموعة ميقا تيل الأوروبية من أجل تصنيع وتوريد شواحن السيارات الكهربائية في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط.


مقالات ذات صلة

الصادرات السعودية غير النفطية ترتفع بأعلى وتيرة منذ 2022 

الاقتصاد ميناء الملك عبد الله الواقع غرب السعودية (الشرق الأوسط)

الصادرات السعودية غير النفطية ترتفع بأعلى وتيرة منذ 2022 

تواصل الصادرات غير النفطية في السعودية نموها بوتيرة مستدامة لتصل في الرُّبع الثالث من هذا العام إلى أعلى مستوياتها منذ الرُّبع الثاني من 2022.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد ميناء جدة الإسلامي (الشرق الأوسط)

ارتفاع الصادرات السعودية غير النفطية 16.8 % خلال الربع الثالث

أعلنت «الهيئة العامة للإحصاء» السعودية، اليوم، ارتفاع الصادرات غير النفطية بنسبة 16.8 في المائة خلال الربع الثالث من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

تحت رعاية ولي العهد... السعودية تستضيف المؤتمر السنوي العالمي 28 للاستثمار

تحت رعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تستضيف المملكة المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار «دبليو آي سي»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3» يعزز ثقة المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
TT

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)

ارتفعت تكاليف النقل في نيجيريا بشكل كبير مع ارتفاع سعر البنزين بأكثر من 3 أمثاله، بعدما أنهى الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الدعم المالي للوقود في أكثر دول أفريقيا اكتظاظاً بالسكان.

ومنذ تخلت نيجيريا عن دعم الوقود في العام الماضي، أدى ذلك إلى أسوأ أزمة في تكلفة المعيشة في البلاد منذ نحو جيل كامل. وهذا يعني انخفاضاً هائلاً في عدد الركاب، وتأثر العاملون في مجال استدعاء سيارات الأجرة في العاصمة أبوجا.

وكانت الحكومة تزعم أن التخلي عن دعم الوقود سيخفض تكاليف النقل في النهاية بنحو 50 في المائة.

وقدمت السلطات النيجيرية في أغسطس (آب) مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) للاستفادة من احتياطاتها الضخمة من الغاز - الأكبر في أفريقيا - وإطلاق حافلات تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط مع تحويل المركبات التي تعمل بالبنزين أيضاً.

وجرى تعديل أكثر من 100 ألف مركبة للعمل بالغاز الطبيعي المضغوط أو بالموتور الهجين من الغاز الطبيعي والبنزين، واستثمرت الحكومة ما لا يقل عن 200 مليون دولار في إطار هذه المبادرة، وفقاً لمدير المبادرة مايكل أولوواغبيمي.

وتهدف الحكومة إلى تحويل مليون مركبة من أكثر من 11 مليون مركبة في نيجيريا في السنوات الثلاث المقبلة، لكن المحللين يقولون إن العملية تسير بشكل بطيء، مشيرين إلى ضعف التنفيذ والبنية الأساسية المحدودة.

وعلى الرغم من أن نيجيريا واحدة من أكبر منتجي النفط في أفريقيا، فإنها تعتمد على المنتجات البترولية المكررة المستوردة؛ لأن مصافيها تكافح مع انخفاض الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ عقود بسبب عمليات سرقة النفط الضخمة.

إلى جانب الإصلاحات الأخرى التي قدمها تينوبو بعد توليه السلطة في مايو (أيار) من العام الماضي، كان من المفترض أن يؤدي إلغاء الدعم إلى توفير أموال الحكومة ودعم الاستثمارات الأجنبية المتضائلة. ومع ذلك، فقد أثر ذلك في سعر كل شيء تقريباً، وأجبرت تكاليف النقل المرتفعة الناس على التخلي عن مركباتهم، والسير إلى العمل.

التحول إلى الغاز صعب

وبالإضافة إلى الافتقار إلى شبكة كافية من محطات تحويل الغاز الطبيعي المضغوط وتعبئته، المتاحة في 13 ولاية فقط من ولايات نيجيريا الـ 36، كان نجاح مبادرة الحكومة محدوداً أيضاً بسبب انخفاض الوعي العام بين جموع الشعب، وقد ترك هذا مجالاً للتضليل من جهة والتردد بين السائقين للتحول للغاز من جهة أخرى.

وقد أعرب بعض السائقين عن مخاوفهم من أن تنفجر سياراتهم مع تحويلها إلى الغاز الطبيعي المضغوط - وهي ادعاءات قالت الهيئات التنظيمية إنها غير صحيحة ما لم يتم تركيب المعدات بشكل غير مناسب.

وفي ولاية إيدو الجنوبية، وجدت السلطات أن السيارة التي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط والتي انفجرت تم تصنيعها من قبل بائع غير معتمد.

حتى في أبوجا العاصمة والمركز الاقتصادي في لاغوس، محطات الوقود نادرة وورش التحويل القليلة المتاحة غالباً ما تكون مصطفة بمركبات تجارية تنتظر أياماً للتحول إلى الغاز الطبيعي المضغوط بأسعار مدعومة. وفي الوقت نفسه، تبلغ تكلفة المركبات الخاصة للتحول 20 ضعف الحد الأدنى للأجور الشهرية في نيجيريا البالغ 42 دولاراً.

وهناك تحدٍّ آخر، وهو أن التحدي الذي يواجه مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط هو محدودية خط أنابيب الغاز في نيجيريا.

وتدرك الحكومة أنه لا يزال هناك «كثير من عدم اليقين» حول مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط، وتعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتوفير البنية الأساسية اللازمة، كما قال توسين كوكر، رئيس الشؤون التجارية في المبادرة، وفق وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وقال كوكر: «الغاز الطبيعي المضغوط هو وقود أنظف، وهو وقود أرخص وأكثر أماناً مقارنةً بالبنزين الذي اعتدناه؛ لذا سيكون لديك مزيد من المال في جيبك وهو أنظف للبيئة».