«منتدى النقب»: تعاون أمني لمواجهة هجمات إيران وأذرعها

المشاركون أكدوا أن «تطبيع دول عربية مع إسرائيل لا يأتي على حساب القضية الفلسطينية»

وزراء خارجية أميركا وإسرائيل ومصر والبحرين والمغرب والإمارات خلال اجتماعهم في النقب أمس (أ.ف.ب)
وزراء خارجية أميركا وإسرائيل ومصر والبحرين والمغرب والإمارات خلال اجتماعهم في النقب أمس (أ.ف.ب)
TT

«منتدى النقب»: تعاون أمني لمواجهة هجمات إيران وأذرعها

وزراء خارجية أميركا وإسرائيل ومصر والبحرين والمغرب والإمارات خلال اجتماعهم في النقب أمس (أ.ف.ب)
وزراء خارجية أميركا وإسرائيل ومصر والبحرين والمغرب والإمارات خلال اجتماعهم في النقب أمس (أ.ف.ب)

أقر «منتدى النقب»، الذي اختتم أعماله أمس (الاثنين)، بمشاركة وزراء خارجية إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات ومصر والمغرب والبحرين، خطة للتعاون المشترك في مواجهة الأخطار والتهديدات المشتركة، خصوصاً التصدي للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، التي تطلقها إيران وأذرعها باتجاه دول المنطقة.
وأكد الوزراء على جعل لقائهم منتدى دائماً يعقد بشكل دوري في إحدى الدول المشاركة، مرة أو أكثر في السنة. ووجهوا رسالة إلى الفلسطينيين مفادها أن «التطبيع في العلاقات بين الدول العربية المشاركة في المنتدى لا يأتي على حساب قضيتهم».
ومع أن الوزراء الستة لم يصدروا بياناً مشتركاً يحددون فيه مواقف سياسية متفقاً عليها، فإن تصريحاتهم لمحت، والتسريبات من الاجتماعات بينت أن الخلافات بين دول المنطقة والولايات المتحدة في التعاطي مع الموضوع الإيراني، ما زالت قائمة، لكن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وعد بأن يحمل رسالتهم إلى البيت الأبيض، وأنها ستلقى الاهتمام. وقال مصدر سياسي في تل أبيب إن بلينكن أدرك أن على واشنطن طمأنة حلفائها في المنطقة والوقوف إلى جانبهم بقوة في مواجهة الأخطار.
ولذلك فقد أبلغ أن الولايات المتحدة «لن تبرح الشرق الأوسط ولن تسمح بالتسلح الإيراني النووي ولن تسمح باستمرار النشاط الإرهابي الإيراني». وقال إن قضية سحب اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة منظمات الإرهاب ليست ناضجة، وإن بلاده ستفرض على إيران شروطاً حازمة لوقف النشاطات الإرهابية.
وقال مصدر رفيع مقرب من وزير الخارجية الإسرائيلية يائير لبيد، الاثنين، إن المجتمعين في منتدى النقب طرحوا أفكاراً حول دفع تعاون في مجال الأمن مقابل إيران، ووصفوا خطوة كهذه بأنها «هندسة أمن إقليمي»، تهدف إلى بلورة «حلول رادعة مقابل التهديدات في الجو والبر والبحر». وأكد أن اجتماع وزراء الخارجية يبعث برسالة واضحة إلى إيران وكذلك إلى الإدارة الأميركية التي تفاوضها، بأن التقارب الأمني بين دول خليجية والمغرب ومصر مع إسرائيل، «بكل ما يتعلق بمواجهة هجمات الطائرات المسيرة والجهود النووية، ليس حقيقة منتهية فقط، وإنما هذا تقارب معلن».
وكان المنتدى قد عقد لمدة يومين في البلدة التعاونية الإسرائيلية «سديه بوكير»، بقلب صحراء النقب. وخصصت بالأساس لتشكيل إطار للتعاون في مواجهة التهديدات الإيرانية، والبحث في الدور الأميركي بالشرق الأوسط، والتداول في تبعات الحرب الأوكرانية على الأوضاع الاقتصادية في المنطقة. إلا أن عملية التفجير التي وقعت في مدينة الخضيرة الساحلية، مساء الأحد، عندما كان المشاركون يستعدون لعشاء عمل، وكان بلينكن، عائداً من لقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في رام الله، فرضت على المجتمعين نزع الجانب الاحتفالي، وتم إلغاء الحفل الغنائي.
وفي المؤتمر الختامي، تطرق جميع الوزراء الستة إلى الموضوع الفلسطيني. وبعدما أدانوا عملية الخضيرة أكدوا تمسكهم بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وفق حل الدولتين.
وقد افتتح المؤتمر الصحافي، الذي اختتم فعاليات المنتدى، وزير الخارجية المضيف، لبيد، فقال إن «هدف الإرهابيين تخويفنا وجعلنا نحجم عن بناء علاقات بيننا ولن ينجحوا». وأضاف: «عدونا المشترك هو إيران ومن هم وكلاء لها، ما نقوم به هنا هو صنع التاريخ وبناء أسس إقليمية تستند إلى التعاون المشترك وهندسة هيكلية جديدة لهذا التعاون تردع إيران وأذرعها عن غيها. فلن ينفع معها سوى القوة والإصرار الذي نبديه هنا... إننا نفتح اليوم الباب أمام كل شعوب المنطقة بمن فيهم الفلسطينيون للشراكة معنا، على أسس نبذ الإرهاب والمساهمة في البناء».
وقال بلينكن: «رأينا خلال الفترة الماضية زيارات متبادلة واتفاقيات مشتركة وهذه التفاعلات محورها الشعوب. لقد قمنا وسوف نقوم بدعم هذه العملية التي تنقل هذه العلاقات نحو الأفضل». وتابع: «هذا الاجتماع كان يستحيل تخيله قبل أعوام. نحن نعمل معاً لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة المقبلة من إيران وحلفائها». وأكد أن «اتفاقات أبراهام» ليست بديلاً عن المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين. ويجب أن يكون الفلسطينيون شركاء فيها، وفي كل تقدم نحو السلام الإقليمي». وقال إن أحد مواضيع البحث في المنتدى أن تستطيع دولها مساندة الفلسطينيين.
وقال وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني، إنه «يجب أن نواصل الحوار المشترك ونؤسس لتعايش وتعاون بين المشاركين ونبني شبكات تعاون وثقة بيننا». وأضاف أنه «في البحرين تحركنا بسرعة لتوسيع علاقاتنا مع إسرائيل وهناك إمكانية لتعميقها». وقال إن هجمات الحوثيين وتهديدات حزب الله وموضوع النووي الإيراني هي التي دفعت نحو عقد هذا المنتدى. وأكد أهمية التوصل إلى عملية سلام تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية.
أما وزير الخارجية المصري، سامح شكري، فقال: «نؤمن بأنه يتحتم علينا نحن في الدول العربية ذات الأغلبية الإسلامية أن نقف في مواجهة الإرهاب الذي ينفذونه باسم الدين وعلينا معالجة السردية الدينية المشوهة للدين». وأضاف شكري: «نرى تطورات إيجابية في تطبيع العلاقات مع إسرائيل». وتابع وزير الخارجية المصري أنه «أبرزنا أهمية الإبقاء على حل الدولتين والوصول إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس بما يوفر الأمن لإسرائيل». ودعا إلى الامتناع عن إجراءات أحادية مثل توسيع الاستيطان.
وقال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إن «وجود المغرب هنا يستهدف إيصال رسالة إلى شعب إسرائيل بأن هذه تحركات ناجمة عن قناعة طويلة المدى وليست انتهازية. وهو أفضل رد على العمليات الإرهابية. لكن هذا لا يعني أننا تخلينا عن الرؤيا الصحيحة لتسوية القضية الفلسطينية تسوية عادلة تتيح إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية».
وقال وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، إن «هذه لحظة تاريخية لكل من هم على المنصة وفي القاعة وخارجها، ما نحاول فعله هو تغيير السردية وبناء مستقبل مختلف تكون فيه إسرائيل جزءاً طبيعياً من دول المنطقة ونقيم معها علاقات تعاون كاملة». وقال إن مصر فتحت هذه الطريق قبل 43 عاماً، «ونحن نتتبع خطاها وألف شكر لها على ذلك».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.