طور باحثون في معهد كارولنسكا السويدي استراتيجية جديدة لتحديد الأجسام المضادة المصغرة القوية، أو ما يسمى بـ{الأجسام النانوية} الفعالة ضد المتغيرات الناشئة من فيروس كورونا المستجد.
وأدى هذا النهج لاكتشاف العديد من الأجسام النانوية التي منعت في مزارع الخلايا والفئران بشكل فعال العدوى بالمتغيرات المختلفة من كورونا المستجد. وتم وصف النتائج في دراستين نشرت إحداهما في 25 مارس (آذار) الجاري بدورية {ساينس أدفانسيس} والأخرى قبلها بشهرين بدورية {نيتشر كومينيكيشن"، بما يمكن أن يمهد الطريق لعلاجات جديدة.
ويقول جيرالد مكينيرني، الأستاذ في قسم علم الأحياء الدقيقة والأورام والخلية بمعهد كارولنسكا، والمؤلف الرئيسي المشترك لكلا الدراستين في تقرير نشره موقع المعهد: {بمساعدة التقنيات المختبرية المتقدمة، تمكنا من تحديد مجموعة من الأجسام النانوية التي حيدت بشكل فعال العديد من متغيرات الفيروس}.
ورغم انتشار اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات، فإن الحاجة إلى علاجات فعالة ضد عدوى {كوفيد-19} الشديدة لا تزال مرتفعة، والأجسام النانوية، وهي شظايا من الأجسام المضادة تحدث بشكل طبيعي في الجِمال ويمكن أن تتكيف مع البشر، هي مرشحة علاجية واعدة لأنها تقدم مزايا عديدة تفوق الأجسام المضادة التقليدية، منها أن لديها خصائص كيميائية حيوية مواتية ويسهل إنتاجها بتكلفة فعالة على نطاق واسع.
وفي الدراسات المنشورة، حددت مختبرات جيرالد ماكنيرني وبن موريل، في معهد كارولنسكا، العديد من الأجسام النانوية القوية المشتقة من الألبكة المحصنة بمستضدات الفيروس. ويصف التقرير الأول في "نيتشر كومينيكيشن"جسمًا نانويًا واحدًا (Fu2)، الذي قلل بشكل كبير من الحمل الفيروسي في مزارع الخلايا والفئران.
وباستخدام المجهر الإلكتروني، وجد الباحثون أن الجسم النانوي (Fu2) يرتبط بشكل طبيعي بموقعين منفصلين على بروتين الأشواك بالفيروس (بروتين سبايك)، مما يثبط قدرة الفيروس على دخول الخلية المضيفة.
وبعد ذلك، تعمق الباحثون في تحديد ذخيرة الأجسام النانوية في الألبكة من خلال الجمع بين مجموعة من التقنيات المختبرية المتقدمة والأساليب الحسابية، مما أدى إلى تكوين مكتبة من الأجسام النانوية الموصوفة بالتفصيل.
وكشفت النتائج، المقدمة في الدراسة الأحدث بدورية {ساينس أدفانسيس}، وجود أجسام نانوية إضافية في مزارع الخلايا والفئران قامت بشكل فعال بتحييد كل من الفيروس الأصلي ومتغير بيتا، كما حيدت أيضا فيروس آخر وهو فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة النوع 1 (فيروس سارس).
يقول ليو هانكي، باحث ما بعد الدكتوراه في مختبر جيرالد ماكنيرني، والباحث المشارك بالدراسة: {تمثل هذه الأجسام النانوية مرشحات علاجية واعدة ضد العديد من متغيرات كورنا المستجد}.
ويطبق الباحثون حاليًا نفس الأساليب لتحديد الأجسام النانوية من هذه المجموعة الأفضل قدرة على تحييد أوميكرون، المتغير المسيطر الآن في العالم.
أجسام مضادة {نانوية} لمواجهة {كورونا} ومتغيراته
أجسام مضادة {نانوية} لمواجهة {كورونا} ومتغيراته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة