السعودية: تدشن أول محكمة افتراضية

المحاكم استقبلت 800 ألف طلب بمبالغ تقدر بنحو 120 مليار ريال

وزير العدل خلال تدشين المحكمة الافتراضية (الشرق الأوسط)
وزير العدل خلال تدشين المحكمة الافتراضية (الشرق الأوسط)
TT
20

السعودية: تدشن أول محكمة افتراضية

وزير العدل خلال تدشين المحكمة الافتراضية (الشرق الأوسط)
وزير العدل خلال تدشين المحكمة الافتراضية (الشرق الأوسط)

أطلق وزير العدل في السعودية، الدكتور وليد الصمعاني، أمس الأحد، المحكمة الافتراضية للتنفيذ، التي تعمل بطريقة مؤتمتة بشكل كامل، وتمثل نقلة جديدة في القطاع العدلي، لتحسين تجربة المستفيدين ودعم قطاعات الأعمال، وتعزيز تنافسية المملكة.
وتختصر المحكمة الافتراضية‬، إجراءات التنفيذ المطلوبة من المستفيد من 12 خطوة إلى خطوتين فقط، ومن دون أي تدخل بشري منذ بدء الطلب وحتى إعادة الحق، معتمدة على استخدامات الذكاء الاصطناعي، وسرعة التنفيذ، على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع. وتضمن البنية الرقمية للمحكمة الافتراضية إنجاز جميع إجراءات محكمة التنفيذ بشكل آلي ودون تدخل بشري، ومن ذلك تدقيق الطلب وإحالته آلياً إلى دائرة التنفيذ بالمحكمة، وإصدار الإجراءات ورفعها آلياً، بالإضافة إلى تحصيل الأموال وصرفها، وإحاطة المستفيد بالإجراءات التنفيذية عبر لوحة المعلومات في البوابة الموحدة للخدمات العدلية الإلكترونية «ناجز».
وأوضح ياسر السديس، قائد مكتب تحقيق الرؤية لدى وزارة العدل، أن تدشين المحكمة الافتراضية للتنفيذ يأتي تتويجاً لرحلة التحول الرقمي في القطاع العدلي، والوصول به إلى أعلى مستوى ممكن لخدمة المستفيدين بأفضل صورة.
وبيّن السديس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن التحول الرقمي في وزارة العدل بدأ قبل أكثر من سبع سنوات، قدم خلالها قرابة 130 خدمة عدلية، أسهمت في الاستغناء عن أكثر من 65 مليون زيارة إلى المرافق العدلية، وعن استهلاك 90 مليون ورقة سنوياً، بالإضافة إلى خدمات أخرى كبيرة، عكست عزم وزارة العدل على المضي قدماً في مشوار التحول الرقمي.
وأضاف السديس: «نأمل أن تتقلص الحاجة إلى زيارة المرافق العدلية المختصة بقضاء التنفيذ، بعد تحول الخدمات كافة بشكل إلكتروني، سواء لطالب التنفيذ أو المنفذ ضده، ونقل المستحقات بين الأطراف بسرعة وبموثوقية عالية، تضمن حقوق الجميع، وتعزز الضمانات القضائية اللازمة».
وشهد القطاع العدلي حراكاً تطويرياً، يواكب رؤية المملكة 2030. وانعكس على تحديث الأنظمة والإجراءات والتشريعات، لتتواءم والنقلة المتوقعة في القطاع.
ولم تكن الخدمات الإلكترونية لوزارة العدل تتجاوز سابقاً 15 في المائة من إجراءات الوزارة، وكانت مقتصرة على الاستعلامات وحجز المواعيد، قبل أن تبدأ رحلة كاملة للتحول الرقمي، انتقلت خلالها الخدمات العدلية إلى الأتمتة الكاملة، ومن ذلك التقاضي والإفراغ العقاري وخدمات المصالحة وإصدار التراخيص.
وقال السديس: «خلال العام الماضي أنجزت قرابة 8 مليارات عملية بشكل إلكتروني كامل، كانت تستغرق في السابق الكثير من المراسلين والورق والأختام والإمضاءات والتفاصيل البطيئة والمعقدة».
من جهته، قال سلمان العتيبي، وكيل وزارة العدل لخدمات التنفيذ، إن مرحلة جديدة من التطوير يشهدها قضاء التنفيذ، بعد أن كانت المحاكم قديماً مكتظة بالمراجعين ومليئة بالأوراق، وبدأت الوزارة عملاً واسعاً لإحداث نقلة كبيرة تراهن فيها على مقومات السعودية المشجعة في ظل رؤية المملكة 2030.
وأشار إلى أن محاكم التنفيذ، استقبلت العام الماضي، 800 ألف طلب بمبالغ قدرت بنحو 120 مليار ريال، وجرى التعامل معها إلكترونياً، بشكل كامل وبفضل ما تحقق من تقدم في رحلة التحول الرقمي، وبذلك وفرت على المستفيدين 6 ملايين زيارة، بعد أن كانت في الماضي تستغرق 7 زيارات على الأقل للطلب الواحد، و3 أشهر للتنفيذ.
وأضاف أن تفعيل قضاء التنفيذ يتم بشكل إلكتروني كامل، عبر آلية رقمية توظف الذكاء الاصطناعي في جميع الإجراءات، تتحقق معها مرحلة جديدة في القطاع العدلي، ببنية رقمية ذكية للتعامل مع كل الإجراءات، لن يضطر خلالها المستفيد إلى الانتظار حتى قبول طلب التنفيذ، أو تفعيل أحد الإجراءات، من خلال التطوير الإجرائي، وتحقيق العدالة الناجزة وسرعة إيصال الحق لصاحبه بالتوازن مع مراعاة الحقوق الأساسية للمنفذ ضده ومصلحة المجتمع.



السعودية وأوكرانيا تُشيدان بمتانة الروابط الاقتصادية وأهمية العمل المشترك

جانب من الاجتماع السعودي - الأوكراني في جدة برئاسة الأمير محمد بن سلمان والرئيس زيلينسكي (واس)
جانب من الاجتماع السعودي - الأوكراني في جدة برئاسة الأمير محمد بن سلمان والرئيس زيلينسكي (واس)
TT
20

السعودية وأوكرانيا تُشيدان بمتانة الروابط الاقتصادية وأهمية العمل المشترك

جانب من الاجتماع السعودي - الأوكراني في جدة برئاسة الأمير محمد بن سلمان والرئيس زيلينسكي (واس)
جانب من الاجتماع السعودي - الأوكراني في جدة برئاسة الأمير محمد بن سلمان والرئيس زيلينسكي (واس)

أشادت السعودية وأوكرانيا بمتانة الروابط الاقتصادية وأهمية العمل المشترك لتنمية حجم التبادل التجاري، ورحَّبتا بإعادة إنشاء مجلس الأعمال السعودي - الأوكراني المشترك خلال العام الحالي 2025م.

وأكد الجانبان عزمهما على تعزيز العلاقات الاستثمارية من خلال إنشاء شراكات استثمارية واقتصادية واعدة في القطاعات ذات الأولوية للبلدين.

جاء ذلك في بيان مشترك في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، للمملكة، في 10 مارس (آذار) 2025.

واستقبل الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الرئيس الأوكراني زيلينسكي في قصر السلام بجدة، وعقدا جلسة مباحثات رسمية، استعرضا خلالها أوجه العلاقات المميزة بين البلدين الصديقين، وعبَّرا عن رغبتيهما في تعزيزها في جميع المجالات.

وقدم الرئيس زيلينسكي التهنئة للأمير محمد بن سلمان، بمناسبة فوز مدينة الرياض باستضافة معرض إكسبو الدولي 2030، وفوز المملكة باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034.

وأشاد الجانبان بمتانة الروابط الاقتصادية بين البلدين الصديقين، ونوَّها بأهمية العمل المشترك لتنمية حجم التبادل التجاري، الذي بلغ نسبة نمو (9 في المائة) في عام 2024م، واتفقا على ضرورة تذليل التحديات التي تواجه تنمية العلاقات التجارية، وأهمية تكثيف الزيارات الرسمية، وزيارات الوفود التجارية والاستثمارية المتبادلة، وتشجيع إقامة المشاريع المشتركة، وبحث الفرص المتاحة في البلدين، بما في ذلك مشاريع «رؤية المملكة 2030»، وبرامج إعادة إعمار أوكرانيا. ورحَّب الجانبان بإعادة إنشاء (مجلس الأعمال السعودي - الأوكراني المشترك) خلال العام الحالي 2025م.

وأكد الجانبان عزمهما على تعزيز العلاقات الاستثمارية من خلال إنشاء شراكات استثمارية واقتصادية واعدة في القطاعات ذات الأولوية للبلدين، بما فيها قطاع الطاقة، والصناعات الغذائية، والبنى التحتية، ورحَّبا بالتواصل المستمر للقطاعين الحكومي والخاص في البلدين من خلال ورش العمل، وتبادل الزيارات، وعقد المنتديات والفعاليات الاستثمارية المشتركة، وتمكين القطاع الخاص، وتهيئة البيئة المناسبة للاستثمار، ومعالجة أي تحديات تواجه المستثمرين.

وعبَّر الجانبان عن تطلعهما لبحث فرص التعاون المشتركة في مجالات النفط، والغاز، ومشتقاتهما، والبتروكيماويات.

ورحَّب الجانبان بالتوسع في دخول القطاع الخاص في البلدين بشراكات استثمارية في المجالات الزراعية والصناعات الغذائية، واتفقا على أهمية تعزيز التعاون بينهما في مجالي الزراعة والأمن الغذائي.

ولي العهد السعودي مستقبلاً الرئيس الأوكراني بقصر السلام في جدة الاثنين (واس)
ولي العهد السعودي مستقبلاً الرئيس الأوكراني بقصر السلام في جدة الاثنين (واس)

وبحث الجانبان آخر المستجدات والتطورات ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر حيال القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وأكدا عزمهما على تعزيز التعاون والتنسيق المشترك تجاهها.

واستعرض الجانبان الجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم وعادل وشامل في أوكرانيا. وأعرب الجانب السعودي عن أمله في أن تتكلل تلك الجهود بالنجاح في إنهاء هذه الأزمة تماشياً مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك احترام مبادئ السيادة والحدود المعترف بها دولياً، وبما يؤدي إلى إنهاء تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار الدوليين، ووقف المعاناة الإنسانية التي يعاني منها المدنيون، وتحقيق الأمن النووي والغذائي، وحماية البيئة، ونزع الألغام من الأراضي. وعبَّر الجانب الأوكراني عن تقديره للجهود التي تبذلها المملكة في هذا الشأن، كما عبَّر عن شكره وامتنانه للمساعدات الإنسانية والتنموية التي قدمتها المملكة لأوكرانيا.

الأمير محمد بن سلمان يُجري مباحثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي بقصر السلام في جدة الاثنين (واس)
الأمير محمد بن سلمان يُجري مباحثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي بقصر السلام في جدة الاثنين (واس)

وفي ختام الزيارة، أعرب الرئيس زيلينسكي عن شكره وتقديره للأمير محمد بن سلمان، على ما لقيه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وعن أطيب تمنياته للشعب السعودي الصديق المزيد من التقدم والرخاء. كما أعرب الأمير محمد بن سلمان عن أطيب تمنياته بموفور الصحة والعافية للرئيس زيلينسكي، والمزيد من التقدم والرقي للشعب الأوكراني الصديق.