آش بارتي تعيد تعريف معنى النجاح الرياضي... الجودة وليس الكمية

المصنفة الأولى عالمياً في لعبة التنس تعتزل وهي في الخامسة والعشرين من عمرها

لا يبدو ان آش بارتي تتقدم في السن كثيراً (الشرق الأوسط)
لا يبدو ان آش بارتي تتقدم في السن كثيراً (الشرق الأوسط)
TT

آش بارتي تعيد تعريف معنى النجاح الرياضي... الجودة وليس الكمية

لا يبدو ان آش بارتي تتقدم في السن كثيراً (الشرق الأوسط)
لا يبدو ان آش بارتي تتقدم في السن كثيراً (الشرق الأوسط)

هناك صورة لآش بارتي لا يبدو أنها تتقدم في السن أبداً، وهي تلك الصورة التي التُقطت لها وهي تبلغ من العمر ست سنوات وتقف في ملعب تنس مليء بالأمطار، وتمسك بمضرب بإحدى يديها، وبكأس صغير باليد الأخرى، وتبتسم ابتسامتها المألوفة تحت قبعة تحمل علامة نايكي الشهيرة. إنها الطفلة الصغيرة بارتي التي كانت تتلالأ في عينيها نجوم كبيرة. تم التقاط هذه الصورة في عام 2002 -قبل 20 عاماً من اعتزالها لعبة التنس إلى الأبد، بعد أن حققت الكثير من الإنجازات.
ربما كان ينبغي أن يكون هناك المزيد من البطولات والإنجازات. وبعد فوز بارتي ببطولة «أستراليا المفتوحة للتنس» في يناير (كانون الثاني) الماضي، لم تكن جميع الأسئلة تدور حول ما إذا كانت ستفوز ببطولة كبرى أخرى أم لا، لكن الأسئلة كانت تدور حول عدد البطولات التي ستحققها بعد ذلك. لكن يبدو أن الإجابة الآن وإلى الأبد هي «صفر»، بعد أن اعتزلت وهي في قمة عطائها وهي المصنفة الأولى عالمياً في اللعبة. لقد ظلّت تتربع على عرش اللعبة لمدة ثلاث سنوات من دون منازع.
لكن بعد ذلك هناك ذلك الجزء الآخر من حياة بارتي، وهو حياتها كإنسانة لا كلاعبة، وهو الأمر الذي جعلها تتصرف دائماً وفقاً لشروطها الخاصة وترفض أن يتم النظر إليها فقط من خلال الرياضة التي كانت تتفوق فيها بشكل ساحق. لقد أعلنت بارتي اعتزالها للعبة التنس من قبل عندما كانت تشعر بأنها ليست على ما يرام، ثم عادت عندما شعرت بأنها في حالة جيدة. وبهذا المعنى، فإن إعلانها الأخير بشأن اعتزالها لعبة التنس كان غريباً للغاية.
من المعروف أن بارتي تمتلك طموحاً كبيراً، لكنّ هذا الطموح كان دائماً يتكيف مع منظورها ونظرتها للأمور. لقد كانت تعرف ما تريد جيداً، وكانت راضية بمجرد تحقيق أهدافها. وكما قالت يوم الأربعاء الماضي، كان هدفها الأساسي هو بطولة ويمبلدون، حيث أشارت إلى أن هذا كان «الحلم الحقيقي الوحيد الذي أردت تحقيقه في عالم التنس». وخلال العام الماضي، وبعد أن فعلت ذلك، تغير شيء ما بداخلها. لقد كان ينقصها الفوز ببطولة «أستراليا المفتوحة للتنس»، لذا فقد حققت ذلك أيضاً. ثم شعرت أنها منهكة جسدياً وذهنياً، وأنها على استعداد للاعتزال وهي في القمة. يتحدث الرياضيون في جميع الألعاب الرياضية عن ضرورة الاعتزال وهم في القمة، وغالباً ما يستلزم ذلك الحصول على العدد المطلوب من الجوائز والبطولات أو بعض الإنجازات الملموسة الأخرى.
وقد حققت بارتي ذلك أيضاً، وبشكل أكبر مما يمكن أن يتخيله معظم اللاعبين. ومع ذلك، فإنها ليست من نوعية اللاعبين المهووسين بالسعي لكسر الأرقام القياسية. إن كل شيء قالته وفعلته يوحي بأنها لن تشعر أبداً بالندم أو تقول ماذا لو فعلت هذا أو ذاك. ومن الواضح للغاية أنها غير مهتمة بكتب التاريخ! ستكون بارتي جزءاً من كتب التاريخ على أي حال، لأنه من خلال اتخاذ هذا القرار المذهل والغريب، فإن بارتي قد أعادت تعريف معنى النجاح. لقد أخبرت جميع الإحصائيين بأنه يمكن حساب النجاح من خلال الجودة لا الكمية، وأن الجودة يجب ألا يُنظر إليها دائماً من خلال الفوز بالبطولات والألقاب، وأن بعض اللحظات يمكن أن تصنع مسيرات ناجحة للرياضيين.
في بعض الأحيان، بالطبع، تتعارض اللحظات والألقاب. فعندما فازت ببطولة ويمبلدون، كان ذلك بعد 50 عاماً من فوز إيفون غولاغونغ كاولي بتلك البطولة، بينما كانت ترتدي نسخة طبق الأصل من ملابس معلمتها منذ نصف قرن من الزمان. وبعد أن تألقت بارتي على «ملبورن بارك»، أخذت كأسها إلى أولورو بأستراليا ولعبت التنس مع أطفال السكان الأصليين الذين يشبهونها تماماً في صورة الطفولة التي أشرت إليها في بداية هذه المقالة.
لقد أخبرتنا في مناسبات كثيرة بأنها تعرف جذورها وتعتزّ بها. وفي عام 2014 عندما أبعدها التنس عن تلك الجذور قبل أن تصبح جاهزة، تقاعدت وهي في سن الثامنة عشرة من عمرها، وعادت إلى منزلها في أستراليا، ولعبت الكريكيت والغولف، قبل أن تعود مرة أخرى إلى لعبة التنس التي افتقدتها. وفور عودتها إلى اللعبة التي تعشقها استعانت بخطط دقيقة لضمان عدم حدوث مثل هذا الإرهاق مرة أخرى، فقررت أن يسافر شريكها وأفراد عائلتها إلى كل مكان تذهب إليه، كجزء من «فريقها» في كل مكان. واختارت البطولات التي تشارك فيها بعناية.
وكانت النتيجة داخل الملعب صعودها بشكل مذهل من خارج أفضل 200 لاعبة إلى اللاعبة رقم واحد في العالم، والحصول على بطولة «فرنسا المفتوحة للتنس». لقد هيمنت على اللعبة تماماً، ونادراً ما كان يقابلها من هو قادر على التفوق عليها. وفي حقبة أفسدها سوء السلوك في الملعب والجدل خارج الملعب، أعطت بارتي أيضاً للعبة التنس تلك الشخصية المتواضعة التي كانت في أمسّ الحاجة إليها. لقد غلب التواضع على الضجيج، وهو الأمر الذي ساعدها على الوصول إلى القمة. لقد كانت تشعر كأنها صديقة للجماهير، التي كانت تسافر معها خلال صراعاتها النفسية للعثور على مكان لها في ظل المكائد الغريبة لهذه الرياضة المدفوعة بأموال كبيرة وشخصيات بارزة.
وحتى أولئك الذين لا يهتمون بالرياضة كان لديهم سبب لمشاهدتها وهي تتألق داخل ملاعب التنس، فهي النجمة الرياضية الأكثر أناقة والتي كان الجميع يستمتع برؤيتها. لقد كان من السهل التنبؤ بالكثير مما تقوله وتفعله بارتي، لكن لم يكن أي شخص يتوقع أن تعتزل اللعبة في هذه السن الصغيرة وهي على القمة. ويوم الأربعاء الماضي، أخبرت بارتي صديقتها العزيزة وشريكتها السابقة في اللعب الزوجي، كاسي ديلاكوا، أن هذه هي المرة الأولى التي تقول فيها كلمة «اعتزال» بصوت عالٍ.
وقالت: «من الصعب قول ذلك، لكنني سعيدة جداً، وأنا مستعدة جداً، وأعرف في الوقت الحالي، من أعماق قلبي، أن هذا هو القرار الصحيح بالنسبة لي كشخص. لن أتوقف أبداً عن حب التنس، وسيكون دائماً جزءاً هائلاً من حياتي. لكن الآن أعتقد أنه من المهم أن أستمتع بالمرحلة التالية من حياتي بصفتي آش بارتي الإنسانة، وليس آش بارتي الرياضية».



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.