في اليوم العالمي للتصميم الإيطالي يفوح عطر بيروت الأنيقة

تحتفل به 100 دولة حول العالم

جانب من الطاولة المستديرة التي أدارها باسكوالوتشي
جانب من الطاولة المستديرة التي أدارها باسكوالوتشي
TT

في اليوم العالمي للتصميم الإيطالي يفوح عطر بيروت الأنيقة

جانب من الطاولة المستديرة التي أدارها باسكوالوتشي
جانب من الطاولة المستديرة التي أدارها باسكوالوتشي

بيروت: فيفيان حداد

تنسى وأنت تشارك في اليوم العالمي للتصميم الإيطالي في غاليري «إنترميبل» في الأشرفية، أنك في مدينة منهكة بأزمات متعددة. تتجول بين القطع الهندسية المعروضة لمصممين إيطاليين، من إكسسوارات مطبخ وقطع أثاث، مستعيداً مذاق الفنون العالمية.
في هذه المناسبة، نظمت وكالة التجارة الإيطالية في بيروت، بالتعاون مع سفارتها في لبنان، يوم التصميم الإيطالي في 23 مارس (آذار) الحالي. حضر الحفل الذي تضمن مناقشة حول العلاقة الفنية بين لبنان وإيطاليا، السفيرة نيكوليتا بومابردييري والمهندس المعماري ماركو أموسو، وممثلين عن مجموعة غاليريات في لبنان تسوق للتصاميم الإيطالية. وتتولى وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية، تنظيم هذا الحدث بمشاركة المديرية العامة للإبداع المعاصر الإيطالي.
وتمحورت نسخة هذا العام حول موضوع «التجدد في التصميم والتقنيات من أجل مستقبل مستدام». وبإدارة مدير مكتب التجارة الإيطالية في لبنان كلاوديو باسكوالوتشي، انطلقت الطاولة المستديرة. وشارك فيها إضافة إلى المهندس الإيطالي ماركو أموسو، ماريو حداد رئيس الأكاديمية الإيطالية لفن الطهي في لبنان، وكذلك كل من المهندس المعماري اللبناني كريم نادر، ومواطنه المصمم نيكولا مسلم.
وتناولت المناقشة العلاقة التاريخية في فن العمارة بين لبنان وإيطاليا، كما تم التطرق إلى التبادل الفني بين البلدين من ناحية التصاميم الهندسية، والأثر الكبير الذي تركته على العاملين في هذا القطاع بالنسبة للطرفين.
وأشارت السفيرة بومباردييري، في مداخلتها، إلى أن روما هي عاصمة الفن والثقافة والحوار والإبداع لنحو 3 آلاف سنة، وأن تجديد الهندسة المدنية هو ذو أهمية كبيرة لمدينة بيروت، والتحديات الحالية هي في نجاح وتسريع مسار نقل المدن إلى مدن ذكية من خلال إدخال التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والتواصل، والتنقل والسلامة، وزيادة المساحة الخضراء وحماية البيئة. وتابعت: «في مواجهة الأزمات التي يشهدها لبنان نؤمن بأن التصميم الإيطالي يمكن أن يقدم أدوات قيمة وشراكة، وأن بناء بيروت في شكل مستدام هو أمر ملح، ومن هنا تأتي مبادرتنا لدعم الأحياء التي تأثرت من جراء انفجار المرفأ».
وجرى في المعرض الذي تجول فيه المدعوون إثر انتهاء المناقشات، الاطلاع على تصاميم فنانين إيطاليين مشهورين أمثال الكساندرو مانديني. وتألفت من قطع أثاث خاصة بصالات الطعام، وغرف الجلوس والصالونات، إضافة إلى إكسسوارات عصرية ترتبط بالمطبخ الإيطالي. كما عُرضت قطع أيقونية نفذها فيليب ستارك كعصارة الليمون الضخمة وأباريق الشاي لمايكل غريفز، المصنوعة من مادة الستانلس ستيل. كما تتعرف إلى فتاحة العبوات من الستانلس ستيل أيضاً وصممها مانديني تحت اسم «آنا»، وهي من التصاميم المشهورة عالمياً، استوحاها المصمم الإيطالي من شخصية سكرتيرته الخاصة التي تحمل هذا الاسم.
ويسلّط المعرض الضوء على قطع فنية صُممت لتواكب الحفاظ على النظام البيئي (ايكو سيستم). أما مجموعة «تشيكوتي» من طاولات خشب (فاليه دي رين) ومكتبات وكراسي، فهي مصنوعة من الخشب الأميركي المنفذة حرفياً وباليد. وإضافة إلى القطع المندرجة على لائحة النسخ المحدودة، يتعرف زائر المعرض إلى كرسي «لايدي» لماركو زانوسو. ويستوقفك كرسي «فكتوريا» من تصميم اللبنانيين ديفيد ونيكولا، وهو مصنوع من مادة الستانلس ستيل المطلي (غالفنايزد) وقماش مخملي أخضر.
ويعلق نيكولا مسلم مصمم الأريكة الصوفا «فكتوريا» لـ«الشرق الأوسط»: «أتعاون مع الإيطاليين منذ نحو 10 سنوات ضمن قطاع صناعة وتصميم الموبيليا. واكتشفت أن هناك علاقة حميمة تجمعنا من خلال أسلوب عيش مشابه. وعندما أعمل مع شركة إيطالية تجتاحني مشاعر كثيرة، فأرسم من صميم قلبي كونهم يقدرون ما نقوم به. فهم وعكس بلدنا يشجعون المواهب الشابة ويساندونها، ويسهلون لها الإجراءات المطلوبة لتنفيذ هذا التعاون. فيما لبنان يضع عوائق كثيرة أمام شبابه الموهوب، وكأن الدولة تعمل ضده، فلا تؤمن له أي طاقات فرج. فهي تصعّب عليه معاملات السفر وسحب الأموال من المصارف، وما إلى هنالك من عوامل تتسبب في تراجع إنتاجنا كشباب موهوب».
وفي جولتك في المعرض تلفت نظرك تصاميم عصرية لطاولات مصنوعة من الخشب والرخام، مع كراسي مزودة بالوسادات الجلدية. وكذلك قطع أثاث لغرف جلوس مصنوعة من القماش، تتوسطها طاولة خشبية صممت على شكل «بيت النحل» مطرزة بالجلد.
ويشير المهندس المعماري كريم نادر الذي شارك في ندوة اليوم العالمي للتصميم الإيطالي، إلى أن ما يجمع بين الشعبين الإيطالي واللبناني نقاط كثيرة. ويتابع: «هذه العلاقة التي شهدناها منذ آلاف السنين بدءاً بقلعة بعلبك، نترجمها نحن الشباب بأعمال هندسية تندرج على لائحة فن العمارة. وبينها ما هو معاصر وحديث وآخر مستوحى من تاريخ هندسي طويل تم تبادله بين البلدين، منذ حقبات طويلة». ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «التجربة التي عشتها في لبنان وفي مدينة بيروت بالذات التي ذاقت الأمرين، أغنتني ودفعتني إلى استيعاب معاناة مدن أخرى تقع على المتوسط. وكذلك ساعدتني على تفهم التاريخ الإيطالي وما مر به من حروب مدمرة. وهذا ما لمسته على أرض الواقع بالنسبة لمدينة بياتشانزا الإيطالية. فكنا بصدد إعداد دراسة عنها ولكن بسبب الجائحة لم أستطع زيارتها. وفي المقابل استطعت المشاركة في هذا المشروع، بسبب هذه الخلفية الغنية التي زودتني بها بيروت، فطبقتها على بياتشانزا وغصت في عمارتها، كأنني أعرفها عن كثب».
وكما هو معروف، فإن إيطاليا شكلت في عام 2021، المورد الأساسي للأثاث في لبنان، بنسبة بلغت 34 في المائة من حصة السوق. والمورد الأوروبي الرائد أيضاً في مجال الإضاءة، إذ استحوذت على نسبة 16 في المائة من حصة السوق اللبنانية.
من ناحيته، فقد أشار ماريو حداد، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الموضوع الذي شارك فيه خلال ندوة المعرض، تطلب منه التحدث عن العلاقة بين التصميم الفني والطعام.
وأضاف: «كوني مختصاً في الطعام فقد انطلقت من موضوع المذاق الذي ينطوي على التصميم الهندسي وطبق الطعام. فبرأيي أن هندسة كرسي غير مريح ومهما بلغت فكرة إبداع مصممه يبقى غير مرغوب فيه، تماماً كطبق الطعام الذي يبهرك بشكله الخارجي ويصدمك بمذاقه غير اللذيذ».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.